تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شلب]:

صفحة 125 - الجزء 2

  قال الأَزْهَرِيُّ: والنُّونُ فِيهِ نُونُ جَمْع كَأَنَّه⁣(⁣١) في الأَصْلِ شُبْكان فقُلِبت [إلى] الشُّكْبَان.

  وفي نَوَادِرِ الأَعْرَاب: الشُّكْبَان: ثَوْبٌ يُعْقَدُ طَرَفَاه مِنْ وَرَاءِ الحِقْوَيْن والطَّرَفَانِ في الرَّأْسِ، يَحُشُّ فيهِ الحَشَّاشُ على الظَّهْرِ، ويُسَمَّى الحَالَ.

  قُلْتُ: وشُكَيْبَانٌ مُصَغَّرا: اسْمٌ. والشُّكُوبُ في قَوْلِ أَبِي سَهْم الهُذَليِّ:

  فسامُونَا الهِدَانَة مِنْ قَرِيبٍ ... وهُنَّ مَعاً قِيَامٌ كالشُّكُوبِ

  الكَرَاكِيُّ. ورَوَاهُ الأَصْمَعِيّ كالشُّجُوبِ، وهي عَمَد من أَعْمِدَة البَيْتِ، وقد تَقَدَّم. كَذَا في التَّهْذِيبِ.

  والإِمامُ المُحدِّثُ أَحْمَدُ يُقَالُ: هو ابنُ مَعْمَر، وقيلَ: عَبْدُ الله بنُ إِشْكَاب قِيلَ اسْمُه مُجمِّع الحَضْرَمِيُّ الكُوفِي الصَّفَّارُ بالكَسْرِ مَمْنُوعاً من الصَّرْفِ مُحَدِّثٌ حدَّثَ عن مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وغَيْرِه وعنه الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل البُخَارِيُّ في آخِرِ صَحِيحَه. وأَبُو عُثْمَان سَعِيدُ بْنُ أَحْمَد ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعيم بن إشْكَاب العيّار الصُوفِيُّ، مُحَدِّثٌ رَوَى عن أَبِي عَلِيّ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شبويه، وعنه أَبُو عَبْدِ الله الفَراديّ عَاشَ مائَةً وثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةَ، تُوُفِّي سَنَة ٤٥٥⁣(⁣٢). وعَلِيُّ بْنُ إِشْكَاب الحُسَيْن بْنُ إِبْرَاهِيم بْنِ الحَسَن⁣(⁣٣) بْنِ زَعْلَان العَامِريّ شَيْخ أَبِي بَكْر بن أَبي الدُّنْيَا أَخُو محمد، هما كأَبِيهِمَا مُحَدِّثُون. وإِشْكَاب لَقَبُ وَالِدِهما، رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ أَبي الزّناد وحَمَّاد بْنِ زَيْد وشَرِيك، وعنه ابْنُه مُحَمَّد وغَيْرُه. تُوُفِّيَ سنة ٢٦١⁣(⁣٤).

  قلت: ومحمدُ بْنُ إِشْكاب هذَا أَخْرَجَ حَدِيثَه البُخَارِيّ في المَنَاقِب، كذا في أَطراف المزّيّ.

  [شكرب]: إشْكَرْبُ كإصْطَخْرَ أَهْمَلَه الجَمَاعَة، وهو: د في شَرْقِيّ الأَنْدَلُس يُنْسَبُ إلَيْه أَبُو العَباس⁣(⁣٥) يُوسُفُ ابْنُ مُحَمَّد بن فارو⁣(⁣٦) الإِشْكَرْبِيّ. ولد بِإِشْكَرْب، ونَشَأَ بجَيَّان، وسَافَر إِلَى خُرَاسَانَ وأَقَامَ بِبَلْخِ إِلى أَنْ مَاتَ بِهَا سَنَة ٥٤٨. كَذَا في المُعْجَمِ.

  [شلب]: شِلْبٌ بالكَسْر أَهْمَلَه الجَمَاعَة وهو: دغَرْبِيَّ الأَنْدَلُس وهِي مَدينَة مُعْتَبَرَةٌ بِقُرْب أَشْبِيلِية، وتُسَمَّى أَعْمَالُ شِلْب كُورَةَ أَشْكُونِيَة. وأَشْكُونِيَة: قاعِدَةٌ جَلِيلَة لها مُدُنٌ، ومَعَاقِل ودار ملكها قاعدة شِلْب، وبينها وبين قُرْطُبة سَبْعَةُ أَيَّام⁣(⁣٧). ولما صارَت لِبَنِي عَبْد المُؤْمِن مُلُوك مَرَّاكُش أَضَافُوهَا إِلَى كُورَة أَشْبِيلِيّة، وتَفْتَخِر بكَوْنِ ذِي الوِزَارَتَيْن ابْنِ عَمَّارِ مِنْهَا، ومنها ابن السيد، وابن بَدْرُون، والكَاتِب أَبو عُمَر وَهُوَ القَائِل:

  أَنا لَوْلَا النَّسِيمُ والبَرْقُ والوُرْ ... قُ وصَوْبُ الغمام ما كُنْتُ أَصْبُو

  ذَكَّرَتْنِي شِلْباً وهَيْهَاتَ مِنّي ... بَعْدَمَا اسْتَحْكَمَ التَّبَاعُدُ شِلْبُ

  هكذا نقله شيخنا.

  [شلحب]: و [شلخب]: رَجُلٌ شَلْحَبٌ كجَعْفَرٍ: فَدْمٌ أَي جَاهِلٌ بالأُمُور كَشَلْخَبٍ بالخاءِ المعجمة وهذا أَصَحُّ.

  وقد أَهْمَلَها الجَوْهَرِيُّ. واقتصر الصَّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان على الأَخِيرِ عَن ابْنِ دُرَيْد. وقال الصَّاغَانِيُّ: ووقَع في بعض نُسَخ الجَمْهَرَة بالإِهمال، والإِعْجَام أَصَحُّ فَظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّ المُرَادَ بالإِهْمَال إِهمالُ الحَاءِ ولَيْسَ كَمَا ظَنَّه، وإِنما يَعْنِي بِهِ إِهْمَالَ السِّينِ وإِعْجَامَهَا. وأَمَّا الخَاءُ فإِنَّهَا مُعْجَمَةٌ عَلَى الحَالَيْن فافْهَم فإِن المُصَنِّفَ وَقَع في غَلَط قَبِيح فَنَسَب لِلْعَرَبِ لُغَةً لم يَعْرِفُوهَا. والله أَعْلَم.

  [شنب]: الشَّنَبُ. مُحَرَّكَةً: مَاءٌ ورِقَّةٌ تَجْرِي عَلَى الثَّغْرِ.

  وقيل: مَاءٌ⁣(⁣٨) ورِقَّةٌ وبَرْدٌ وعُذُوبَةٌ في الفَمِ. قاله الأَصْمَعِيّ، وقِيلَ: في الأَسْنَانِ وقيل: حَدٌّ⁣(⁣٩) في الأَسْنَان.

  أَو الشَّنَبُ: نُقَطٌ بِيضٌ فِيهَا أَي الأَسْنَان أَو هُوَ حِدَّةُ الأَنْيَابِ، كالغَرْبِ، تَرَاها كالمِنْشَار⁣(⁣١٠).


(١) اللسان: وكانها.

(٢) في العبر سنة ٤٧٥، وله مائة سنة وزيادة.

(٣) في التهذيب: «الحرّ» وفي الخلاصة «أبحر».

(٤) عن تهذيب، وبالأصل «٢١٦» تصحيف.

(٥) في اللباب: أبو الحجاج.

(٦) عن اللباب، وبالاصل «فازد» وانظر معجم البلدان.

(٧) في معجم البلدان: عشرة أيام.

(٨) سقطت من اللسان.

(٩) الصحاح: حدّة.

(١٠) اللسان: كالمئشار.