تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بيق]:

صفحة 53 - الجزء 13

  وكجَعْفَرٍ: الدّاهِيَةُ قال رُؤْبَةُ:

  حَتَّى تَرَى الأَعْداءُ مِنِّي بَهْلَقَا ... أَنْكَرَ مِمّا عِنْدَهُم وأَقْلَقَا

  والبَهْلَقَةُ: الكِبْرُ، وشِبْهُ الطَّرْمَذَة وقد بَهْلَقَ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ⁣(⁣١): البَلْهَقَةُ، بتَقْدِيمِ الّلامِ، فرَدَّ ذلِكَ ثَعْلَبٌ، وقالَ: إِنَّما هي البَهْلَقَة بتَقْدِيمِ الهاءِ على الّلامِ، كما ذَكرناه آنِفاً.

  والبَهْلَقَةُ: الدَّاهِيَةُ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: البَهْلَقَةُ: أَنْ يَلْقاكَ الإِنْسانُ بكَلامِه ولِسانِه.

  وقالَ الفَرّاءُ: البَهْلَقَةُ: الكَذِبُ، كالتَّبَهْلُقِ وقد بَهْلَقَ، وتَبَهْلَقَ.

  وجامعٌ بَهْلِيقَى⁣(⁣٢) بالفَتْح: غَرْبِيَّ بَغْدادَ من الجَوامِعِ المَعْروفةِ، نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  * ومما يُسْتَدركُ عليه:

  البِهْلِقُ بالكَسْرِ⁣(⁣٣): الدّاهِيَةُ، كذا في التَّكْمِلة.

  وبَهْلَقَ، وتَبَهْلَقَ: كَذَبَ، عن الفرّاء.

  [بيق]: البِيقِيَّةُ، بالكَسْرِ أَهمله الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ في العُباب⁣(⁣٤)، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: نَباتٌ أَطْوَلُ من العَدَسِ، يَنْبُتُ في الحُرُوثِ، وقُوَّتُه كقُوَّتِه، جَيِّدَةٌ للمَفاصِلِ والقَبَل (القِيل) والفَتْقِ.

  قالَ: والبِيقَةُ، بالكَسْرِ: حَبٌّ أَكبرُ من الجُلُبّانِ، أَخْضَرُ، يُؤْكَلُ مَخْبُوزاً ومَطْبُوخاً، وتُعْلَفُهُ البَقَرُ وهو بالشّأْمِ كثيرٌ، ولم يَذْكُرْه الفُقَهاءُ في القَطانِيِّ، كما فِي اللِّسانِ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  بِيُوقان، بالكسر: قريةٌ بسَرَخْسَ، منها: أَبو نَصْرٍ أَحمدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيم السَّرَخْسِيُّ عن الحاكِم أَبي عَبْدِ اللهِ توفي سنة ٤٦٦. وأَبْيُوقَة: قريَةٌ من أَعْمالِ البُحَيْرة من مِصْرَ.

فصل التاءِ مع القاف

  [تأق]: تَئِقَ السِّقاءُ، كفَرِحَ: امْتَلَأَ.

  وأَتْأَقْتُه أَنا: مَلَأْتُه، كما فِي الصِّحاحِ، وقالَ رُؤْبَةُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بنَ مَرْوانَ:

  مَدَّ لَهُ المَجْدُ خَلِيجاً مِتْأَقَا ... سَقَى فأَرْوَى ورَعَى فأَسْنَقَا

  وفي حَدِيثِ عَليٍّ: «أَتْأَقَ الحِياضَ بمَواتِحِه» وقالَ النّابِغَةُ:

  يَنْضَحْنَ نَضْحَ المَزادِ الوُفْرِ أَتْأَقَها ... شَدُّ الرُّواةِ بماءٍ غَيْرِ مَشْرُوبِ

  ماءٌ غيرُ مَشْرُوبٍ، يَعْنِي: العَرَقَ، أَرادَ يَنْضَحْنَ بماءٍ غَيْرِ مَشْرُوبٍ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ.

  ومن المَجاز: تَئِقَ زَيْدٌ: إِذا امْتَلأَ غَضَباً وغَيْظاً، كما في الصِّحاحِ، أَو حُزْناً هكَذا نَقَلَه اللّيْثُ في هذا التَّرْكِيبِ، زادَ غيرُه: كادَ يَبْكِي، أَو إِذا امْتَلأَ سُرُوراً، كما في اللِّسانِ.

  وككَتِفٍ، ومِنْبَرٍ: السَّرِيعُ إِلى الشَّرِّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الأَمَوِيِّ، واقْتَصَر على الأَول، وأَمّا المِتْأَقُ، كمِنْبَرٍ، فقد فسَّرَه صاحِبُ اللِّسانِ بالحادِّ.

  ومن أَمْثالِ العَرَبِ: «أَنْتَ تَئِق، وأَنا مَئِق، فكَيْفَ نَتَّفِق»؟ قال اللِّحْيانِيُّ: قِيلَ: مَعْناه أَنتَ ضَيِّقٌ وأَنا خَفِيفٌ، فكيف نَتَّفِقُ؟ وقال بعضُهم: أَنتَ سَرِيعُ الغَضَبِ، وأَنا سَرِيعُ البُكاءِ، فكيف نَتَّفِق؟ وقالَ أَعْرابيٌّ من عامِرٍ: أَنْتَ غَضْبانُ وأَنا غَضْبانُ، فكيف نَتَّفِقُ؟ وقالَ الأَصْمَعِيُّ: يَقُول: أَنا مُمْتَلِيءٌ من الغَيْظِ والحُزْنِ، وأَخِي سَرِيعُ البُكاءِ، فلا يَقَعُ بينَنا وِفاقٌ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: التَّئِقُ: هو الحادُّ⁣(⁣٥)، والمَئِقُ: السَّرِيعُ البُكاءِ، ويُقالُ: المُمْتَلِئُ من الغَضَب، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعَدِيِّ بنِ زَيْدٍ يَصِفُ كَلْباً:


(١) في اللسان: ابن الأعرابي.

(٢) في التكملة: ابن بهليقا.

(٣) ضبطت بالقلم في التكملة بالفتح.

(٤) وأهمله في التكملة أيضاً. وضبطت في اللسان بياء مخففة.

(٥) في الصحاح واللسان: «الحديد» وفي موضع آخر: السريع إلى الشر.