تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صيق]:

صفحة 280 - الجزء 13

  ورَجُلٌ صَهْصَلِقُ الصَّوْتِ، أَي: شَدِيدُه، وكذلِك الصَّقر.

  [صيق]: الصِّيقُ، بالكَسْرِ: الغُبارُ الجائِلُ في الهَواءِ.

  قالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلِ:

  بوادِي جَدُودَ وقد بُوكِرَتْ ... بصِيقِ السَّنابِكِ أَعطانُها

  كالصِّيقَة بالهاءِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ وهو لأَسْماءَ بنِ خارِجَةَ:

  لي كُلَّ يومٍ صِيقَةٌ ... فَوْقِي تأَجَّلُ كالظِّلالَهْ

  أَو الْتِفَافُه، وتَكاثُفه وارْتِفاعُه وهذا هو المَفْهُومُ من قَوْله: «الجائِلُ في الهَواءِ» لأَنَّه لو لم يَلْتَفَّ ويَتَكاثَفَ ويَرْتَفِعْ ما جَالَ في الهَواء، فهو شَبِيهُ التَّكرار، وزِيادَة من غَيْر فائِدَة.

  وفاتَه ذِكرُ الجَمْعِ، ففي العُبابِ: جَمْعه صِيَقٌ. كشِيمَةٍ وشِيَم، ومَثَّلَهُ في اللِّسانِ بجِيفَةٍ وجِيَفٍ، وهذا أَظهرُ. قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الإِبِلَ:

  يَتْرُكْنَ تُرْبَ البِيدِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ

  وأَنشد ابنُ بَرِّي في «ضبح» لرُؤْبةَ يَصِفُ أُتُناً وفَحْلَها:

  يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ ... والمَرْوَ ذا القَدّاحِ مَضبُوحَ الفِلَقْ⁣(⁣١)

  وقال الفرَّاءُ: الصِّيقُ: الصَّوتُ يُقالُ: سَمِعْتُ صِيقاً.

  وقيل: الصِّيقُ: العَرَقُ.

  وقال أَبو زيد: الرِّيحُ المُنْتِنَةُ من الدَّوابِّ، زاد اللَّيْثُ: ومن النّاس. قالَ أَبو زَيْد: وهي مُعَرَّبة «زِيقاً»، بالعِبْرانية.

  والصُيقُ، في لُغَةِ أَهْلِ المَدِينةِ: الأَحْمَر الذي يَكونُ في قَلْبِ النَّخْل، ج: صِيَقٌ كَعِنَبٍ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الصِّيقُ: العُصْفُورُ، ج: صِيقانٌ بالكَسْر.

  والصِّيقُ: بَطْن من العَرَبِ عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣٢). وقالَ أَبو أَحمدَ العَسْكريُّ. صَيْقاةُ، بالفَتْحِ: ع، وله يَوْمٌ معروف.

  وقال أَبو عَمْرٍو: الصَّائِقُ والصّائِكُ: الَّلازِقُ، وأَنْشَدَ لجَنْدَلٍ:

  أَسْودَ جَعْدٍ ذِي صُنانٍ صائِقِ

فصل الضاد مع القاف

  [ضفق]: ضَفَق ضَفْقاً، أَهمله الجوهريُّ، وقال اللّيثُ: أَي وَضَع ذا بَطْنِه بمَرَّةٍ قال: وكذلك ضَفع، وقد تَقدَّم، نقله الأَزهريُّ.

  [ضقق]: ضَقَّ يَضِقُّ أَهمله الجوهريُّ وصاحِبُ اللّسان.

  وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: أَي صَوَّتَ، كطَقَّ يَطِقُّ، كذا في المُحِيط.

  [ضيق]: ضاق يَضِيقُ ضَيْقاً بالكَسْر ويُفْتَح قالَ اللهُ تَعالَى: {وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمّا يَمْكُرُونَ}⁣(⁣٣) وقرَأَ ابنُ أَبي كَثِير⁣(⁣٤) في ضِيق بالكَسْرِ: وتَضَيَّق، وتَضَايَق، وهو: ضِدّ اتَّسَع.

  والضِّيقُ: ضِدّ السَّعَةِ.

  وحَكَى ابنُ جِنِّي: أَضاقَه إِضاقَةً، وضَيَّقَه تَضْيِيقاً فهو ضَيِّقٌ، وضَيْقٌ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ وضَائِقٌ قالَ تعالَى: {وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ}⁣(⁣٥).

  والضَّيْقُ: الشَّكُّ في القَلْبِ عن أَبِي عَمْرو، وهو مَجاز، وبه فُسِّر قَولُه تَعالَى: {وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمّا يَمْكُرُونَ} ويُكْسَر ونَصُّ أَبِي عَمْروٍ: الضَّيَقُ، بالتَّحْرِيك: الشَّكُّ، وهو بالفَتْحِ بِهذا المَعْنَى أَكْثَرُ، فحِينَئِذٍ الصَّوابُ ويُحَرَّكُ.

  وقال الفَرَّاء: الضَّيْقُ، بالفَتْح: ما ضاقَ عَنْه صَدْرُك فهو فِيما لا يَتَّسِعُ.


(١) في اللسان «القلق».

(٢) الجمهرة ٣/ ٨٦.

(٣) سورة النحل الآية ١٢٧.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقرأ ابن أبي كثير كذا بالأصل وسيأتي له في مادة طبق ابن كثير بدون لفظة أبي».

(٥) سورة هود الآية ١٢.