تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شنخب]:

صفحة 126 - الجزء 2

  وقال ابن شُمَيْلٍ: الشَّنَبُ فِي الأَسْنَان: أَنْ تَرَاهَا مُسْتَشْرِبَةً شَيْئاً من سَوَادٍ كما تَرَى الشَّيْءَ من السَّوَادِ في البَرَد. والغَربُ⁣(⁣١) مَاءُ الأَسْنَان. والظَّلْمُ: بَيَاضُهَا كَأنَّه يَعْلُوه سَوَاد.

  وفي لِسَانِ العَرَب: قَال الجَرْمِيّ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: الشَّنَبُ: بَرْدُ الفَمِ والأَسْنَان، فَقُلْتُ: إِنَّ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: هُوَ حِدَّتُهَا حِينَ تَطْلُع، فيُرَادُ بِذلِك حَدَاثَتُهَا وطَرَاءَتُهَا، لأَنَّهَا إِذَا أَتَت عليها السِّنُونَ احْتَكَّت فقال: مَا هُو إِلَّا بَرْدُهَا. وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة:

  لمْيَاءُ في شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ ... وفي اللِّثَات وفي أَنْيَابِهَا شَنَبُ

  يُؤَيِّدُ قَوْلَ الأَصْمَعِيّ، لأَن اللِّثَةَ⁣(⁣٢) لَا تَكُونُ فِيهَا حِدَّة.

  قال أَبو العَبَّاس: اخْتَلَفُوا في الشَّنَب فَقَالَت طَائِفَةٌ هو تَحْزِيزُ [أطراف]⁣(⁣٣) الأَسْنَانِ، وقِيلَ: صَفَاؤُها ونَقَاؤُهَا، وقيل: هو تَفْلِيجُهَا، وقيلَ: هو طِيبُ نَكْهَتِهَا.

  وفي المُزْهِر: رُوي عَنِ الأَصْمَعِيّ أَنَّه قَالَ: سَأَلْتُ رُؤبَةَ عَنِ الشَّنَب فأَخَذَ حَبَّةَ رُمَّان وأَوْمَأَ إِلَى بَصِيصِهَا. شَنِبَ كفرِح شَنَباً فَهُوَ شَانِبٌ أَي عَلَى غَيْرِ قِيَاس وشَنِيبٌ وأَشْنَبُ وهو الأَكْثَر في السَّمَاع والاسْتعْمَال وفي صِفَتِه ÷: «ضَلِيعُ الفَمِ أَشْنَب» وهِي شَنْبَاءُ بَيِّنَةُ الشَّنَبِ وشَمْبَاءُ عَنْ سِيبَويْهِ وشُمْب على بَدل النُّونِ مِيماً لِمَا يُتَوَقَّع مِنْ مَجِيء البَاءِ من بعدِها.

  والشَّنْبَاءُ من الرُّمَّانِ: الإِمْلِيسِيَّةُ الَّتي لَيْسَ لَهَا حَبٌّ، إنَّمَا هِيَ مَاءٌ في قِشْرٍ على خِلْقَةِ الحَبِّ من غَيْر عجَمٍ، قَالَه اللَّيْثُ.

  وشَنِبَ يَوْمُنا كَفَرِح: بَرُدَ، فهو شَنِبٌ كفَرِحٍ عَلَى القِيَاس وشَانبٌ على الاسْتِعْمَالِ. والاسم الشُّنْبَةُ بالضَّمِّ.

  قال بَعْضُهُم يَصِفُ الأَسْنَانَ:

  مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ يَزِينُه ... عَوَارِضُ فِيهَا شُنْبَةٌ وغُرُوبُ

  والمَشَانِبُ: الأَفْوَاهُ الطَّيِّبَةُ.

  وعن ابن الأَعْرَابِيِّ: المِشْنَبُ: الغُلَامُ الحَدَثُ المُحَزَّزُ الأَسْنَانِ المُؤَشَّرُهَا فَتَاءً وحَدَاثَةً.

  وشَنْبَوَيْهِ كعَمْرَوَيْهِ حَدَّثَ عن حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ وغَيْرِه، وهو من قُدَمَاءِ المُحدِّثِينَ. ومحمدُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ يُوسُفَ ابْنِ شَنْبَوَيْه⁣(⁣٤) بْنِ أَبَانَ بْنِ مَهْرَان الأَصْبَهَانِيُّ نَزِيلُ صَنْعَاءَ، سمعَ مُحمَّدُ بْنَ أَحْمَد النقويّ. وأَبُو جَعْفَرِ مُحَمَّدُ بْنُ شَنْبُويةَ العَطَّارُ عن يَحْيَى بْنِ المُغِيرَة المَخْزُومِيِّ، وعنه أَحْمَدُ بْنُ عِيسى الخُفَاف. وعَلِيُّ بنُ قَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَنْبُويةَ أَبُو الحَسَن عَنِ ابْنِ المَقَّرِيّ وعَنْه سَعِيدُ بْنُ أَبي الرَّجَاءِ. ومُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ الله بْنِ نَصْرِ بْنِ شَنْبُويةَ أَبُو الحَسَن صَاحِبُ تِلْكَ الأَرْبَعِين رَوَى عن أَبِي الشَّيْخِ الأَصْبَهَانِيِّ. وشُنْبُويَة بالضَّمِّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ شَنْبُويَة عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ ثَابِتٍ المَرْوَزِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْن مُوسَى مُحَدِّثُون.

  وفاتَه أَحمدُ بْن أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ شُنْبُويَة عَنْ مُحَمَّد ابْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّائغ، ذكره ابْنُ نُقْطَةَ. وأَبُو نُعيم إِسماعيلُ ابنُ القَاسِم بن عَلِيّ بن شُنْبُويَة المَقَّريّ عن أَبِي بَكر بن رَيدة وعنه السِّلَفي. ويَعْقُوبُ بنُ إسحَاقَ بْنِ شَنَبَة محركة الأَصْبَهَانيّ عن أَحْمَد بْنِ الفُرات. وعَبْدُ الله بنُ محمد بن شَنَبَة القَاضِي، روى عَنْه ابْنُ مَنْجويه، وقيل: هذا بسُكُون النُّون. وإبراهيمُ بنُ عمر بْنِ عَبْدِ الله بن شَنَبَة التَّمّار المَدِينيّ عن ابن شهدك. وأَبو نَصْر محمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ مَمْشَاد بن شَنبة الإِصْطَخْرِيّ عن أَبي بكر الحِيرِيّ وغيره.

  [شنخب]: الشُّنْخُوبُ بالضَّمِّ قال الصَّاغَانِيُّ: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ مع أنَّه ذَكَره في «شخب» لأَنَّ النُّونَ زَائِدَة،: أَعْلَى الجَبَل كالشُّنْخُوبَةِ والشِّنْخَابِ بالكَسْر. وشَنَاخِيبُ الجِبَالِ: رُءُوسُها.

  وفي الصَّحَاحِ: الشُّنْخُوبَة والشُّنْخُوب: وَاحِدُ شَنَاخِيبِ الجَبَل، وَهِي رُءُوسُه. وفي حديث عَلِيٍّ كرَّم اللهُ وَجْهَه: «ذَوَاتُ الشَّنَاخِيب الصُّمِّ» هِيَ رُءُوسُ الجِبَال العَالِيَةِ، والنُونُ زَائِدَةٌ⁣(⁣٥)، وقد ذكره المُؤَلِّف في «شخب» وأَعَادَه هُنَا تَبَعاً لابْنِ مَنْظُورٍ والصَّاغَانِيّ.


(١) عن اللسان، وبالأصل «والغروب».

(٢) اللثة بالتخفيف، ما حول الأسنان وجمعها لثات ولثى.

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) في نسخة من القاموس: شنبوية.

(٥) قال ابن الأثير: وذكرناها هنا للفظها. ولم يرد ذكرها في النهاية في مادة