تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عذق]:

صفحة 320 - الجزء 13

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: سَحَابٌ مُتَعَثِّقٌ ومُنْعَثِقٌ: إِذا اختلَطَ بَعضُه بِبَعْضٍ كما في اللِّسانِ.

  [عدسق]: العَيْدَسُوق أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسانِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هي دُوَيْبَةٌ أَي: من أَحْناشِ الأَرْضِ، هكذا هو في النُّسَخِ بالسِّينِ المُهْملة، والذي في العُبابِ بالمُعْجَمَةِ⁣(⁣١)، وهو الصَّواب.

  [عدق]: عَدَقَهُ يَعْدِقُهُ عَدْقاً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَي: جَمَعَه⁣(⁣٢).

  وقالَ غيرُه: عَدَقَ بِظَنِّه عَدْقاً: رَجَمَ به مُوَجِّهاً رأْيَه إِلى ما لا يَسْتَيْقِنُه. قالَ اللَّيثُ: كَعَدَّقَ به تَعْدِيقاً.

  وعَدَقَ يَدَه عَدْقاً: أَدخَلَها في نَواحِي البِئْرِ والحَوْضِ، كَطَالِبِ شَيْءٍ ولا يَراه. يُقالُ: اعْدِقْ يَدَكَ بالماءِ فاطْلُبْه كعَدِقَ، كفَرِحَ فِيهِما، وكَذلِك: أَعْدَق بِيَدِه، وعَوْدَقَ نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  والعَوْدَقَة، والعَوْدَقُ: حَدِيدَةٌ ذَاتُ شُعَبٍ ثَلاث يُسْتَخْرَجُ بها الدَّلْوُ من البِئْرِ كالعَدْوَقَةِ بتَقْدِيمِ الدّالِ على الوَاوِ ج: عُدُقُ كَكُتُبٍ.

  والعَدَقَة، مُحَرَّكةً، هذِه عنْ ابْنِ الأَعرابيِّ ج: عَدَقٌ قالَ: وهي الخَطَاطِيفُ التي يُخْرَجُ بِها الدِّلاءُ.

  ورجُلٌ عادِقُ الرَّأْيِ: ليسَ له صَيُّور يَصِيرُ إِليه.

  أَو العَوْدَقَةُ هي اللُّبْجَةُ، وهي حَدِيدَةٌ لها خَمْسَةُ مَخالِبَ تُنْصَبُ للذِّئْبِ، ويُجْعَلُ فيها لَحْمٌ، فتَنْشَبُ في حَلْقِه إِذا اجْتَذَبَه، وهي مَصْيَدةُ السِّباعِ.

  وقال ابنُ فَارِسٍ: العَيْنُ والدَّالُ والقَافُ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وذَكَر العَوْدَقَة، وعَدَقَ بظَنِّه. وقالَ ما أَحْسب لذلك شَاهِداً من شِعْرٍ صَحِيح.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  العَوْدَق: طَوْقُ الكَلْبِ، وله شُعَبٌ أَيضاً، نقله ابنُ عَبّادٍ.

  [عذق]: العَذْقُ بالفَتحِ: النَّخْلَة بحَمْلِها عند أَهْلِ الحِجازِ، ومنه الحَدِيثُ: «فلم يَلْبَثْ أَنْ جاءَ أَبو الهَيْثَمِ يَحْمِلُ الماءَ في قِرْبة يَرْعَبُها، ثم رَقَا عَذْقاً له، فجاءَ بقِنْوٍ فيه زَهْوُ ورُطَبُه، فأَكَلُوا منه وشَرِبُوا من ماءِ الحَسْي». وفي حَديثٍ آخر: «لا والّذِي أَخْرَجَ العَذْقَ من الجَرِيمة» أَي: النَّخْلَةَ من النَّواةِ. وفي الصِّحاحِ: ومنه: «أَنَا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ، وجُذَيْلُها المُحَكَّك» وهو مُصَغَّر عَذْق، تَصْغِير تَعْظِيم.

  ج: أَعذُقٌ وعِذاقٌ كأَفْلُس وكِتابٍ. ومن الأَخِيرِ حَدِيثُ أَنَسٍ: «فرَدَّ رَسولُ اللهِ إِلى أُمِّي عِذاقَها» أَي: نَخَلاتِها.

  والعِذْقُ، بالكَسْرِ: الكِباسَة وهي القِنْو مِنْها وهي العُرْجُون بما فيهِ من الشَّمارِيخِ. ومنه الحَدِيثُ: «كَمْ من عِذْقٍ مُعَلَّق لأَبي الدَّحْداحِ في الجَنَّةِ» وفي حَدِيثِ عُمَر: «لا قَطْع في عِذْقٍ مُعَلَّق».

  والعِذْقُ: العُنقُودُ من العِنَبِ نَقَلَه اللَّيْثُ، أَو هو إِذا أُكِلَ ما عَلَيْه، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ ج: أَعذاقٌ وعُذوقٌ.

  وعِذْق⁣(⁣٣): أُطُمٌّ بالمَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسّلامِ لِبَنِي أُمَيَّة بنِ زَيْدٍ من الأَنْصارِ.

  ومن المَجازِ: العِذْقُ: العِزُّ. يقال: في بَنِي فُلانٍ عِذْقٌ كَهْلٌ، أَي: عِزُّ قدْ بَلَغ غايَتَه، وكذلك عِذْقٌ يانِعٌ. قال ابنُ مُقْبِل:

  وفي غَطَفَانَ عِذْقُ صِدْقٍ مُمَنَّعٌ ... على رَغْمِ أَقوامٍ من النَّاسِ يانِعُ

  وأَصلُه الكِباسَةُ إِذا أَيْنَعَت، ضُرِبَتْ مَثَلاً للعِزِّ القَدِيم.

  وقال اللَّيثُ: العِذْقُ من النَّباتِ: ذُو الأَغْصانِ. وكُلُّ غُصْنٍ له شُعَبٌ.

  وخُبراءُ العِذَقِ، كَعِنَب هكذا ضَبَطَه الأَصمَعِيُّ أَو مُحَرَّكة⁣(⁣٤): ع، بناحِيَة الصَّمَّانِ، كثِيرُ السِّدْرِ والمَاءِ. قال رُؤْبَةُ:

  للعِدِّ إِذْ أَخلَفَها ماءُ الطَّرَقْ ... من القَرِيَّيْنِ وخَبْراءِ العِذَقْ


(١) وفي التكملة أيضاً، والذي في الجمهرة ٣/ ٤٠٤ قالوا: عيد شوق وهي دويبة، زعموا وليس بثبت.

(٢) الجمهرة ٢/ ٢٧٨.

(٣) ضبطت بالقلم في التكملة بالفتح، وقيدها ياقوت كالقاموس بالكسر.

(٤) اقتصر ياقوت على فتح أوله وثانيه، ولم يحك كسر العين عذق وفي وفي خبراء ضبطه بالقلم بكسر ففتح.