تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دهق]:

صفحة 152 - الجزء 13

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  دابَّةٌ دَهْداقٌ، أَي: هِمْلاجٌ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  [دهق]: دَهَقَ الكَأْسَ، كجَعَلَه: مَلَأَها نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ.

  ودَهَقَ الماءَ: أَفْرَغَه إِفْراغاً شَدِيداً فهو إِذاً ضِدٌّ، ومن الثانِي: قولُ عَلِيٍّ ¥: «نُطْفَةً دِهاقاً وعَلَقَةً مُحاقاً» أَي: نُطْفَةً قد أُفْرِغَتْ إِفراغاً شَدِيداً.

  كأَدْهَقَه فِيهما يُقالُ: أَدْهَقْتُ الكَأْسَ إِلى أَصْبارِها، أَي: مَلَأْتُها إِلى أَعالِيها، وقِيلَ: شَدَّ مَلْأَها.

  وأَدْهَقَ الماءَ: أَفْرَغَه إِفراغاً شَدِيداً.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: دَهَقَ لِي دَهْقَةً من المالِ أَي: أَعْطانِي منه صَدْراً⁣(⁣١).

  [والشَّيْءُ: كَسَرَهُ وقَطَعَهُ، أو غَمَزَهُ شَديداً] *.

  ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ: دَهَقَ فُلاناً: إِذا ضَرَبَهُ.

  وكَأْسٌ دِهاقٌ، ككِتابٍ: مُمْتَلِئَةٌ مُتْرَعةٌ، وهو قَوْلُ الحَسَن، وبه فَسَّرَ قَوْلَهُ تَعالَى: {وَكَأْساً دِهاقاً}⁣(⁣٢) وعليه قولُ خِداشِ بنِ زُهَيْرٍ:

  أَتانا عامِرٌ يَرْجُو قِرانَا ... فأَتْرَعْنا له كَأْساً دِهاقَا

  أَو مَعْناه: مُتَتابِعَةٌ على شارِبِيها، من الدَّهْقِ الَّذِي هو مُتَابَعَةُ الشَّدِّ، وهو قولُ مُجاهِدٍ، والأَوَّلُ أَعْرَفُ، قال ابنُ سِيدَه: وأَمّا صِفَتُهم الكَأْسَ، وهي أُنْثَى بالدِّهاقِ، ولفظُه لفظُ التَّذكِير، فمن باب عَدْلٍ ورِضاً، أَعني أَنّه مَصْدَرٌ وُصِفَ بهِ، وهو مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ إِدْهاق، وقد يجوزُ أَنْ يكونَ من بابِ هِجانٍ ودِلاصٍ، إِلَّا أَنّا لم نَسْمَعْ كأْسانِ دِهاقانِ، قالَ: وإِنَّما حَمَل سِيبَوَيْه أَن يَجْعَلَ دِلاصاً وهِجاناً في حَدِّ الجمْعِ تَكْسِيراً لِهجانٍ ودِلاصٍ في حَدِّ الإِفرادِ قولُهم: هِجانانِ ودِلاصانِ، ولولا ذلِك لحَمَلَه على بابِ رِضاً؛ لأَنَّه أَكثَرُ، فافْهَمْه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ماءٌ دِهاقٌ: كَثِيرٌ.

  وقالَ أَيْضاً: الدِّهْقانُ، بالكَسْرِ، وبالضَّمِّ: التاجِر، وسَيَأْتِي في بابِ النُّونِ قالَ سِيبَوَيْه: إِنْ جَعَلْتُ دِهْقانَ من الدَّهْقِ لم تَصْرِفْه، هكذا قالَ: من الدَّهْقِ، قال: فلا أَدْرِي أَقالَه على أَنّه مَقُولٌ، أَم هو تَمْثِيلٌ منه لا لَفْظٌ مَقُولٌ⁣(⁣٣)؟ قال: والأَغْلَبُ على ظَنِّي أَنَّه مَقُولٌ، وهم الدَّهاقِنَةُ، والدَّهاقِينُ.

  والدَّهَقُ، محرَّكَةً: خَشَبَتانِ يُغْمَزُ بهما السّاقُ كما في المُحيطِ واللِّسانِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عَمْرٍو: الدَّهَقُ: نَوْعٌ من العَذابِ فارِسِيَّتُه أَشْكَنْجَه.

  ويُقال: أَدْهَقَهُ إِدْهاقاً: إِذا أَعْجَلَه.

  وقالَ اللَّيْثُ: ادَّهَقَت الحِجارَةُ، كافْتَعَلَت أَي: تَلازَمَتْ، ودَخَلَ بَعضُها في بَعْضٍ مع كَثْرةٍ.

  قالَ: والمُدَّهَقُ، على مُفْتَعَلٍ: المُكَسَّرُ والمُعْتَصَرُ قال رُؤْبَةُ:

  والمَرْوَ ذا القَدّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ ... يَنْصاحُ مِنْ جَبْلَةِ رَضْمٍ مُدَّهَقْ

  وكُلُّ غِلَظٍ وشِدَّةٍ: جَبْلَةٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الدَّهْقُ: شِدَّةُ الضَّغْطِ.

  وأَيْضاً: مُتابَعَةُ الشَّدِّ.

  وقِيلَ: كَأْسٌ دِهاقٌ، أَي: صافِيَةٌ.

  ودَهَقَهَ المَطَرُ: اشْتَدَّ في بَدْئِه، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ.

  والمُدَهَّقُ، كمُعَظَّمٍ: المُضَيَّقُ.

  [دهلق]: الدَّهْلَقَةُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ: وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هو أَخْذُكَ جِلْدَ الدّابَّةِ تَحْلِقُه حَتّى تَراهُ يَتَمَلَّصُ كما في العُبابِ والتَّكْمِلَةِ.

  [دهمق]: دَهْمَقَهُ دَهْمَقَةً: كَسَرَهُ، أَو قَطَعَه مثلُ: دَهْدَقَهُ، والمِيمُ زائِدَةٌ، نقله الجَوْهَرِيُّ في: «دهق».

  ودَهْمَقَ الفاتِلُ الوَتَرَ: إِذا لَيَّنَهُ وجاءَ بهِ مُسْتَوِياً من أَوّلِه إِلى آخِرِه، قال:


(١) الجمهرة ٣/ ٢٩٥.

(*) ما بين معكوفتين سقط بالمصرية والكويتيه.

(٢) سورة النبأ الآية ٣٤.

(٣) في اللسان وبالأصل «معقول» والمثبت عن المطبوعة الكويتية.