تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حملق]:

صفحة 98 - الجزء 13

  كحَمُقَتْ، ككَرُمَ كذا في المُحْكَم، والذي في الصِّحاح: حَمِقَتْ، بالكَسْرِ.

  وانْحَمَقَ الرَّجُلُ: فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَى، كاسْتَحْمَقَ ومنه الحَدِيثُ: «قال: أَرَأَيْتَ إِن عَجَزَ، واسْتَحْمَقَ».

  * ومما يُسْتدرَكُ عليه:

  الحَمِقُ، ككَتِفٍ: الأَحْمَقُ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ وغيرُه، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ⁣(⁣١):

  أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرّاعِي الحَمِقْ

  وكذا قَوْلُ يَزِيدَ بنِ الحَكَمِ الثَّقْفِيِّ:

  قَدْ يُقْتِرُ الحَوِلُ التَّقِ ... يُّ ويُكْثِرُ الحَمِقُ الأَثِيمُ

  وقالُوا: ما أَحْمَقَهُ! وَقَع التَّعَجُّبُ فِيها بما أَفْعَلَه، وإِنْ كانَتْ كالخُلُقِ، وحَكَى سِيبَوَيْه: رَجُلٌ حَمْقانُ.

  وأَحْمَقَ بهِ: ذَكَرَه بحُمْقٍ.

  وحامَقَه: ساعَدَه على حُمْقِه، نقله الجَوْهَرِيُّ.

  واسْتَحْمَقَه: عَدَّه أَحْمَقَ، أَو وَجَدَه أَحْمَقَ، فهو لازِمٌ متعَدٍّ.

  وتَحامَقَ: تكَلَّفَ الحَماقَةَ.

  والحَمُوقَةُ، فَعُولَةٌ من الحُمْقِ، وهي الخَصْلَةُ ذاتُ حُمْقٍ.

  ووَقَع فلانٌ في أُحْموقَةٍ، بالضَّمِّ، مثلُ ذلِكَ.

  وامْرَأَةٌ حَمِقَةٌ، على النَّسَبِ، كمُحْمِقَةٍ.

  والحُمَيْقاءُ: الخَمْرُ؛ لأَنَّها تُعْقِبُ شارِبَها الحُمْقَ.

  وقالَ ابنُ خالَوَيْهِ: حَمَّقَتْهُ الهَجْعَةُ: جَعَلَتْه كالأَحْمَقِ، وأَنْشَدَ:

  كُفِيتُ زَمِيلاً حَمَّقَتْه بهَجْعَةٍ ... على عَجَلٍ أَضْحَى بها وهو ساجِدُ

  والباءُ في بهَجْعَةٍ زائدةٌ، وموضِعُها رَفْعٌ. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الحُمْقُ أَصلُه الكَسادُ، ويُقال للأَحْمَقِ: الكاسِدُ العَقْلِ، قال: والحُمْقُ أَيْضاً: الغُرُورُ.

  وحَمُقَتْ تِجارَتُه: بارَتْ، وهو مَجازٌ، كماقَتْ، ونامَتْ.

  والحُماقُ، كغُرابٍ⁣(⁣٢): نَبْتٌ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عن أُمِّ الهَيْثَمِ.

  وانْحَمَقَ الطَّعامُ: رَخُصَ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ.

  والحُمَيْمِيقُ: طائِرٌ، عن أَبِي حاتِمٍ.

  والتَّحَمُّقُ: الحُمْقُ.

  والحَماقةُ كسحَابَةٍ: قريةٌ بمِصْر، من أَعْمالِ شَرْقِيَّةِ المَنْصُورة، وقد دَخَلْتُها.

  وبناء بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الحُمَقِيُّ، بضم ففتح، روى عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَلِيِّ بنِ البُرْثُمِيّ.

  وسُلَيمانُ بنُ داودَ الحُمْقِيُّ، بالضمِّ فسكون الميم، رَوَى عنه الزُّبَيْرُ بنُ بَكّارٍ.

  [حملق]: حِمْلاقُ العَيْنِ، بالكَسْرِ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ، زادَ ابنُ سِيدَه: والحُمْلاقُ بالضَّمِّ، والحُمْلُوقُ كعُصْفُورٍ: باطِنُ أَجْفانِها الَّذِي يَسْوَدُّ بالكَحْلَةِ يُقال: جاءَ مُتَلَثِّماً، لا يَظْهَرُ منه⁣(⁣٣) إِلا حَمالِيقُ حَدَقَتِه.

  أَو هو: ما غَطَّتْهُ الأَجْفانُ من بَياضِ المُقْلَة وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعَبِيدِ بنِ الأَبْرَصِ:

  ودَبَّ مِن حَوْلِها دَبِيبَا ... والعَيْنُ حِملاقُها مَقْلُوبُ

  أَو هو: باطِنُ الجَفْنِ الأَحْمَرُ الَّذِي إِذا قُلِبَ للكَحْلِ رَأَيْتَ حُمْرَتَهُ وفي نُسْخَةٍ: بَدَتْ حُمْرَتُه، وهو نَصُّ اللِّسانِ.

  أَو هو: ما لَزِقَ بالعَيْنِ من مَوْضِع الكُحْلِ من باطِنٍ كما في المُحْكَم. ج: حَمالِيقُ وقِيلَ: الحَمالِيقُ من الأَجْفانِ: ما يَلِي المُقْلَةَ من لَحْمِها، وقيلَ: هو ما فِي المُقْلَةِ من نَواحِيها، وقِيلَ: ما وَلِيَ المُقْلَةَ من جِلْدِ الجَفْن، كلُّ ذلِكَ أَقوالٌ مُتَقارِبَةٌ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وأنشد لذي الرمة، لم يكن هذا الشطر بنسخ الصحاح التي بأيدينا، ونسبه صاحب اللسان لرؤبة».

(٢) ضبطت في التهذيب، بالقلم، بفتح أوله. وبالضم في اللسان عنه.

(٣) في الصحاح: لا يظهر من حسن وجهه.