تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذملق]:

صفحة 157 - الجزء 13

  كرائِحٍ ورَوَحٍ وعازِبٍ وعَزَبٍ، وهو المُحَدَّدُ النَّصْلِ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ أَرادَ الذَّلْقَ، فحَرَّكَ للضَّرُورةِ، ومثله في الشِّعْرِ كَثِيرٌ.

  وعَدْوٌ ذَلِيقٌ: شَدِيدٌ، قال الهُذَلِيُّ:

  أُوائِلُ بالشَّدِّ الذَّلِيقِ وحَثَّنِي ... لَدَى المَتْنِ مَشْبُوحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمُ⁣(⁣١)

  والمِذْلَاقَة: الناقَةُ السَّرِيعَةُ السَّيْر، ومنه حَدِيثُ حَفْرِ زَمْزَمَ: «أَلَمْ نَسْقِ الحَجِيجَ ونَنْحَرِ المِذْلاقَةَ؟».

  والذَّلْقُ، بالفتحِ: مَجْرَى المِحْوَرِ في البَكْرَةِ.

  وذَلْقُ السَّهْمِ: مُسْتَدَقُّهُ.

  والإِذْلاقُ: سُرْعَةُ الرَّميِ.

  والذَّلَقُ، بالتحريكِ: القَلَقُ، وقد ذَلِقَ، كفَرِح: قَلِقَ.

  واسْتَذْلَقَ الضَّبَّ من جُحْرِه: إِذا اسْتَخْرَجَه، قال الكُمَيْتُ يَصِفُ مَطَراً:

  بمُسْتَذْلِقٍ حَشَراتِ الإِكا ... مِ يَمْنَعُ مِنْ ذِي الوِجارِ الوِجارَا

  يعنِي الغَيْثَ يَسْتَخْرِجُ هَوامَّ الإِكامِ، ويُرْوَى بالدّالِ، وقد تَقَدَّم.

  وأَذْلَقَنِي قَوْلُك: أَي: بَلَغَ مِنّي الجَهْدَ حَتّى تَضَوَّرْتُ.

  وفي حَدِيثِ أَشْراطِ السّاعَةِ ذَكَر «ذُلُقْيَةَ» بضَمِّ الذالِ والّلامِ⁣(⁣٢) وسُكُونِ القافِ وفتح الياءِ التحتية: اسم مَدِينَةٍ.

  وأَذْلَقُ: حُفَرٌ وأَخادِيدُ.

  [ذملق]: الذَّمَلَّقُ، كعَمَلَّسٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هو المَلَّاقُ وفي التَّهْذِيب: المَلّاذُ.

  قالَ: وهو أَيْضاً: الخَفِيفُ الحَدِيدُ اللِّسانِ.

  وكذلِكَ: السَّيْفُ والسِّنانُ المُحَدَّدُ من كُلٍّ منهما.

  قالَ: ورَجُلٌ ذَمْلَقانِيٌّ أَي: سَرِيعُ الكَلامِ. وقالَ ابنُ بُزُرْجَ: رَجُلٌ ذَملَّقِيٌّ كعَمَلَّسِيٍّ أَي. فَصِيحُ اللِّسان.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الذَّمْلَقَةُ: التَّمَلُّقُ والمُلاطَفَةُ.

  * ومما يُسْتَدركُ عليه:

  رَجُلٌ ذَمْلَقُ الوَجْهِ، كجَعْفَرٍ، أَي: مُحَدَّدُه.

  [ذوق]: ذاقَهُ ذَوْقاً، وذَواقاً، ومَذاقاً: ومَذاقَةً: اخْتَبَر طَعْمَه وأَصْلُه فيما يَقِلُّ تَناوُلُه⁣(⁣٣)، فإِنَّ ما يَكْثُرُ منه ذلك يُقالُ له: الأَكْلُ وأَذَقْتُه أَنا إِذاقَةً.

  وفي البَصائِر والمُفْرَداتِ: اخْتِيرَ في القُرآنِ لَفْظُ الذَّوْق للعَذاب؛ لأَنَّ ذلِكَ وإِنْ كانَ في التَّعارُفِ للقَلِيلِ، فهو مُسْتَصْلَحٌ للكَثِيرِ، فخَصَّهُ بالذِّكْرِ ليُعْلمَ⁣(⁣٤) الأَمرين، وكثُر اسْتِعْمالُه في العَذابِ، وقد جاءَ في الرَّحْمَة، نحو قَوْله تَعالَى: {وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنّا}⁣(⁣٥) ويُعَبَّرُ به عن الاخْتِبارِ، يُقالُ: أَذَقْتُه كذا فذَاقَ، ويُقال: فُلانٌ ذاقَ كذا، وأَنا أَكَلْتُه، أَي خَبَرْتُه أَكْثَرَ مما خَبَرَه، وقوله تَعالَى: {فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}⁣(⁣٦) فاسْتِعْمالُ الذَّوْقِ مع اللِّباسِ من أَجْل أَنَّه أُرِيدَ بهِ التَّجْرِبَة والاخْتِبار، أَي: جَعَلَها بحيثُ تُمارِسُ الجُوعَ، وقِيلَ: إِنَّ ذلكَ على تَقْدِيرِ كَلامَيْنِ، كأَنّه قِيلَ: أَذاقَها [طعم]⁣(⁣٧) الجُوعَ والخَوْفَ، وأَلْبَسَها لِباسَهُما، وقولُه تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً}⁣(⁣٨) اسْتَعْمَلَ في الرَّحْمَةِ الإِذاقَةَ، وفي مُقابِلَتِها الإِصَابَة في قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ}⁣(⁣٩) تَنْبِيهاً على أَنَّ الإِنْسانَ بأَدْنَى ما يُعْطَى من النِّعْمَة يَبْطَرُ ويَأشَرُ.

  قال المُصَنِّفُ: وقالَ بعضُ مَشايخِنا: الذَّوْقُ: مُباشَرَةُ الحاسَّةِ الظّاهِرَةِ، أَو الباطِنَةِ، ولا يَخْتَصُّ ذلك بحاسَّةِ الفَمِ في لُغَةِ القُرآنِ، ولا في لُغَةِ العَرَبِ، قالَ تعالى: {وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ}⁣(⁣١٠) وقالَ تعالَى: {هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ


(١) البيت في ديوان الهذليين ٢/ ١٤٧ في شعر أبي خراش الهذلي. وفي شرحه: الذليق: الحديد.

(٢) أهمل اللسان والنهاية ضبط «اللام» وقد نصا على ضبط اللفظة بالأحرف، وضبطها في اللسان بالقلم بالفتح.

(٣) زيد في المفردات: دون ما يكثر.

(٤) في المفردات: ليعُمَّ.

(٥) سورة فصلت الآية ٥٠ وبالأصل «من عندنا» بدل «مِنّا» وهو خطأ.

(٦) سورة النحل الآية ١١٢.

(٧) زيادة عن المفردات.

(٨) سورة هود الآية ٩ والذي بالأصل «وإذا أدقنا» خطأ.

(٩) سورة النساء الآية ٧٨.

(١٠) سورة الأنفال الآية ٥٠.