تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شفلق]:

صفحة 245 - الجزء 13

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: الشَّفَقُ: الثَّوْبُ المَصْبُوغ بالحُمْرَة، وهو مَجاز.

  والشَّفِيقِيُّونَ: جَماعَةٌ مُحَدِّثُونَ، منهم: أَبو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبراهِيم، حَدَّثَ⁣(⁣١) سنة ٣١٥ ذَكَره ابنُ السَّمْعانِيِّ وأَبو طاهِرِ بنُ ياسِين صاحِبُ الرّازِي، يُقالُ له: الشَّفِيقِيُّ، قيَّدَه الرَّشِيدُ العَطّار، نِسْبةً إِلى جامع شَفِيق الملك.

  [شفلق]: الشَّفَلَّقَةُ، كعَمَلَّسَةٍ أَهْمَله الجَوْهرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: هِي لُعْبَةٌ للحاضِرَةِ، وهو أَنْ يَكْسَعَ إِنْساناً مِن خَلْفِه فيَصْرَعَه وهو الأَسْنُ عندَ العَرَب، قالَ: ويُقالُ: ساناهُ: إِذا لَعِبَ معه الشَّفَلَّقَةَ، كما في اللِّسانِ والعُبابِ.

  [شقرق]: الشَّقِرّاقُ بفَتْحِ الشِّينِ وكَسْرِ القافِ وتَشْدِيدِ الرّاءِ، وفي بعضِ نُسَخِ العُبابِ بفَتْحِ القافِ ويُكْسَرُ الشِّينُ أَيضاً، أَي: مع كَسْرِ القافِ.

  والشِّقْراق كقِرْطاسٍ، والشَّرَقْراقُ بالفَتْحِ وبالكَسْرِ، والشَّرَقْرَقُ، كسَفَرْجَلٍ فهي سِتُّ لُغاتٍ، ذَكَر الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ مِنْها الأُولَى والثّانِيَةَ والخامِسَةَ: طائِرٌ، م مَعْرُوفٌ قالَ الفَرّاءُ: الأَخْيَلُ عندَ العَرَبِ: الشِّقِرّاقُ بكسرِ الشِّين، ورَوَى ثَعْلَبٌ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ أَنّه قالَ: الأَخْطَبُ: هو الشَّقرّاقُ عندَ العَرَبِ بفَتْحِ الشينِ، وقالَ اللِّحْيانِيُّ: شِقْراق ذَكَرَه في باب فِعْلالٍ، وقالَ اللّيْثُ: الشِّقِرّاقُ، والشَّرَقْراقُ، لُغَتانِ: طائِرٌ مُرَقَّطٌ بخُضْرَةٍ وَحُمْرَةٍ وبَياضٍ وسَواد ويَكُونُ بأَرْضِ الحَرَمِ هكَذا في النُّسَخِ، والصّوابُ بأَرْض الجُرْمِ بالجِيمِ، كما هو نَصُّ اللَّيْثِ، في مَنابِتِ النَّخِيلِ، كقَدْر الهُدْهُدِ، وفِي الصِّحاح والعُبابِ: هو الأَخْيَلُ، والعَرَب تتَشاءَمُ به، ثم إِنَّ الجَوْهَرِيَّ والصاغانِيَّ قد ذَكَرا الشِّرِقْراقَ في هذا التَّركِيبِ، وكان المُناسِبُ إِفرادَه في «شرقرق»⁣(⁣٢) كما فَعلُه صاحِبُ اللِّسانِ.

  [شقق]: شَقَّه يَشُقُّه شَقًّا: صَدَعَهُ فانْشَقَّ.

  وشَقَّ نابُ البَعِيرِ يَشُقُّ شُقُوقاً: طَلَعَ وهو لُغَةٌ في شَقَأَ: إِذا فَطَر نابُه، وهو مَجازٌ، وكذلِكَ نابُ الصَّبِيِّ.

  ومن المَجاز: شَقَّ فُلانٌ العَصا إِذا فارَقَ الجَماعَةَ، وأَصلُ ذلِكَ في الخَوارِجِ، فإِنَّهُم شَقُّوا عَصَا المُسْلِمِينَ، أَي: اجْتِماعَهم وائْتِلافَهُم، أَي: فَرَّقُوا جَمْعَهُم، ووَقَع الخِلافُ، وذلك لأَنَّه لا تُدْعَى العَصا حَتّى تَكُونَ جَمِيعاً، فإِذا انْشَقَّتْ لم تُدْعَ عَصاً، وقالَ اللَّيْثُ: الخارِجِيُّ يَشُقُ عَصَا المُسْلِمينَ ويُشاقُّهُم خِلافاً، قالَ الأَزْهَرِيُّ: جَعَلَ شَقَّهُمُ العَصَا والمُشَاقَّةَ واحِداً، وهُما مُخْتَلِفان، على ما يَأْتِي تَفْسِيرُهما.

  وشَقَّ عليهِ الأَمْرُ يَشُقُّ شَقًّا ومَشَقَّةً: إِذا صَعُبَ عليهِ وثَقُلَ.

  وشَقَّ عليهِ: إِذا أَوْقَعَهُ في المَشَقَّةِ والاسْمُ الشِّقُّ بالكسرِ، قال الأَزْهَرِيُّ: ومنه الحَدِيثُ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهم بالسِّواكِ عندَ كُلِّ صَلاةٍ»، المَعْنَى: لَوْلا أَنْ أُثْقِلَ عَلَى أُمَّتِي، من المَشَقَّةِ، وهي الشِّدَّةُ. قلتُ: وكَذا الآيةُ: {وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ}⁣(⁣٣).

  وشَقَّ بَصَرُ المَيِّتِ شُقُوقاً: شَخَصَ، ونَظَرَ إِلى شَيْءٍ لا يَرْتَدُّ إِليه طَرْفُه، وهُو الذي حَضَرَه المَوْتُ، ولا تَقُلْ: شَقَّ المَيِّتُ بَصَرَه ومِنْهُ الحَدِيثُ: «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى المَيِّتِ إِذا شَقَّ بَصَرُه»؟ أَي: انْفَتَح، قالَ ابنُ الأَثِير: وضَمُّ الشِّينِ فيهِ غيرُ مُختارٍ.

  والشَّقُّ: واحِدُ الشُّقُوقِ وهو الخَرْمُ الواقِعُ في الشَّيْءِ، قاله الرّاغِبُ، وفي اللِّسانِ: هو الصَّدْعُ البائِنُ، وقِيلَ: غيرُ البائِنِ، وقيل: هو الصَّدْعُ عامَّةً، وفي التَّهْذِيب: الشَّقُّ: الصَّدْعُ في عُودٍ أَو حائِطٍ أَو زُجاجَةٍ.

  ومن المَجازِ: الشَّقُّ: الصُّبْحُ وقد شَقَّ يَشُقُّ شَقًّا: إِذا طَلَعَ، كأَنَّه شَقَّ مَوْضِعَ طُلوعِه وخَرَج مِنْه، وفي الحَدِيثِ: «فلمّا شَقَّ الفَجْران أَمَرَ بإِقامَةِ الصَّلاةِ».

  والشَّقُّ: المَوْضِعُ المَشْقُوقُ. كأَنّه سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، وجَمْعُه شُقوقٌ.

  والشَّقُّ: جَوْبَةُ ما بَيْنَ الشُّفْرَيْنِ من جَهازِ المَرْأَةِ أَي: حَياها كالمَشَقِّ.


(١) في اللباب: حدث برحبة الشام سنة خمس عشرة وأربعمئة؛ قيدها هكذا بالعبارة.

(٢) ذكره اللسان في مادتي: «شرقرق» و «شقرق» وقد نبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) سورة القصص الآية ٢٧.