تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء مع القاف

صفحة 94 - الجزء 13

  نَفَخَ بَطْنِي وهو مَجازٌ.

  وقالَ اللَّيْثُ: المُحَلَّقُ، كمُعَظَّمٍ: موضِعُ حَلْقِ الرَّأْسِ بمِنىً وأَنْشَدَ:

  كَلّا ورَبِّ البَيْتِ والمُحَلَّق

  وقال الفَرَزْدَقُ:

  بمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كُنْتُما بهِ ... وزَمْزَمَ والمَسْعَى، وعندَ المُحَلَّقِ

  والمُحَلَّقُ: لَقَبُ عَبْدِ العُزَّى بنِ حَنْتَمِ بنِ شَدّادِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ بنِ كِلابٍ العامِرِيِّ، وضَبَطَهُ صاحِبُ اللِّسانِ كمُحَدِّثٍ⁣(⁣١) لأَنَّ حِصاناً له عَضَّهُ في خَدِّه وكانَت العَضَّةُ كالحَلْقَةِ هذا قولُ أَبي عُبَيْدَة أَو أَصابَه سَهْمٌ غَرْبٌ فكُوِيَ بحَلْقَة مِقْراضٍ، فبَقِيَ أَثَرُها في وَجْهِه، قال الأَعْشَى:

  تُشَبُّ لمَقْرُورَيْنِ يَصْطَلِيانِها ... وباتَ على النّارِ النَّدَى والمُحَلَّقُ⁣(⁣٢)

  والمُحَلِّقُ بكسرِ الّلامِ: الإِناءُ دُونَ المَلْءِ وأَنشَدَ أَبُو مالِكٍ: فَوافٍ كَيْلُها ومُحَلِّقُ⁣(⁣٣) وحَلَّقَ ماءُ الحَوْضِ: إِذا قَلَّ وذَهَبَ، قال الفَرَزْدَقُ:

  أُحاذِرُ أَنْ أُدْعَى وحَوْضِي مُحَلِّقٌ ... إِذا كانَ يَوْمُ الوِرْدِ يَوْمَ خِصامِ⁣(⁣٤)

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: المُحَلِّقُ: الرُّطَبُ نَضِجَ بَعْضُه ولم يَنْضَجْ بعضٌ، وهذا قد تَقَدَّم عند ذِكْر الحُلْقان.

  والمُحَلِّقُ من الشِّياهِ: المَهْزُولَة عن ابنِ عَبّادٍ.

  والمُحَلَّقَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: فَرَسُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ الحُرِّ الجُعْفِيِّ. وتَحَلَّقُوا: إِذا جَلَسُوا حَلْقَةً حَلْقَةً ومنه الحَدِيثُ: «نَهَى عن التَّحَلُّق قَبْلَ الصَّلاةِ» وقد تَقَدَّم، وهو تَفَعُّلٌ من الحَلْقَة.

  ويُقال: ضَرَبُوا بُيُوتَهم حِلاقاً، ككِتابٍ أَي: صَفًّا واحِداً حَتَّى كأَنَّها حَلْقَةٌ، والحِلاقُ هنا: جَمْعُ الحَلْقَةِ بالفتحِ، على الغالِبِ، أَو جمعُ حِلْقَةٍ بالكسرِ، على النادر.

  * ومما يُسْتَدركُ عليه:

  حَلْقُ التَّمْرَةِ والبُسْرَةِ: مُنْتَهَى ثُلُثَيْها، كأَنَّ ذلك مَوْضِعُ الحَلْقِ منها.

  وجَمْعُ حَلْقِ الرَّجُلِ: أَحْلاقٌ في القليل، وحُلُوقٌ وحُلُقٌ في الكثيرِ، والأَخِيرةُ عَزِيزَةٌ، قال الشاعِرُ:

  إِنَّ الّذِينَ يَسُوغُ في أَحْلاقِهم ... زادٌ يَمَرُّ عليهِمُ لَلِئامُ⁣(⁣٥)

  وأَنْشَدَه المُبَرِّدُ⁣(⁣٦): «في أَعْناقِهم» فرَدَّ ذلِكَ عليه عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ: وأَنْشَد الفارِسِيُّ:

  حَتَّى إِذا ابْتَلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: حَلَقَ الرَّجُلُ كضَرَبَ: إِذا أَوْجَعَ، وحَلِقَ، كفَرِحَ: إِذا وَجِعَ، وقال غَيْرُه: شَكَى حَلْقَه.

  وحُلُوقُ الآنِيَةِ والحِياضِ: مَجارِيها.

  والحُلُق بضَمَّتَيْنِ: الأَهْوِيَةُ بينَ السّماءِ والأَرْضِ، واحِدُها حالِقٌ.

  وفَلاةٌ مُحَلِّقٌ، كمُحَدِّث: لا ماءَ بِها، قال الزَّفَيانُ:

  ودُونَ مَرْآها فَلاةٌ خَيْفَق ... نائِي المِياهِ ناضِبٌ مُحَلِّقُ⁣(⁣٧)

  وهَوَى من حالِقٍ: هَلَكَ، وهو مَجازٌ.

  وجَمْعُ المُحَلِّقِ من البُسْرِ: مَحالِيقُ.

  والحِلاقُ، بالكَسْرِ: جمعُ حَلِيق، للشَّعرِ المَحْلُوق،


(١) وفيه أنه من ولد بكر بن كلاب من بني عامر.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٢٠.

(٣) البيت في الأساس منسوباً لعبدة بن الطبيب وتمامه فيه:

شآمية تجزي الجنوب بقرضها ... مراراً فوافٍ كيلها ومحلّقُ

(٤) رواية التهذيب:

أخاف بأن أدعي ... ... إذا كان يوم الحتف يوم حمامي

(٥) في اللسان: زادٌ يُمَنّ.

(٦) انظر الكامل للمبرد ١/ ٨٢ في أربعة أبيات نسبها لرجل من تميم. وفسر الأعناق قال: يريد حلوقهم.

(٧) في التهذيب برواية: «ودون مسراها» ومثله في اللسان وانظر ملحق ديوان الزفيان ص ٦٩.