تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شهب]:

صفحة 130 - الجزء 2

  والغَبْرَاء الَّتِي لا مَطَرَ فِيهَا. والشَّهْبَاءُ أَيْضاً: الأَرْضُ الَّتِي لا خُضْرَة فِيهَا لِقِلَّة المَطَرِ من الشُّهْبَةِ، وهِي البَيَاضُ فسُمِّيَت سَنَةُ الجَدْبِ بِهَا.

  ومن المَجَازِ: سَقَاهُ الشَّهَابِ⁣(⁣١) وهو بالفَتْح: اللَّبَنُ الضّيَاح أو الَّذِي ثُلُثَاه مَاء وثُلُثُه لَبَن كالشّهَابَة بالضَّمِّ عن كُرَاع، وذلك لتَغَيُّر لَوْنِه. قال الأَزْهَرِيّ: وسَمِعْت غَيْرَ وَاحِدٍ من العَرَب يقول لِلَّبن المَمْزُوجِ بِالْمَاءِ شَهَابٌ كما ترى بفَتْح الشِّين. قال أَبُو حَاتِم: هو الشُّهَابَة وهو الفَضِيخُ⁣(⁣٢) والخَضَارُ، والشَّهَابُ والسَّجَاجُ⁣(⁣٣) والسجَارُ والضَّيَاحُ والسَّمارُ كُلُّه وَاحِدٌ.

  وشِهَابٌ كَكِتَابٍ: شُعْلَةٌ من نَارِ سَاطِعَة ورَوَى الأَزْهَرِيّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيت قَالَ: الشِّهَابُ: العُودُ الَّذِي فِيه نَار. قال: وقال أَبو الهَيْثَم: الشِّهَابُ: أَصْل خَشَبةٍ أَو عُودٍ فيها نَارٌ سَاطِعَةٌ. ويقال للكَوْكَبِ الذي يَنْقَضُّ عَلَى أَثَر الشَّيْطَان باللَّيلِ شِهَابٌ. قال الله تعالى: {فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ}⁣(⁣٤).

  وَفِي حَدِيثِ اسْتِرَاقِ السَّمْع: «فَرُبَّما أَدْرَكَه الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا» يَعْنِي الكَلِمَة المُسْتَرَقَة، وأَرَادَ بالشِّهَاب الذي يَنْقَضُّ باللَّيْل، شِبْه الكَوْكَبِ⁣(⁣٥) وهو في الأَصْلِ الشُّعْلَةُ مِنَ النَّارِ.

  وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: {أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ}⁣(⁣٦). قال الفَرَّاءُ: نَوَّن عَاصَمٌ والأَعْمَشُ فِيهِمَا، قَالَ وأَضَافَه أَهْلُ المَدِينَة «بشِهَاب قَبَسٍ»، قال وَهَذَا مِنْ إِضَافة الشَّيءِ إِلى نَفْسِه كما قالُوا، حَبَّةُ الخَضْرَاءِ ومَسْجِدُ الجَامِعِ، يُضَافُ الشيءُ إِلَى نَفْسهِ ويُضَافُ أَوَائِلُهَا إِلَى ثَوَانِيهَا، وَهِي هِيَ في المَعْنى، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب.

  ومن المجاز، الشهابُ: المَاضِي في الأَمْرِ. يُقَالُ للرَّجُل المَاضِي في الحَرْب شِهَابُ حَرْب أَي مَاضٍ فيها، على التَّشْبِيهِ بالكَوْكَبِ⁣(⁣٧) في مُضِيِّهِ ج شُهُب كَكُتُب. وجَوَّز بَعْضٌ فِيهِ التَّسْكِينَ تَخْفِيفاً وشُهْبَانٌ بالضم حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَش وشِهْبَان بالكَسْرِ وهو غرِيبٌ وأشْهُبٌ بضَمِّ الهَاءِ⁣(⁣٨). قال ابْنُ مَنْظُور: وأَظُنّه اسْماً للجَمْع. قال:

  تُرِكْنَا وخَلَّى ذُو الهَوَادَةِ بَيْنَنا ... بأَشْهُب نَارَيْنَا لَدَى القَوْمِ نَرْتَمِي

  والشُّهْبَانُ بالضَّم: بَنُو عَمْرو بْنِ تَمِيمٍ. قال ذو الرُّمَّة.

  إذَا عَمَّ دَاعِيهَا أَتَتْه بِمَالِكِ ... وشُهْبَانِ عَمْرٍ وكُلُّ شَوْهَاءَ صِلْدِمِ

  عَمَّ دَاعِيها أَيْ دَعَا الأَبَ الأَكْبَر.

  ومن المَجَاز: هَؤْلَاء شُهْبانُ الجَيْش.

  ويَوْمٌ أَشْهَبُ: بَارِدٌ وهو مَجَاز. وفي لسان العرب أي ذُو رِيحٍ بَارِدَةٍ. قال: أَرَاهُ لِمَا فِيهِ من الثَّلْجِ والصَّقِيع والبَرْدِ.

  ولَيْلَةٌ شَهْبَاءُ كَذَلك. وقَال الأَزْهَرِيُّ: يَوْمٌ أَشْهَبُ: ذو حَلِيتٍ وأَزِيزٍ. وقَوْلُه أَنْشَدَه سِيبَويْه:

  فِدًى لِبَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ نَاقَتِي ... إِذَا كَانَ يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ أَشْهَبُ

  يجوز أَنْ يكُونَ أَشْهبَ لِبَيَاض السِّلَاح وأَنْ يَكُونَ أَشْهَبَ لَمَكَان الغُبَارِ.

  والشُّهُبُ كَكُتُب: النُّجُومُ السَّبْعَةُ المَعْرُوفَةُ، وَهِيَ الدَّرَاريُّ. والشُّهُبُ أَيْضاً: ثَلَاثُ لَيَالٍ من الشَّهْرِ لِتَغَيُّر لَوْنِها.

  والشَّهْبُ بالفَتْح هو الجَبَلُ الَّذِي عَلَاهُ الثَّلْجُ.

  والشُّهْبُ بالضَّمِّ: ع نَقَلَه الصَّاغَانِيّ⁣(⁣٩).

  والأَشْهَبُ: الأَسَدُ. ذَكَرَه الصَّاغَانِيّ. والأَمْرُ الصَّعْبُ الكَرِيهُ في حَدِيثِ العَبَّاسِ، قال يوم الفتح: «يا أَهلَ مَكّة.

  أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا فَقَد اسْتَبْطَنْتُم بأَشْهَبَ بَازِل» أَي رُمِيتُم بأَمْرٍ صَعْبٍ لا طَاقَةَ لكُم به، وجَعَلَه بَازِلاً، لأَنَّ بُزُولَ البَعِيرِ نِهَايَتُه في القُوَّة.

  والأَشْهَبُ: اسْم رَجُل، وَهُوَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ


(١) كذا بالأصل والقاموس واللسان، وفي الأساس: الشِّهاب.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «والفضيح».

(٣) بالأصل «الشجاج» والتصويب عن القاموس.

(٤) الصافات الآية ١٠.

(٥) عن النهاية، وبالأصل «الكواكب».

(٦) سورة النمل الآية ٧.

(٧) عن اللسان وبالأصل بالكواكب.

(٨) في اللسان: واشْهَبُ بفتح الهاء وبهامشه: قوله وأشهَب هو هكذا بفتح الهاء في الأصل والمحكم وقال شارح القاموس: وأشهُب بضم الهاء».

(٩) في معجم البلدان: الشهب بالضم ثم السكون جمع أشهب اسم موضع قال شاعر: بالشهب أقوالاً لها حربٌ وحلّ.