تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شبزق]:

صفحة 235 - الجزء 13

  وقالَ غيرُه: المُشَبْرَقُ من الثِّيابِ: الرَّقِيقُ الرَّدِيءُ النَّسْجِ، ويُقال للثَّوْبِ من الكَتّانِ مثل السَّبَنِيَّةِ مُشَبْرَقٌ.

  * ومما يُسْتَدركُ عليه:

  شَبْرَقْتُ اللَّحْمَ: قَطَّعْتُه، مثلُ شَرْبَقْتُه، نَقَله الجَوْهَرِيُّ.

  والشِّبْراقُ، بالكَسْرِ: شِدَّةُ تَباعُدِ ما بَيْنَ القَوائِمِ، قالَ رُؤبةُ:

  كأَنَّها وهي تَهادَى في الرَّقَقْ ... مِنْ ذَرْوِها شِبْراقُ شَدٍّ ذِي عَمَقْ⁣(⁣١)

  والشِّبْرِقَةُ، كزِبْرِجَةٍ: الشَّيْءُ السَّخِيفُ القَلِيلُ من النَّباتِ والشَّجَرِ، هكَذا حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ مُؤَنَّثاً⁣(⁣٢) بالهاءِ، ويُقال: في الأَرْضِ شِبْرِقَةٌ من نَباتٍ، وهي المُنْتَثِرَةُ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الشِّبْرِقُ: الشَّيْءُ السَّخِيفُ من نَبْتٍ، أَو بَقْلٍ، أَو شَجَرٍ، أَو عِضاهٍ.

  والشِّبْرِقَةُ من الجَنْبَةِ، وليسَ في البَقْلِ شِبْرِقَةٌ.

  والمُشَبْرَقُ من الثِّيابِ: المَقْطُوعُ عن أَبِي عَمْرٍو.

  والشِّبْرِقَةُ، كزِبْرِجَةٍ: القِطْعَةُ من الثَّوْبِ.

  [شبزق]: الشَّبْزَقُ كجَعْفَرٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبو الهَيْثَمِ: مَنْ يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ قالَ الأَزْهَرِيُّ: وفَسَّرَه أَبو الهَيْثَم بالفارِسِيَّة دِيْو كَدْ خَزِيدَهْ كَرْدَه هكذا سَمِعْتُ المُنْذِرِيَّ يَقولُ: سمعت أَبَا عَليٍّ يقول: سَمِعْتُ أَبا الهَيْثَمِ، وهكذا نَقَلَه الصّاغانِيُّ في العُبابِ، وأَمّا صاحِبُ اللِّسانِ فإِنَّه قالَ: هكذا وَجَدْتُه في الأَصْلِ، فنَقَلْتُه على صُورَتِه، وأَوْهَمَنِي فِيه نُقْطَةٌ على الرّاءِ في لَفْظَةِ الشِّبْرق فلَسْتُ أَدْرِي أَهُوَ سَهْوٌ من النّاسِخِ أَو أَنْ تَكُونَ اللَّفْظَةُ شَبْزَق بالزّاي، والله أَعْلَمُ.

  قلتُ: ودِيْو: هو الجِنّ، وخَزِيده كَرْدَه، أَي: مَسَّهُ وخَبَطَه⁣(⁣٣).

  ونَصْرُ اللهِ بنُ مُوسَى بنِ شَبْزَقَ المَوْصِلِيُّ: مُحَدِّثٌ ظاهِرُ سِياقِه أَنَّه كجَعْفَرٍ، والصَّوابُ أَنّه كزِبْرِجٍ، كما ضَبَطَه الحافِظُ، روى عن أَبِي جَعْفَرٍ السَّرّاجِ، وابْنُهُ أَبو البَرَكاتِ عَبْدُ الله رَوَى عن ابْنِ الحُصَيْنِ، والدِّينَوَرِيّ، وكذا أَخُوه عبدُ الرَّحْمنِ رَوَى عَنْهُما، ماتَ الأَخِيرُ سنة ٥٩٣.

  [شبق]: شَبِقَ، كفَرِحَ شَبَقاً: اشْتَدَّتْ غُلْمَتُه قالَ رُؤْبَةُ:

  لا يَتْرُكُ الغَيْرَةَ مِنْ عَهْدِ الشَّبَقْ

  كَما في الصِّحاحِ، والمُرادُ بشِدَّةِ الغُلْمَةِ طَلَبُ النِّكاحِ، والمَرْأَةُ كذلِكَ وقد يَكُونُ في غَيْرِ الإِنْسانِ، كما في قَوْلِ رُؤبَةَ، فإِنّه يَصِفُ حِماراً، وهو شَبِقٌ، وهي شَبِقَةٌ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: شَبِقَ منَ اللَّحْمِ: إِذا بَشِمَ منه.

  قالَ غَيْرُه: وذاتُ الشِّبْقِ بالكَسْرِ: ع هكَذا نَقَلَه الصّاغانِيُّ، وأَنْشَدَ للبُرَيْقِ الهُذَلِيِّ يَرْثِي أَخاهُ أَبا زَيْدٍ:

  كأَنَّ عَجُوزِي لَمْ تَلِدْ غيرَ واحِدٍ ... وماتَتْ بذاتِ الشِّبْقِ غيرَ عَقِيمِ⁣(⁣٤)

  قالَ: والرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ بذاتِ الشَّرْيِ.

  قلتُ: راجَعْتُ البَيْتَ هذا فِي أَشْعارِ البُرَيْقِ، فوَجَدْتُه مَضْبُوطاً «بذاتِ الشِّيقِ» بالياءِ التَحْتِيَّة، هكذا، وذَكَر السُّكَّرِيُّ في شَرْحِه رِوايَتَيْنِ: هذه، والثانية وهي «بذاتِ الشَّرْيِ» فالّذِي ذَكَره الصاغانِيُّ تَصْحِيفٌ تَبْيِينُه عليه.

  والشُّوبَقُ، بالضَّمِّ: خَشَبَةُ الخَبّازِ عن ابنِ عَبّادٍ، وهو مُعَرَّبُ چُوبَه⁣(⁣٥).

  [شدق]: الشِّدْقُ، بالكسرِ عن الجَوْهَرِيِّ ويُفْتَحُ عن ابن سِيدَه، وقالَ اللَّيْثُ: هما لُغتانِ والدّالُ مُهْمَلَةٌ وهو: طِفْطِفَةُ الفَمِ من باطِنِ الخَدَّيْنِ وهما شِدْقانِ، يُقال: نَفَخ في شِدْقَيْهِ.

  قال ابنُ سِيدَه: وشِدْقا الفَرَسِ، مَشَقُّ فمِه إِلى مُنْتَهَى اللِّجام.

  والشِّدْقُ من الوادِي بالكسرِ والفَتْح: عَرْضاهُ وناحِيَتاهُ


(١) ويروى:

من جذبها شبراق شد ذي معق

(٢) عن اللسان وبالأصل «مؤنثة».

(٣) في معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة: الشبزق من {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ} مركب من شَب أي ليل ومن زَدَه أي مضروب.

(٤) ديوان الهذليين ٣/ ٦١ برواية «بذات الشَّتِّ» وبهامشه: ورواية البقية: «وماتت بذات الشرى وهي عقيم» وذات الشرى، وذات الشت موضعان، قاله ياقوت، والشّتّ شجر طيب الريح، ولعل الموضع نسب إليه.

(٥) ضبطت عن معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة ص ٩٨.