تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رنق]:

صفحة 178 - الجزء 13

  رَنَقَةً واحِدَةً، كما هو نَصُّ اللِّحْيانِيِّ في النّوادِرِ.

  والرَّنْقَاءُ من الطَّيْرِ: القاعِدَةُ على البيْضِ، وفي قِصَّةِ سُلَيْمانَ #: «احْشُروا الطَّيْرَ إِلّا الشَّنْقاءَ والرَّنْقاءَ والبُلَتَ» الرَّنْقاءُ عُرِفَ معناهُ، والبُلَتُ: ذُكِرَ في مَوْضِعِه، والشَّنْقاءُ: الَّتِي تَزُقُّ فِراخَها.

  قالَ: والرَّنْقاءُ: ماءٌ لبَنِي تَيْمِ الأَدْرَمِ بنِ ظالِمٍ هكذا في النُّسَخِ، والصّوابُ تَيْمُ الأَدْرمِ بنُ غالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مالِكِ بنِ قُرَيْش، قال القَتّالُ:

  عَفَتْ أَجَلَى مِنْ أَهْلِها فقَلِيبُها ... إِلى الدَّوْمِ فالرَّنْقاءِ قَفْراً كَثِيبُها⁣(⁣١)

  والرَّنْقاءُ من الأَرْضِ: التي لا تُنْبِتُ شَيْئاً ج: رَنْقاواتٌ عن ابْنِ عَبّادٍ.

  قالَ: والرَّيانِقُ: جَمْعُ رَنْقَةِ الماءِ بالفتحِ وهو مَقْلُوبٌ أَصْلُه الرِّنائِقُ، والرَّنْقَةُ: الماءُ القَلِيلُ الكَدِرُ يَبْقَى في الحَوْضِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: أَرْنَقَ الرَّجُلُ: إِذا حَرَّكَ لِواءَه للحَمْلَةِ.

  قالَ: وأَرْنَقَ اللِّواءُ نَفْسُه: تَحَرَّكَ.

  وأَرْنَقَ الماءَ: كدَّرَهُ، كرَنَّقَهُ تَرْنِيقاً في الوَجْهَيْنِ مثله.

  ورَنَّقَهُ أَيْضاً: صَفّاهُ عن الكَدَرِ، فهو ضِدٌّ، قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: التَّرْنِيقُ يَكُونُ تَصْفِيَةً، ويَكُون تَكْدِيراً وهو من الأَضداد.

  ويُقال: رَنَّقَ الله تَعالَى قَذاتَكَ أَي: صَفّاها عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ.

  ورَنَّقَ القَوْمُ بالمَكانِ: إِذا أَقامُوا به واحْتُبِسُوا.

  ويُقال: رَنَّقُوا فِي كذا من الأَمْرِ: إِذا خَلَطُوا الرَّأْيَ.

  ورَنَّقَ الطّائِرُ: خَفَقَ بجَناحَيْهِ في الهواءِ ورَفْرَفَ ولم يَطِرْ، وفي الصِّحاحِ: وثَبَتَ فلم يَطِرْ، وقالَ غَيرُه: رَفْرَفَ فلَمْ يَسْقُطْ ولم يَبْرَحْ، قالَ الرّاجِزُ يصِفُ العَلَمَ:

  وتَحْتَ كُلِّ خافِقٍ مُرَنِّقٍ

  من طَيِّئٍ كُلُّ فَتًى عَشَنَّقِ

  وقالَ بعضُهم⁣(⁣٢): تَرْنِيقُ الطّائِرِ عَلَى وَجْهَيْنِ، أَحَدُهما: صَفُّهُ جَناحَيْهِ في الهواءِ لا يُحَرِّكُهما، والآخَرُ: أَنْ يَخْفِقَ⁣(⁣٣) بجَناحَيْهِ، ومِنْهُ قولُ ذِي الرُّمَّةِ:

  إِذا ضَرَبَتْنا الرِّيحُ رَنَّقَ فَوْقَنا ... عَلَى حَدِّ قَوْسَيْنا كما خَفَقَ النَّسْرُ

  ورَنَّقَ النَّوْمُ في عَيْنَيْهِ: إِذا خالَطَهُما نَقَلَه الصّاغانِيُّ، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ولم يَنَمْ، وهو مَجازٌ، قال ابنُ الرِّقاعِ:

  وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فرَنَّقَتْ ... في عَيْنِه سِنَةٌ وليسَ بنائِمِ

  والتَّرْنِيقُ: الضَّعْفُ يكونُ فِي البَصَرِ، وفي البَدَنِ، وفي الأَمْرِ، الأَخِيرُ هو المُشارُ إِليه بقولِه: وفي الأَمْرِ: خَلَطُوا الرَّأْيَ، فهو تَكرار.

  والتَّرْنِيقُ: إِدامَةُ النَّظَرِ كالتَّرْمِيقِ، والتَّدْنِيقِ، عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ.

  وقالَ اللَّيْثُ: التَّرْنِيقُ: كَسْرُ جَناحِ الطّائِرِ برَمْيَةٍ أَو داءٍ يُصِيبُه حَتّى يَسْقُطَ⁣(⁣٤)، وهو مُرَنَّقُ الجَناحِ، كمُعَظَّمٍ قالَ:

  فَيَهْوِي صَحِيحاً أَو يُرَنِّقُ طائِرُهْ

  وأَنْشَد ابنُ الأَعْرابِيِّ:

  رَمَّدَتِ المِعْزَى، فرَنِّقْ رَنِّقْ ... ورَمَّدَ⁣(⁣٥) الضَّأنَ فرَبِّقْ رَبِّقْ

  أَي: انْتَظِرْ ولادَتَها، فإِنَّه سَيَطُولُ انْتِظارُكَ لها، ورُبَّما قِيلَ بالمِيمِ⁣(⁣٦) وبالدّالِ أَيْضاً، وقد سَبَقَ في: ر ب ق.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الرَّنْقُ، بالفَتْحِ: تُرابٌ في الماءِ من القَذَى ونَحْوِه، وقال ابنُ بَرِّيّ: وقد جُمِعَ رَنْقٌ على رَنائِقَ، كأَنَّه جَمْعُ رَنِيقَةٍ، قال المَجْنُون:


(١) معجم البلدان «الرنقاء».

(٢) هو قول الأزهري كما في التهذيب.

(٣) في التهذيب: خفقه بجناحيه.

(٤) في التهذيب: «حتى يسقط وهو ميت» وقد سقطت عبارة «وهو ميت» من اللسان أيضاً.

(٥) في التهذيب: رمَّدت الضأنُ.

(٦) بالميم أي بدل النون في رنق، وبالدال أي بدل الراء.