وأَكْثَرُ اسْتِعمالِه في الإِبِلِ والغَنَمِ وقالَ اللَّيْثُ: الحَبْقُ: ضُراطُ المَعِزِ وقَدْ حَبَقَ يَحْبِقُ حَبْقاً بالفَتْحِ وحَبِقاً، ككَتِفٍ، وغُرابٍ لفظُ الاسْمِ ولفظُ المَصْدَرِ فيه سَواءٌ، وقد يُسْتَعمَلُ في الناسِ، وأَفْعالُ الضَّرْطِ كَثِيراً ما تَجِيءُ مُتَعَدِّيةً بحرفٍ، كقَوْلِهمْ: عَفَقَ بها، وحَطأَ بها، ونَفَخَ بها: إِذا ضَرَطَ، وفي حَدِيثِ المُنْكَرِ الّذِي كانَوا يَأْتُونَه في نادِيهِم: «كانُوا يَحْبِقُون فِيه».

  والحَبْقَةُ: الضَّرْطَةُ وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الضُّرَيْطَةُ الخَفِيفة، قال⁣^(⁣١): وأَخْبَرَنا أَبو حاتِمٍ - عن أَبِي عُبَيْدَة - قالَ: لمّا قُتِلَ عُثمانُ ¥ قالَ عدِيُّ بنُ حاتِم ¥: «لا تَحْبِقُ فيه عَنْزٌ» فأُصِيبَتْ عَيْنُه يومَ صِفِّين، وقُتِلَ ابنُه طَرِيفٌ، فدَخَلَ على مُعاوِيَةَ بعدَ قَتْلِ عليٍّ ®، فقالَ: هل حَبَقَت العَنْزُ في قَتْلِ عُثْمانَ؟ فقالَ: إِي واللهِ، والتَّيْسُ الأَعْظَمُ.

  ويُقال للأَمَةِ: يا حَباقِ، كقَطامِ كما يُقالُ لها: يا دَفارِ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: غِذْقُ حُبَيْقٍ، كزُبَيْرٍ: تَمْرٌ دَقَلٌ أَغْبَرُ صَغِيرٌ مع طُولٍ فيه، رَدِيءٌ مَنْسُوبٌ إِلى ابنِ حُبَيْقٍ، ويُقال له أَيضاً: نُبَيْقٌ، ويُقال: حُبَيْقٌ، ونُبَيْقٌ⁣^(⁣٢)، وذَواتُ العُنَيْق: لأَنواعٍ من التَّمْرِ وفي الحَدِيثِ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عن لَوْنَيْنِ من التَّمْرِ: الجُعْرُور، ولَوْنِ حُبَيْقٍ» يعني في الصَّدَقَةِ.

  والحُباقُ ككِتابٍ، أَو غُرابٍ وعلى الأُولَى اقْتَصَر ابنُ دُرَيْدٍ: أَبو بَطْنٍ من تَمِيم وهو لَقَبٌ له، قالَ أَبو العَرَنْدَسِ العَوْذِيُّ، من بَنِي عَوْذِ بن سَوْدٍ:

  يُنادِي الحُباقَ وحِمّانَها ... وقَدْ شَيَّطُوا رَأْسَه فالْتَهَبْ⁣^(⁣٣)

  والحِبِقَّى كالزِّمِكَّى: سَيْرٌ سَرِيعٌ بالحاءِ والخاءِ، قال أَبو عُبَيْدَةَ: وهو يَمْشِي الحِبِقَّى، والدِّفِقَّى، والحِبِقَّى دُونَ الدِّفِقَّى، قالَ:

  يَعْدُو الحِبِقَّى والدِّفِقَّى مِنْعَبُ

  والحَبَقَةُ، مُحَرَّكَةً: الجاهِلُ عن ابْنِ عَبّادٍ، زاد الزَّمَخْشَرِيُّ: السَّفِيهُ، والجَمْعُ: حَبَقاتٌ، كشَجَرةٍ وشَجَراتٍ، وهو مَجاز.

  والحِبِقَّةُ بكَسْرتينِ مُشَدَّدَةَ القافِ: القَصِيرُ نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ.

  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: الحُبَقُ كصُرَدٍ: القَلِيلُ العَقْلِ، وهي بهاءٍ كهُبَعٍ، وهُبَعَةٍ، وأَنْشَدَ:

  حِبِقَّةٌ يَتْبَعُها شَيْخٌ حُبَقْ ... وإِنْ يُوَفِّقْها لِخَيْرٍ لا تُفِقْ

  والحَبْقُ بالفتحِ: الضَّرْب بالجَرِيدِ هكذا في النُّسخ⁣^(⁣٤) والصَّواب: بالجَرِيرِ، كما هو نَصُّ المُحِيط وكذا الضَّرْبُ بالحَبْلِ، وبالسَّوْطِ.

  وأَحْبَقَ القَوْمُ بما عِنْدَهُم أَي: سَلِسُوا به وأَذْعَنُوا عن أَبي عَمْرٍو.

  وحَبَّقَ الرَّجُلُ مَتاعَهُ تَحْبِيقاً: إِذا جَمَعَه وأَحْكَم أَمْرَه.

  وسَلَمَةُ بنُ المُحَبِّقِ، كمُحَدِّثٍ: صحابِيٌّ ¥، شَهِدَ حُنَيْناً، وفَتْحَ المَدائِن، قال أَبو أَحْمَدَ⁣^(⁣٥) العَسْكَرِيّ في كتابِ التصحيف: المُحَبِّقُ، بكسرِ الباءِ، وأَصحابُ الحَدِيث يُصَحِّفُون ويَفْتَحُونَ الباءَ، وقال البُخارِيُّ في التارِيخِ الكَبِير: قالَ لِي رَوْحُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ: اسمُ المُحَبِّق صَخْر بن عُتْبَةَ بنِ الحارِث بنِ حُصَيْن بنِ الحارِثِ بنِ عَبْدِ العَزِيز⁣^(⁣٦) بنِ دابِغَة بنِ لِحْيانَ بنِ هُذَيْلٍ، وفي التَّكْمِلَةِ: صَخْرُ بنُ عُبَيْدٍ.

  وقال ابنُ فارِس في كتابِ المَقايِيس: الحاءُ والباءُ والقافُ ليسَ عِنْدِي بأَصْلٍ يُؤْخَذُ به، ولا مَعْنَى له، ولكنّهم يَقُولُونَ: حَبَّقَ مَتاعَه: إِذا جَمَعَه، ولا أَدْرِي كيف صِحَّتُه.

  * ومما يُستدركُ عليه:

  الحَبْقُ، بالفتحِ: الضُّراطُ.

  وقالَ ابنُ خالَوَيْهِ: جمعُ الحَبَقِ محركةً للمَأْكُولِ: حِباقٌ، بالكسرِ، وأَنْشَد:

(١) الجمهرة ١/ ٢٢٦.

(٢) النبيق: أغبر مدور، وذوات العنيق: لها أعناق مع طول وغبرة.

(٣) الجمهرة ١/ ٢٢٦.

(٤) ومثله في التكملة.

(٥) عن التكملة وبالأصل «أبو محمد».

(٦) في التاريخ الكبير ق ٢ ج ٢ ص ٧١: عبد العزى.