تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حنبق]:

صفحة 99 - الجزء 13

  وحَمْلَقَ الرَّجُلُ: فَتَحَ عَيْنَيْه.

  وحَمْلَق إِليه: نَظَرَ وقيل: نَظَرَ نَظَراً شَدِيداً قال رُؤْبَةُ:

  والكلبُ لا يَنْبَحُ إِلا فَرَقَا ... نَبْحَ الكِلابِ اللَّيْثَ لمّا حَمْلَقا

  بمُقْلَة تُوقِدُ فَصًّا أَزْرَقَا⁣(⁣١)

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  المُحَمْلِقُ من الأَعْيُنِ: الَّتِي حَوْلَ مُقْلَتَيْها بَياضٌ لم يُخالِطْها سَوادٌ، وعينٌ مُحَمْلِقَةٌ من ذلِكَ.

  وفي التَّهْذِيب: حَمالِيقُ المَرْأَةِ: ما انْضَمَّ عليهِ شُفْرا عَوْرَتِها، وقال الرّاجِزُ:

  وفَيْشَةٍ مَتَى تَرَيْها تَشْفَرِي⁣(⁣٢) ... تَقْلِبُ أَحْياناً حَمالِيقَ الحَرِ

  * ومما يُسْتَدْركُ عليه:

  [حنبق]: الحَنْبَقُ، كجَعْفَرٍ: القَصِيرُ، ومنه قَوْلُ سَبْرَةَ بنِ عَمْرٍو الأَسَدِيِّ يَهْجُو خالِدَ بنَ قَيْسٍ:

  أَلَمْ تَرَ أَنِّي إِذْ تَخَتَّمْتُ سَيِّداً ... أَبَنْتُكَ تَيْساً من مُزَيْنَةَ حَنْبَقَا؟

  أَوْرَدَهُ الصاغانِيُّ في «ح ب ق».

  [حندق]: الحَنْدَقُوقُ ذَكَره الجَوْهَرِيّ والصّاغانِيُّ في تَرْجَمَةِ «ح وق»⁣(⁣٣) وقالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُه أَنْ يُذْكَرَ في فعل «حدق» لأَنَّ النونَ أَصْلِيَّةٌ، ووزنُه فَعْلَلُول، قال: وكَذَا ذَكَرَه سِيبَوَيْه، وهو عِنْدَه صِفَةٌ، كما سَيَأْتِي، وهي بَقْلَةٌ كالفَثِّ الرَّطْبِ، نَبَطِيَّةٌ مُعَرَّب، ويُقال لُها بالعَرَبِيَّةِ: الذُّرَقُ، كالحَنْدَقُوقَى، بضمِّ القافِ وفَتْحِها، وقد تُكْسَرُ الحاءُ في الكُلِّ عن شَمِرٍ، وقد أَنْكَر الجَوْهَرِيُّ الحَنْدَقَوْقَى بالفتحِ، وأَجازَه شَمِرٌ، والدّالُ في الضَّبْط تابِعٌ للقاف، إِلّا في لُغة الكَسْرِ.

  وقال ابنُ السَّرّاجِ - في شَرْحِ كتابِ سِيبَوَيْهِ -: الحَنْدَقُوقُ: الرَّجُل الطَّوِيلُ المُضْطَرِبُ شِبْهُ المَجْنُون وقال غيرُه: شِبْهُ الأَحْمَقِ وفَسَّرَه السِّيرافيّ أَيضاً بمثلِ قولِ ابْنِ السَّرّاجِ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الحَنْدَقُوق: الرَّأْراءُ العَيْنِ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ عن أَبِي عُبَيْدَةَ، وأَنْشَدَ:

  وهَبْتُه ليسع بشَمْشَلِيقِ ... ولا دَحُوقِ العَيْنِ حَنْدَقُوقِ⁣(⁣٤)

  [حنق]: الحَنَقُ، مُحَرَّكَةً: الغَيْظُ كما في الصِّحاحِ أَو شِدَّتُه كما في المُحْكَم ج: حِناقٌ كجَبَلٍ وجِبالٍ، قال الأَعْشَى يصفُ ثَوْراً:

  وَلَّى جَمِيعاً يُنادِي ظِلَّهُ طَلَقاً ... ثم انْثَنَى مَرِساً قد آدَهُ الحَنَقُ

  أَي: أَثْقَلَه الغَضَبُ وقد حَنِقَ عليه كفَرِحَ، حَنَقاً مُحَرَّكَةً، وحَنِقاً ككَتِفٍ: اغْتاظَ، فهو حَنِقٌ وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وحَنِيقٌ كأَمِيرٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وفي التَّهْذِيبِ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ: الحُنُقُ، بضَمَّتَيْنِ: السِّمانُ من الإِبِلِ⁣(⁣٥).

  وفي العُباب: الحَنِيقُ، كأَمِيرٍ هو: المُغْتاظُ وهذَا قد تَقَدَّمَ قَرِيباً، فهو تَكْرارٌ.

  وأَحْنَقَ زَيْداً أَغْضَبَ فهو مُحْنِقٌ، ومنه قَوْلُ قُتَيْلَةَ بنتِ النَّضْرِ⁣(⁣٦) تُخاطِبُ النبيَّ ، وكانَ قَتَلَ أَباها صَبْراً:

  ما كانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّما ... مَنَّ الفَتَى، وهو المَغِيظُ المُحْنَقُ


(١) قبله في اللسان:

والليث إن أوعد يوماً حملقا

(٢) عن التهذيب وبالأصل «متى تراها تشفر» وقبله في التهذيب واللسان:

ويحك يا عراب لا تبربري ... هل لك في ذا العزب المخصَّر

يمشي بعرد كالوظيف الأعجر

(٣) كذا بالأصل وقد ورد في الصحاح والتكملة في ترجمة «حدق» وهو ما صوبه ابن بري.

(٤) قوله: الشمشليق: الخفيف، والدحوق: الرأراء. ونسب في اللسان «شمشلق» لأبي محيصة.

(٥) واقتصر في التكملة على «السمان» بدون نقطة «الإبل».

(٦) في النهاية: أخت النضر، والمثبت كاللسان وبهامشه: والخلاف في كتب السير معروف.