فصل السين مع القاف
  تُكَلِّفُنِي سَوِيقَ الكَرْمِ جَرْمٌ ... وما جَرْمٌ وما ذاكَ السَّوِيقُ
  وما عَرَفَتْ سَوِيقَ الكَرْمِ جَرْمٌ ... ولا أَغْلَتْ به مُذْ قامَ سُوقُ
  وثَنِيَّةُ السَّوِيقِ: عُقَيْبَةٌ بينَ الخُلَيْصِ والقُدَيْدِ م مَعْرُوفَةٌ.
  والسُّوّاقُ كزُنّارٍ: الطَّوِيلُ السّاقِ(١) عن أَبِي عَمْرٍو، وأَنْشَد للعَجّاجِ:
  بمُخْدِرٍ من المَخادِيرِ ذَكَرْ ... يَهْتَذُّ روُمِيّ الحَدِيدِ المُسْتَمِرّ
  عن الظَّنابِيبِ وأَغْلالِ القَصَرْ ... هَذَّكَ سُوّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ
  المُخْدِرِ: القاطِعُ، والحَصادُ: بَقْلَةٌ.
  وقالَ ابنُ عَبّاد: السُّوّاقُ: طَلْعُ النَّخْلِ إِذا خَرَجَ وصارَ شِبْراً.
  وقِيلَ: السُّوّاقُ: هو ما سَوَّقَ وصارَ على ساقٍ من النَّبْتِ عن ابْنِ عَبّادٍ.
  قال: وبَعِيرٌ مُسْوِقٌ، كمُحْسِنٍ والَّذِي في التَّكْمِلَةِ: كمِنْبَرٍ، للذي يساوِقُ الصَّيْدَ أَي: يُقاوِدُه، وهو مَجازٌ، والَّذِي في اللِّسانِ: المِسْوَق: بَعِيرٌ يُسْتَتَرُ به من الصَّيْدِ ليَخْتِلَهُ.
  وقالَ اللَّيْثُ: الأَساقة: سيرُ رِكابِ السُّرُوجِ.
  قالَ غيرُه: وأَسَقْتُه إِبِلاً: جَعَلْتُه يَسُوقُها أَو مَلَّكْتُه إِيّاها يَسُوقُها، فيَكُون مَجازاً، وفي الصِّحاحِ: أَعْطَيْتُه إِبِلاً يَسُوقُها.
  وسَوَّقَ الشَّجَرُ تَسْوِيقاً: صارَ ذا ساقٍ كذا في العُبابِ، والأَوْلَى سَوَّقَ النَّبْتُ، ومنه قولُ ذِي الرُّمَّةِ:
  لَها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ كأَنَّهُ ... مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ على حائِرٍ غَمْرِ
  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: سَوَّقَ فُلاناً أَمْرَه: إِذا مَلَّكَه إِيّاه.
  قال: والمُنْساقُ: التابِعُ والقَرِيبُ أَيضاً. قالَ: والعَلَم المُنْساق من الجِبالِ هو المُنْقادُ طُولاً.
  وساوَقَهُ: فاخَرَه في السَّوْقِ أَيُّنا أَشَدُّ، كما في الصِّحاحِ، قال: وهُوَ من قَوْلِهم: قامَتِ الحَرْبُ على ساقٍ، وهو مَجازٌ.
  وتَساوَقَتِ الإِبِلُ أَي: تَتَابَعَتْ، وكذلِكَ تَقاوَدَتْ فهي مُتَساوقةٌ، ومُتَقاوِدَةٌ، وأَصْلُ «تَساوَقُ» تَتَساوَقُ كأَنَّها - لضَعْفِها وهُزالِها - تَتَخاذَلُ، ويَتَخَلَّفُ بعضُها عن بَعْضٍ، وهو مَجازٌ.
  وتَساوَقَت الغَنَمُ: تَزاحَمَتْ في السَّيْرِ وفي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: «فجاءَ زَوْجُها يَسُوقُ أَعْنُزاً ما تَساوَقُ» أَي: ما تَتَابَعُ.
  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:
  انْساقَتِ الإِبِلُ: سارَتْ مُتَتابِعَةً.
  وسَوَّقَها كساقَها، قال امْرُؤُ القَيْسِ:
  لنا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ ... كأَنَّ قُرُونَ جِلَّتِها العِصِيُّ
  والمُساوَقَةُ: المُتابَعَةُ، كأَنَّ بَعْضَها يَسُوقُ بَعْضاً.
  والسَّوْقُ: المَهْرُ، وُضِعَ مَوْضِعَه، وإِن لم يَكُنْ إِبِلاً أَو غَنَماً.
  وساقَ إِليه خَيْراً.
  وساقَت الرِّيحُ السَّحابَ، وكلُّ هذه مَجازٌ.
  والسُّوقَةُ، بالضمِّ: لغةٌ في السُّوقِ، وهو مَوْضِعُ البِياعاتِ.
  وجاءَتْ سُوَيْقَةٌ، أَي: تِجارَةٌ، وهي تَصْغِيرُ سُوقٍ، وقوله:
  للفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بهِ ... حَيْثُ تَهْدِي ساقَهُ قَدَمُهْ(٢)
  فَسَّرَه ابنُ الأَعْرابِيِّ، فقالَ: مَعْناهُ إِن اهْتَدَى لرَشَدٍ عُلِمَ أَنّه عاقِلٌ، وإِن اهْتَدَى لغَيْرِ رَشَدٍ عُلِمَ أَنّه على غَيْرِ رَشَدٍ.
  وذُو السُّوَيْقَتَيْنِ: رَجُلٌ من الحَبَشَةِ يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الكَعْبَةِ، كما في الحَدِيث وهُما تَصْغِيرُ السّاقِ، وهي مُؤَنَّثَةٌ، فلذلِكَ ظَهَرتِ التّاءُ في تَصْغِيرها، وإِنَّما صَغَّرَهُما لأَنَّ الغالِبَ على سُوقِ الحَبَشَة الدِّقَّةُ والحُمُوشَةُ.
(١) قيده الأزهري في التهذيب من الشجر والزرع.
(٢) البيت لطرفة، في ديوانه ط بيروت ص ٨٦.