تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[درق]:

صفحة 135 - الجزء 13

  المُدَرْفِقُ، كمُدَحْرِجٍ: المُسْرعُ في السَّيْرِ، ودَرْفَقَ في سَيْرِه.

  وادْرَنْفَقَتِ الناقَةُ: مَضَتْ في السَّير.

  [درق]: الدَّرَّاقُ مُشَدَّدَةً ومُقْتَضَى إِطلاقه أَنّه بالفَتْح، وليس كذلك، بل الصّوابُ بالكَسْرِ مع التَّشْدِيد، كما نَقَلَهُ الفَرّاءُ، وهو مِثْلُ دِنّارٍ وأَخَواتِه.

  والدِّرْياقُ والدِّرْياقَةُ، بكسرِهِما، ويُفْتَحان، حَكَى الهَجَرِيُّ الفتْحَ في الدّرْياقِ، وحَكَى ابنُ خالَوَيْهِ فيه طِرْياق أَيضاً⁣(⁣١)، كلُّ ذلكَ لُغَةٌ في التِّرياقِ الذي سَبَقَ في مَوْضِعِه، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على اللُّغَةِ الثّانِيَةِ، قال: ويُنْشَدُ لرُؤْبَةَ:

  رِيقِي ودِرْياقِي شِفاءُ السُّمِّ

  قالَ غَيرُه: ويُرْوَى: «تِرْياقِي».

  والخَمْرُ دِرْياقَةٌ، على المَثَلِ، والنَّسَبِ، قال ابْنُ مُقْبِلٍ:

  سَقَتْنِي بصَهْباءَ دِرْياقَةٍ ... مَتى ما تُلَيِّنْ عِظامِي تَلِنْ

  والدَّرَقَةُ، مُحَرَّكَةً: الحَجَفَةُ تُتَّخَذ من جُلُودٍ ليسَ فيها خَشَب ولا عَقَبٌ ج: دَرَقٌ، وأَدْراقٌ وقد جَمَعَها رُؤْبَةُ، فقال:

  وارْتاز عَيْرَ سَنْدَرِيٍّ مُخْتَلَقْ ... لَوْ صَفَّ أَدْراقاً مَضَى مِنَ الدَّرَقْ⁣(⁣٢)

  وزادَ ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْع: دِراقٌ بالكَسْرِ⁣(⁣٣)، وقالَ: تُتَّخَذُ من جُلُودِ دَوابٍّ تَكُونُ في بِلادِ الحَبَشِ.

  والدَّرَقَةُ: الخَوْخَةُ في النَّهْرِ ومنه قولُ الفُقَهاءِ: إِصلاحُ الدَّرَقَةِ على صاحِبِ النّهْرِ الصَّغِير، هو مُعَرَّبُ دَرِيجَه كسَفِينَةٍ، والجِيمُ فارسية. والدَّرْقُ بالفَتْح: الصُّلْبُ من كُلِّ شَيْءٍ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ.

  والتَّدْرِيقُ: التَّلْيِينُ، ورَوَى أَبو تُراب عن مُدْرِكٍ السُّلَمِيِّ: يُقال: مَلَّسَنِي الرَّجُلَ بلِسانِه، ومَلَّقَنِي، ودَرَّقَنِي، أَي: لَيَّنَنِي وأَصْلَح مِنِّي، يُمَلِّسُنِي ويُمَلِّقُنِي ويُدَرِّقُنِي.

  والدَّرْدَقُ كجَعْفَر، أَفْرَدَ له صاحبُ اللِّسانِ ترجمةً مُسْتَقِلّةً، وأَمَّا الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ فقد ذَكَراه في تَرْكِيب «درق» هذا، قال الجَوْهَرِيُّ: الأَطْفالُ يُقالُ: وِلْدانٌ دَرْدَقٌ: ودَرادِقُ، وأَنْشَدَ الأَعْشَى:

  يَهَبُ الجِلَّةَ الجُراجِرَ كالبُسْ ... تانِ تَحْنُو لدَرْدَقٍ أَطْفالِ⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ الصّاغانِيُّ له أَيضاً:

  تَرَى القَوْمَ فِيها شارِعِينَ ودُونَهُم ... من القَوْم وِلْدانٌ مِنَ النَّسْلِ دَرْدَقُ⁣(⁣٥)

  وقال آخرُ:

  أَشْكُو إِلى الله عِيالاً دَرْدَقَا ... مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلقَا

  وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  أَنْتَ سَقَيْتَ الصِّبْيَةَ العَيَامَى ... الدَّرْدَقَ الحِسْكِلَةَ اليَتَامَى

  ورُبَّما قالُوا: صِغارُ الإِبِلِ دَرْدَقٌ، كما في الصِّحاح.

  قلتُ: وشاهِدُه قَوْلُ الأَعْشَى الَّذِي أَنْشَدَه أَوَّلاً.

  والدَّرْدَقُ أَيضاً: الصِّغارُ من غَيْرِها من كُلِّ شَيْءٍ، كما قالَهُ الأَصْمَعِيُّ في كتابِ الفَرْقِ.

  والدَّرْدَقُ: مِكْيالٌ للشَّراب هكذا مُقْتَضَى سِياقِه، وهو غَلَطٌ، والصَّوابُ: الدَّوْرَقُ، كجَوْهَرٍ، كما في العُبابِ، وفي الأَساسِ: يُقال: جاءُوا بدَوْرَقٍ من شَرابٍ، أَو دِبْسٍ، وهو مِكْيالٌ، وفِي اللِّسانِ: الدَّوْرَقُ: مِقْدارٌ لما يُشْرَبُ، يُكْتالُ به، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، ومثلُه في الصِّحاح.


(١) قال: لأن الطاء والدال والتاء من مخرج واحد، قال: ومثله مدّه ومطَّه ومتَّه.

(٢) بالأصل «وأرتاز غيرى» والمثبت عن الديوان ص ١٠٨ وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وارتاز غيرى الخ هكذا في الأصل وسبق البيت الأول في خلق، وأنشده في اللسان في سندر معزواً لرؤبة من الطويل: وأوتار غيرى سندريّ بخلّق ولم يورد الشطر الثاني». وقوله: «لو صفّ» عن الديوان ص ١٠٨ وبالأصل «يوصف».

(٣) انظر الجمهرة ٢/ ٢٥٢.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٦٧ وبهامشه فسر الدردق بالصغار. والجلّة: المسان من الابل.

(٥) ديوانه ص ١٢١ وهنا فسرها بالأطفال.