تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[روق]:

صفحة 179 - الجزء 13

  يُغادِرْنَ بالمَوْماةِ سَخْلاً كأَنَّهُ ... دَعامِيصُ ماءٍ نَشَّ عَنْها الرّنائِقُ

  ورَنَّقَت السَّفِينَةُ، فهي مُرَنِّقَةٌ: إِذا دارَتْ في مَكانِها، ولم تَسِرْ.

  ورَنَّقَ: تَحَيَّرَ.

  والتَّرْنِيقُ: قِيامُ الرَّجُلِ لا يَدْرِي أَيَذْهَبُ أَم يَجِيءُ.

  ورَنَّقَ اللِّواءَ تَرْنِيقاً: حَرَّكَه.

  ورَنَّقَ اللِّواءُ نَفْسُه: إِذا تَحَرَّكَ على الرُّؤُوسِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:

  يَضْرِبُهُم إِذا اللِّواءُ رَنَّقَا ... ضَرْباً يُطِيحُ أَذْرُعاً وأَسْوُقَا

  وكذلِكَ الشَّمْسُ إِذا قارَبَتِ الغُرُوبَ فقد رَنَّقَتْ.

  ومن المَجازِ: رَنَّقَتْ منهُ المَنِيَّةُ: إِذا دَنَا وقُوُعُها، اسْتُعِيرَ مِن تَرْنِيقِ الطّائِرِ⁣(⁣١)، قالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ:

  ورَنَّقَتِ المَنِيَّةُ فهْيَ ظِلٌّ ... على الأَبْطالِ دانِيَةُ الجَناحِ

  ورَنَّقَ النَّظَرَ: أَخْفاهُ.

  والرَّنْقُ، بالفتحِ: الكَذِبُ.

  ورَوْنَقُ الشَّبابِ: أَولهُ وماؤُه، وهو مَجازٌ.

  ولَقِيتُ فُلاناً مُرَنِّقَةً عَيْناهُ، أَي: مُنْكَسِرَ الطَّرْفِ من جُوعٍ أَو غَيْرِه.

  ويُقال: رَنِّقْ ولا تَعْجَلْ، أَي: تَوَقَّف وانْتَظِرْ.

  ورَنَّقَ الأَسِيرُ: مَدَّ عُنُقَه عِنْدَ القَتْلِ، كما يَخْفِقُ⁣(⁣٢) الطائِرُ المُرَنِّقُ جَناحَيْهِ.

  والرَّنْقاءُ: موضِعٌ، قالَ القَتّالُ الكِلابِيُّ:

  عَفَتْ أَجَلَى مِنْ أَهْلِها فقَلِيبُها ... إِلى الدَّوْمِ فالرَّنْقاءِ قَفْراً كَثِيبُها

  [روق]: الرَّوْقُ: القَرْنُ من كُلِّ ذِي قَرْنٍ، والجَمْعُ: أَرواقٌ، قالَ عامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ ¥:

  كالثَّوْرِ يَحْمِي أَنْفَهُ برَوْقِهِ

  وسَيَأْتِي بقيَّتُه في «ط وق».

  ومَعْنَى: رَوْق مِنَ اللَّيْلِ أَي: طائِفَةٌ منه، قالَ ابْنُ بَرِّيّ: وجَمْعُه أَرْوَقٌ، وأَنْشَدَ:

  خُوصا إِذا ما اللَّيْلُ أَلْقَى الأَرْوُقَا ... خَرَجْنَ من تَحْتِ دُجاه مُرَّقَا

  وفَسّره أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانِيُّ، فقال: هو جَمْعُ رُواقٍ.

  والرَّوْقُ من البَيْتِ: رُواقُه، أَي: الشُّقَّةُ⁣(⁣٣) التي دُونَ الشَّقَّةِ العُلْيا نقله الأَزْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ:

  بثِنْتَيْنِ إِنْ تَضْرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِي ... لكِلْتَيْهِما رَوْقٌ إِلى جَنْبِ مِخْدَعِ⁣(⁣٤)

  قالَ غيرُه: وقد يكُونُ الرُّواقُ من شُقَّةٍ وشُقَّتَيْنِ، وثَلاثِ شُقَقٍ.

  وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: قَعَدُوا في رَوْقِ بَيْتِه، ورُواقِ بَيْتِه، أَي: مُقَدَّمِه، وهو مَجازٌ.

  ومن المجازِ: مَضَى من الشَّبابِ رَوْقُه، أَي: أَوّلُه وكذا: فَعَلَ ذلك في رَوْقِ شَبابِه.

  والرَّوْقُ: العُمْرُ، ومنه: أَكَلَ رَوْقَهُ وعَلَى رَوْقِه أَي: أَسَنَّ، وفي العُبابِ: أَي: طالَ عُمْرُه حَتّى تَتَحاتَّ أَسْنانُه.

  والرَّوْقُ من الخَيلِ: الحَسَنُ الخَلْقِ يُعْجِبُ الرّائِي، كالرَّيْقِ وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ:

  عَلَى كُلِّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً ... يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأَجْرَبِ⁣(⁣٥)

  والرَّوْقُ: السِّتْرُ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ.


(١) زاد الزمخشري في الأساس حيث جعل المنية كبعض الطير المرنقة بأن وصفها بصفته من التظليل ودنو الجناح.

(٢) في الأساس: كما يمدّ.

(٣) في القاموس: أي شُقَّتُهُ.

(٤) في التهذيب: «ذِهِ تنصرف ذِهِ» وقبله فيه:

وميتة في الأرض إِلّا حشاشة ... ثنيت بها حيًّا بميسور أربعِ

وقوله: ثنتين يعني عينين. ورووق يعني رواقاً واحداً وهو حجابها المشرف عليها. وأراد بالمُخْدع: داخل العين.

(٥) الريق ها هنا: الفرس الشريف.