تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين مع القاف

صفحة 232 - الجزء 13

  وجَمْعُ ساقِ الشَّجَرةِ أَسْوُقٌ وأَسْؤُقٌ، وسُوُوقٌ وسُؤُوقٌ، وسُوقٌ. «وسُوُقٌ» الأَخِيرَةُ نادِرَةٌ، وتَوَهَّمُوا ضَمَّ السِّينِ عَلَى الواوِ، وقد غَلَب ذلِكَ على لُغَةِ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ، وهَمَزَها جَرِيرٌ في قَوْلِه:

  أَحَبُّ المُؤقِدانِ إِلَيْكَ مُؤْسَى⁣(⁣١)

  وقالَ ابنُ جِنِّي: في كِتابِ الشَّواذِّ: هَمَزَ الواوَ في المَوْضِعَيْنِ جميعاً؛ لأَنَّهُما جاوَرَتا ضَمَّةَ المِيمِ قَبْلَهُما، فصارَت الضَّمَّةُ كأَنّها فِيها، والواو إِذا انْضَمَّت ضَمّاً لازِماً فهَمْزُها جائِزٌ، قال: وعليهِ وُجِّهَتْ قِراءَةُ أَيُّوب السِّخْتِيانِيِّ: «ولا الضَّأَلِّينَ» بالهَمْز.

  ويُقال: بَنَى القَوْمُ بيوتَهُم على ساقٍ واحِدٍ، وقامَ القَوْمُ على ساقٍ: يُرادُ بذلك الكَدُّ والمَشَقَّةُ على المَثَلِ.

  وأَوْهَتْ بساقٍ، أَي: كِدْتُ أَفْعَلُ، قال قُرْطٌ يَصِفُ الذِّئْبَ:

  ولكِنّي رَمَيْتُكَ من بَعِيدٍ ... فلم أَفْعَلْ وقد أَوْهَتْ بساقِ

  والسّاقُ: النَّفْسُ، ومنه قوْلُ عليٍّ ¥ في حَرْبِ الشُّراةِ: «لا بُدَّ لِي من قِتالِهِم، ولو تَلِفَتْ ساقِي» التَّفْسِيرُ لأَبِي عُمَرَ الزّاهِدِ، عن أَبِي العَبّاسِ، حكاه الهَرَوِيُّ.

  وتَسَوَّقَ القَوْمُ: إِذا باعُوا واشْتَرَوْا، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وتَقولُ العامَّةُ: سَوَّقُوا.

  وسُوقِينُ، بالضمِّ وكسرِ القافِ: من حُصُونِ الرُّومِ، قِيلَ ماتَ به إِبْراهِيمُ بنُ أَدْهَمَ⁣(⁣٢)، ¦.

  ومن المَجازِ: هو يَسُوقُ الحَدِيثَ أَحْسَن سِياقٍ، وإِليكَ يُساقُ الحَدِيثُ، وكلامٌ مَساقُهُ إِلى كذا، وجِئْتُك بالحَدِيث على سَوْقِه، على سَرْدِه. ويُقال: المَرْءُ سَيِّقَةُ القَدَرِ، ككَيِّسَةٍ يَسُوقُه إِلى ما قُدِّرَ له ولا يَعْدُوه⁣(⁣٣).

  وقَرَعَ للأَمْرِ ساقَه: إِذا شَمَّرَ له.

  وأَدِيمٌ سُوقِيٌّ، أَي: مُصْلَحٌ طَيِّبٌ، ويُقال: غَيْرُ مُصْلَحٍ، ونُسِبَ هذه للعامَّةِ، وفيه اخْتِلافٌ، والمَشْهُور الثانِي وتَقَدَّم في «دهمق» ما أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيِّ:

  إِذا أَرَدْتَ عَمَلاً سُوقِيَّا ... مُدَهْمَقاً فادْعُ لَه سِلْمِيّا

  وسُوقَةُ، بالضَّمِّ: موضِعٌ من نَواحِي اليَمامَةِ، وقِيلَ: جَبَلٌ لقُشَيْرٍ، أَو ماءٌ لباهِلَة.

  وسُوقَةُ أَهْوَى، وسُوقَةُ حائِلٍ: موضِعانِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  تهانَفْتَ واسْتَبكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ ... بسُوقَةِ أَهْوَى، أَو بسُوقَةِ حائِلِ⁣(⁣٤)

  وذاتُ السّاقِ: موضِعٌ.

  وساق: جَبَلٌ لبَنِي وَهْب.

  وساقان: موضِعٌ.

  والسُّوَقُ، كصُرَدٍ: أَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ، قال رُؤبةُ:

  تَرْمِي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ

  وسوقُ حَمْزَةَ: بلدٌ بالمَغْرِب، ويُقال أَيضاً: حائِطُ حَمْزَة، نُسِبَ إِلى حَمْزَةَ بنِ الحَسَنِ الحَسَنِيِّ، منهم مُلوك المَغْرِبِ الآنَ.

  وسَوْسَقانُ: قريةٌ بمَرْوَ.

  ومن أَمثالِهم في المُكافَأَة: التَّمْر بالسَّوِيقِ، حكاهُ اللِّحْيانِيُّ.

  والسَّوِيقِيُّون، بالفتحِ: جماعَةٌ من المُحَدِّثِين.

  وسُوَيْقَةُ العَرَبِيّ، وسُوَيْقَةُ الصاحِب، وسُوَيْقَة الآلا؛


(١) ديوانه وعجزه فيه:

وجعدةُ لو أضاءَهما الوَقودُ

وصدره في الديوان: لحب الواقدان إِليّ موسى. ويروى: أحبّ المؤقدين.

(٢) وقيل إنه مات بجزيرة من جزائر البحر غازياً، نقله ياقوت.

(٣) ذكر شاهده في الأساس وهو قوله:

وما الناس في شيء من الدهر والمنى ... وما الناس إلا سيِّقاتُ المقادرِ

(٤) البيت في معجم البلدان «سوقة أحوى» ونسبه للراعي، وهو في ديوانه ط بيروت ص ٢٠٥ يمدح يزيد بن معاوية بن أبي سفيان برواية: بقارة أهوى، وانظر تخريجه فيه.