تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صيق]:

صفحة 281 - الجزء 13

  وقال غيرُه: الضَّيْق: ة باليَمامَة قال ابنُ مُقْبِلٍ:

  وافَى الخَيالُ وما وافاكَ مِنْ أَمَمِ ... من أَهْلِ قَرْنٍ وأَهلِ الضَّيْقِ بالحَرَمِ

  وقالَ الفَرّاءُ: الضِّيقُ، بالكَسْر يَكونُ فيما يَتَّسِعُ ويَضِيقُ، كالدَّارِ والثَّوْبِ، والأَوَّلُ يُثنَّى ويُجْمَع ويُؤنَّث، والثاني لا، أَو هما سَوَاءٌ.

  والمَضِيقُ: ما ضاق من الأَماكِنِ والأُمُورِ وفي الأَخِيرِ مَجاز، ومنه قَوْلُ الشّاعِرِ:

  مَنْ⁣(⁣١) شَا يُدَلِّي النّفسَ في هُوَّةٍ ... ضَنْكٍ، ولكن مَنْ لَه بالمَضِيقْ

  أَي: بالخُروجِ من المَضِيقِ.

  والمَضِيقُ: ة بِلِحْفِ جَبَلِ آرَةَ.

  والضِّيقَى، والضُّوقَى، كضِيزَى وطُوبَى على حَدِّ ما يَعْتَوِرُ هذا النَّوعَ من المُعاقَبة تأْنِيَثا: الأَضْيَق كما في الصِّحاح، وهو فِعْلَى من الضِّيِق، وهو في الأَصل ضُيْقَى، قُلِبت الياء واواً؛ لسكونها وضَمّةِ ما قَبْلَها. وقالَ كُراع: الضُّوقَى: جمع ضَيِّقة. قالَ ابنُ سِيدَه: ولا أَدْرِي كَيْف ذلِك، لأَنّ فُعْلَى ليسَتْ من أَبنِيةِ الجُمُوعِ، إِلّا أَنْ يكونَ من الجَمْعِ الذي لا يُفارِقُ وَاحدَه إِلا بالهاءِ، كبُهْماة وبُهْمَى. وقالت امرأَة لضَرَّتِها وهي تُسامِيها:

  ما أَنْتِ بالخُورَى ولا الضُّوقَى حِرَا

  ومن المَجازِ: الضِّيقَةُ، بالكَسْر: الفَقرُ وسُوءُ الحَالِ، ويُفْتَح، وبهما رُوِي قَولُ الأَعشَى:

  فلَئِنْ رَبُّك مِنْ رَحْمَتِه ... كَشَف الضِّيْقَةَ عنّا وفَسَحْ⁣(⁣٢)

  ج: ضَيْقٌ.

  وقالَ الفَرَّاءُ: وإِذا رَأَيْتُ الضَّيْقَ قد وَقَع في موضع الضِّيقِ كانَ على أَمْرَينِ: أَحدُهُما: أَنْ يكونَ جَمْعاً للضَّيْقَةِ، وأَنْشَدَ قولَ الأَعشَى. والوَجهُ الآخَرُ: أَنْ يُرادَ به شَيْءٌ ضَيِّقٌ، فيكون ضَيْق مُخَفَّفاً، وأَصْلُه التَّشْدِيد، ومِثلُه هَيْنٌ، ولَيْنٌ.

  ومن المَجازِ: الضِّيقَةُ: مَنْزِلٌ للقَمَرِ بلِزْقِ الثُّريّا مما يَلِي الدَّبَران وهو مَكانٌ نَحْسٌ على ما تَزعُم العَرَب. قالَ أَبو عُبَيْدٍ: ومنه قَولُ الأَخْطَلِ:

  فَهَلّا زَجَرْتَ الطَّيرَ ليلةَ جِئْتَها ... بضِيقةَ بَيْن النَّجْمِ والدَّبَرانِ؟

  قالَ الصّاغانِيُّ: أَخْبَرَ أَنَّ القَمَر ليلَة اجْتِماعِهما كانَ نازِلاً بالدَّبَرانِ، وهو من النُّحُوسِ. وفي اللِّسانِ: يذكُر امرأَةً وَسِيمةً تَزوَّجها رَجُلٌ دَمِيم، والمَرْأَةُ هي بَرَّةُ بِنتُ أَبي هانِئٍ التَّغْلِبيِّ والرَّجُلُ سَعِيدُ بنُ بَنان التَّغْلِبِيّ.

  وقال ابنُ قُتَيْبَة: ورُبّما قَصُر القمرُ عن الدَّبَران، فنَزَلَ بالضِّيقَة، وهما النَّجْمانِ الصَّغِيرانِ المُتقارِبانِ بين الثُّريّا والدَّبَرانِ، حَكَاه عن أَبي زِيادٍ الكِلابيِّ، قالَ الأَزهَرِيُّ: جَعَل ضِيقَة مَعْرِفة؛ لأَنّه جَعَله اسماً عَلَماً لِذلِك المَوْضع، ولذلِكَ لم يَصرِفْه. وأَنشدَه أَبو عَمْرٍو «بضِيقَةِ» بكسر الهاء، جَعَله صِفَةً ولم يَجْعَلْه اسماً للمَوْضع. أَراد بضِيقَةِ ما بَيْنَ النَّجْمِ والدَّبرانِ.

  ومن المجاز: سَلَكُوا الضِّيقَة⁣(⁣٣)، وهي: طَرِيقٌ بَيْن الطَّائِفِ وحُنَيْن. وفي الأَساسِ: بين مَكَّةَ والطّائِف. وقال مُحمدُ بن إِسحاقَ: لمّا انصَرَف رَسولُ الله من حُنَيْن يُرِيد الطائِفَ سَلَك في طَرِيق يُقالُ له: الضِّيقَة، فسَأَلَ عن اسْمِه، فقيل: الضِّيقَةُ، فقال: بل هي اليَسْراءُ⁣(⁣٤)؛ تفاؤلاً.

  والضِّيقة: ع قُربَ عَيْذَاب على عَشْرةِ فراسخَ. وفي التَّكمِلَة: خَمْسة فَراسِخَ منها.

  ومن المجاز: ضاقَ يَضِيقُ ضَيْقاً: إِذا بَخِل.

  وأَضاقَ فهو مُضِيق: إِذا ضاقَ عليه مَعاشُه وذَهَب مالُه وافْتقَر، وهو مَجاز أَيضاً.

  ومن المجاز: ضايَقَه في كذا: إِذا عاسَرَه ولم يُسامِحْه


(١) في المحكم: «من شاء دلّى النفس» والمثبت كاللسان.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٣٨.

(٣) نص ياقوت على فتحها. وقد تقدم أنها بالكسر وتفتح.

(٤) في معجم البلدان: اليُسَرى.