تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سفلق]:

صفحة 218 - الجزء 13

  واشْتَراهُما في سَفْقَةٍ واحِدَة أَي: ببَيْعَةٍ واحِدَةٍ، وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «كانَ يَشْغَلُهم السَّفْقُ في الأَسْواقِ» يريدُ صَفْقَ الأَكُفِّ عندَ البيعِ والشِّراءِ، والسِّينُ والصادُ يَتعاقَبانِ مع القافِ والخاءِ، إِلّا أَنَّ بعضَ الكَلِماتِ يَكْثُر في الصّادِ، وبعضُها يَكْثُر في السِّينِ.

  * ومِمّا يُسْتَدرَكُ عليه:

  أَسْفَقَ الحائِكُ الثَّوْبَ: جَعَلَه سَفِيقاً.

  وانْسَفَقَ البابُ: انْطَبَق.

  وأَسْفَقَ البابُ: انْطَبَق.

  وأَسْفَقَ الغَنَمَ: لَمْ يَحْلُبْها في اليَوْمِ إِلّا مَرَّةً، والصادُ لُغَةٌ فيه.

  وسَفَقَ امْرَأَتَه سَفْقاً: أَصابَها.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [سفلق]: سَفْلَقُ، كجَعْفَرٍ: موضعٌ بأَسْتَراباذ، أُضِيفَ إِليه الخُور، ويُقال في النِّسْبَةِ: خُور سفْلَقِيّ، وقد ذَكَرَهُ المُصنِّفُ في «خ ور» اسْتِطْراداً، فانْظُره.

  وسِفْلاقُ، بالكسرِ: قريةٌ بمِصْر.

  * وممّا يُسْتَدركُ عليه:

  [سفنق]: السُّفانِقُ، كعُلابِطٍ: الشابُّ الحَسَنُ الجِسْمِ، قال رُؤْبَة:

  وقد أَرانِي لَيِّناً مُبَطَّنا ... سُفانِقاً يَحْسَبْنَهُ مُوَدَّنَا

  كذا في التَّكْمِلَةِ، وقد أَهْمَلَه الجَماعَةُ.

  [سقق]: السُّقُقُ، بضَمَّتَيْنِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: هم المُغْتابُونَ للنّاسِ.

  وقالَ غَيْرُه: سقَّ الطّائِرُ أَي: ذَرَقَ وقال كُراع: كسقسق. ومنه حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ: «إِذْ سَقْسَقَ على رَأْسِه عُصْفُورٌ» رَواهُ أَبو عُثْمانَ النَّهْدِيُّ.

  والمُسَقْسِقُ: مَنْ يَصْعَدُ في دَكَّةٍ، ويصْعَدُ آخَرُ في أُخْرَى، ويُنْشِدُ كُلٌّ مِنْهُما بَيْتاً بالنَّوْبَةِ نَقَله الصّاغانِيُّ، وقالَ: مُوَلَّدَةٌ وفي العُبابِ: مولَّدٌ.

  وقال الخارْزَنْجِيُّ: سَقْ سَقْ يُفْتحان ويُكْسَرانِ: زَجْرٌ للثَّوْرِ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليهِ:

  سَقْسَقَ العُصْفُورُ: إِذا صَوَّتَ بصَوْتٍ ضَعِيفٍ، وذَكَره الجَوْهَرِيُّ في الشِّينِ المُعْجَمَةِ، كما سَيَأْتِي.

  وسِقاق، بالكَسْرِ: قَصَبَةٌ ببِلادِ خُراسانَ، منها: مُحَمّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ العُكّاشيّ الأَسَدِيُّ، لَقِيَهُ البِقاعِي بمَكَّةَ.

  [سلق]: سَلَقَه بالكَلامِ يَسْلُقه سَلْقاً: آذاهُ وهو شِدَّةُ القَوْلِ باللِّسانِ، وهو مَجازٌ، ويُقال: سَلَقَه بلِسانِه سَلْقاً: أَسْمَعَهُ ما يَكْرَه، فأَكْثَر، وفي التَّنْزِيلِ: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ}⁣(⁣١) أَي: بالَغُوا فيكُم بالكَلامِ، وخاصَمُوكُم في الغَنِيمَةِ أَشَدَّ مُخاصَمَةٍ قالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ، وقالَ الفَرّاءُ: مَعْناهُ عَضُّوكُم، يَقُول: آذَوْكُم بالكَلامِ في الأَمْرِ بأَلْسِنَةٍ سَلِيطَةٍ ذَرِبَةٍ، قالَ: ويُقالُ: صَلَقُوكُم، بالصّادِ، ولا يَجُوزُ في القِراءَةِ.

  وسَلَقَ اللَّحْمَ عن العَظْمِ أَي: الْتَحاهُ ونَحّاهُ عنه.

  وسَلَقَ فُلاناً: إِذا طَعَنَه ودَفَعَه وصَدَمَه كسَلْقاهُ يُسَلْقِيه سِلْقاءً، يَزِيدُونَ فيه الياءَ، كما قالُوا: جَعْبَيْته جِعْباءً، من جَعَبْتُه أَي: صَرَعْتُه.

  وسَلَقَ البَرْدُ النَّبات: إِذا أَحْرَقَه فهو سَلِيقٌ: سَلَقَهُ البَرْدُ فأَحْرَقَه.

  وسَلَقَ فُلاناً. صَرَعَهُ على قَفاهُ وكذلِكَ سَلْقاهُ، ومنه حَدِيثُ المَبْعَثِ: «أَتانِي جِبْرِيلُ فسَلَقَنِي لِحَلاوَةِ القَفا» وفيه أَيْضاً: «فسَلَقانِي عَلَى قَفايَ» أَي: أَلْقَيانِي على ظَهْرِي، ويُرْوَى بالصّادِ، والسِّينُ أَكثرُ.

  وسَلَقَ المزادَةَ سَلْقاً: دَهَنَها وكذلِكَ الأَدِيمَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد لامْرِئ القَيْسِ:

  كأَنَّهُما مَزادَتا مُتَعَجِّلٍ ... فَرِيّانِ لَمّا يُسْلَقا بدِهانِ


(١) سورة الأحزاب الآية ١٩.