تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع القاف

صفحة 247 - الجزء 13

  تَسْتَقِلُّوا مِنَ الصَّدَقَةِ شَيْئاً ويُفْتَحُ.

  ويُقال: المالُ بينِي وبَيْنَكَ شِقَّ الشَّعَرَةِ بالكَسْرِ ويُفْتَحُ أَي: نِصْفانِ سَواء وكذا قَوْلُهم: المالُ بَيْنَهُم شِقَّ الأُبْلُمَةِ، أَي: الخُوصَةِ⁣(⁣١)، أَي: مُتَساوُونَ فيه، وقالَ الرّاغِبُ: أَي مَقْسُومٌ كقِسْمَتِها.

  والشَّقُّ بالضَّمِّ: جَمْعُ الأَشَقِّ والشَّقّاءِ من الخَيْلِ، على ما يَأتِي بيَانُه قَرِيباً.

  والشِّقَّةُ بالكَسْرِ: شَظِيَّةٌ أَو قِطْعَةٌ مَشْقُوقَةٌ من لَوْحٍ أَو خَشَبٍ وغيرِه.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الشِّقَّةُ من العَصا والثَّوْبِ وغَيْرِه من الخَشَبِ: ما شُقَّ مُسْتَطِيلاً.

  وقالَ: القِطْعَةُ المَشْقُوقَةُ من كُلِّ شيءٍ، كالنِّصْفِ، والجَمْعُ شُقَقٌ، قال رُؤْبَةُ يَصِفُ الحُمُرَ:

  وانْصاعَ باقِيهِنَّ كالبَرْقِ الشُّقَقْ

  وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الشِّقَّةُ: نِصْفُ الشَّيْءِ إِذا شُقَّ يُقالُ: أَخَذْتُ شِقَّ الشّاةِ، وشِقَّةَ الشّاةِ، أَي: نِصْفَها، والعامَّةُ تَفْتَحُ الشينَ.

  والشِّقَّةُ: ع.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الشِّقِّيَّةُ بالكَسْرِ: ضَرْبٌ من الجِماعِ وهو أَنْ يُجامِعَهَا على شِقِّها.

  والشُّقَّةُ بالضَّمِّ والكَسْر: البُعْدُ وقالَ الأَزْهَرِيُّ: بُعْدُ مَسِيرِ الأَرْضِ البَعِيدَةِ، قالَ اللهُ تَعالَى: {وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ}⁣(⁣٢) وفي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ: «إِنّا نَأْتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ» أَي: مَسافَةٍ بَعِيدَةٍ.

  وقِيلَ: الشُّقَّةُ: الناحِيَةُ الَّتِي يَقْصِدُها المُسافِرُ، وقالَ ابنُ عَرَفَةَ في تفسير الآيةِ: أَي: الناحِيَةُ التي نُدِبُوا إِلَيْها، وقالَ الرّاغِبُ: الشُّقَّةُ: الناحِيَةُ الّتِي تَلْحَقُكَ الشُّقَّةُ في الوُصولِ إِليها.

  وفي الصِّحاح: الشُّقَّةُ: السَّفَرُ البَعِيدُ زادَ غيرُه الطَّوِيلُ، يُقال: شُقَّةٌ شاقَّةٌ، ورُبّما قالُوه بالكَسْرِ، انتهى. وقالَ اليَزِيدِيُّ: إِنّ فُلاناً لبَعِيدُ الشُّقّة، أَي: بَعِيدُ السَّفَرِ، والمُرادُ من الآيةِ غَزْوَةُ تَبُوك.

  والشُّقَّةُ أَيْضاً: المَشَقَّةُ تلحَقُ الإِنْسانَ من السَّفَرِ، قالَ الفَرّاءُ ج: شُقَقٌ كصُرَدٍ، وحَكَى عن بَعْضِ قَيْسٍ شِقَقٌ مثل عِنَبٍ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الشُّقَّةُ بالضَّمِّ: السَّبِيبَةُ مِن الثِّيابِ المُسْتَطِيلَةُ، قال الرّاغِبُ: وهي في الأَصْلِ نِصْفُ ثَوْبٍ، ثُمَّ سُمِّيَ الثَّوْبُ كما هو شُقَّة، والجَمْعُ شِقاقٌ وشُقَقٌ، ومنه حَدِيثُ عُثْمانَ ¥: «أَنَّه أَرْسَلَ إِلى امْرَأَةٍ بشُقَيْقَةٍ» هي تَصْغِيرُ الشُّقَّةِ من الثَّوْبِ.

  والأَشَقُّ: ع قالَ الأَخْطَلُ يَصِفُ سَحاباً:

  في مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ كأَنَّما ... يَسْقِي الأَشَقَّ وعالِجاً بدَوالِي

  والأَشَقُّ من الخَيْل: ما يَشْتَقُّ في عَدْوِه يَمِيناً وشِمالاً كأَنّما يَمِيلُ على أَحَدِ شِقَّيْهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:

  وَتَبَازيتُ⁣(⁣٣) كما يَمْشِي الأَشَقّ

  أَو هُو البَعِيدُ ما بَيْنَ الفُروجِ.

  والأَشَقُّ: الطَّوِيلُ من الخَيْلِ والرِّجالِ، والاسْمُ الشَّقَقُ، مُحَرَّكَةً. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: فَرَسٌ أَشَقُّ: له مَعْنَيانِ، فالأَصْمَعِيُّ يَقُول: الأَشَقُّ: الطَّوِيلُ. قالَ: وسَمِعْتُ عُقْبَةَ بنَ رُؤبَةَ يَصِفُ فَرَساً، فقالَ: هو أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقّ، فجَعَلَه كُلَّه طُولاً، ورَوَى ثَعْلَبٌ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ: الأَشَقُّ من الخَيْلِ: الواسِع ما بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ، والشَّقّاءُ للمُؤَنَّثِ وهي الواسِعَةُ الأَرْفاغِ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَصَفَت امْرَأَةٌ من العَرَبِ فَرَساً فقالَت: شَقّاءُ مَقّاءُ، طَوِيلَةُ الأَنْقاءِ، قالَ جابِرُ بنُ حُنَيٍّ التَّغْلِبِيُّ:

  فيوم الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنَا ... شُرَحْبِيلَ إِذْ آلى أَلِيَّةَ مُقْسِمِ

  لَيَنْتَزِعَنْ أَرْماحَنَا فأَزالَهُ ... أَبُو حَنَشٍ عَنْ ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ⁣(⁣٤)


(١) وذلك أن الخوصة إذا أخذت فشقت طولاً انشقت بنصفين.

(٢) سورة التوبة الآية ٤٢.

(٣) بالأصل «وتباريت» والصواب ما أثبتناه، بالزاي.

(٤) المفضليات مفضلية رقم ٤٢ / رقم ٢٣ و ٢٤ برواية «قد أزالت رماحنا» بدل «استنزلت أسلاتنا».