[صبب]:
  وصَبَّ في الوَادِي: انْحَدَر وفي حديثِ الطَّوَافِ: «حَتَّى إِذَا انْصَبَّت قَدَمَاه في بَطْنِ الْوَادِي» أَي انْحَدَرَت(١) في السَّعْي. وفي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلَى بَدْر: «أَنَّه صَبَّ في ذَفِرَانَ». أَي مَضَى فِيهِ مُنْحَدِراً وَدَافِعاً، وهو مَوْضِعٌ عِنْدَ بَدْر.
  والصُّبَّةُ بالضَّمِّ: مَا صُبَّ مِنْ طَعَامٍ وغَيْرِهِ مُجْتَمِعاً كالصُّبِّ بغَيْر هَاء، ورُبَّمَا سُمِّي بِهِ. والصُّبَّةُ: بغَير هَاءِ، ورُبَّما سُمِّي بِهِ. والصُّبَّةُ: السُّفْرَةُ لأَنَّ الطَّعَامَ يُصَبُّ فِيهَا أَو شِبْهُهَا. وفي حَدِيث واثِلَةَ بْنِ الأَسْقَع في غَزْوة تَبُوك: «فخرجْتُ مَعَ خَيْر صَاحِب، زَادِي في صُبَّتي». ورُوِيَت «صِنَّتي» بالنُّونِ. وَهُمَا سَوَاء(٢).
  والصُّبَّةُ: السُّرْبَةُ أَي القِطْعَةُ من الخَيْل وفي بَعْض النُّسَخ السَّرِيَّة، وَهُوَ خَطَأٌ. قال:
  صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِرَاعاً ... وعَدِيٌّ كَمِثْلِ سيل المَضِيقِ
  والأَسْيَقُ(٣) «صُبَبٌ كاليَمَام» كَمَا في لِسَانِ العَرَبِ.
  والصُّبَّةُ: الصِّرْمَةُ مِنَ الإِبِل. والصُّبَّةُ: القِطْعَةُ: القِطْعَةُ مِنَ الغَنم.
  أَو الصُّبَّةُ من الإِبِل والغَنَم: ما بَيْنِ العِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِين والأَرْبَعِين. وقيل: مَا بَيْن العَشَرةِ إِلَى الأَرْبَعين.
  وفي الصَّحَاحِ عَنْ أَبِي زَيْد: الصُّبَّةُ من المَعِز: ما بَيْن العَشَرَةِ إِلَى الأَرْبَعِين. أَو هِيَ مِنَ الإِبِل: مَا دُونَ المائَة كالفِرْقِ مِنْ الْغَنَم في قَوْل مَنْ جَعَل الفِرْقَ مَا دُونَ المائَة.
  والفِزْرُ مِنَ الضَّأْنِ مِثْلُ الصُّبَّةِ من المِعْزَى. والصَّدْعَةُ نَحْوُهَا. وقَدْ يُقَالُ في الإِبِل. والصُّبَّةُ: الجَمَاعَةُ من النَّاس وَهُوَ أَصْلُ مَعْنَاها. واستِعْمَالُهَا في الإِبِل والغَنَم ونَحْوِهِمَا مَجَازٌ. وكذا قَوْلُهم: عِنْدِي مِنَ الْمَال(٤) صُبَّةٌ أَي القَلِيلُ من المَال كَذَا في الأَسَاسِ. ومَضَتْ صُبَّةٌ مِنَ اللَّيْل أَي طَائِفَةٌ. وفي حَدِيثِ شَقِيق قَال لإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ «أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكُم صُبَّتَانِ صُبَّتَان» أَي جَمَاعَتَانِ جَمَاعَتَان. وفي الحَدِيثِ: «[أَلَا هَلّ](٥) أَحَدٌ مِنْكُمْ أَن يَتَّخِذَ الصُّبَّةَ من الغَنَم» أَي جَمَاعَةً مِنْهَا، تشْبِيهاً بجَمَاعَة النَّاسِ. قال ابن الأَثير: وقد اخْتُلِفَ في عَدَدِهَا، فقِيلَ: مَا بَيْن العِشْرِينَ إِلَى الأَرْبَعِين من الضَّأْنِ والمَعِز، وقيل: من المَعِز خَاصَّة، وقِيلَ: من المَعِز خَاصة، نَحْوُ الخَمْسِين، وقِيل: ما بَيْن السِّتِّين إِلَى السَّبْعِين. قال: والصُّبَّةُ من الإِبِل نحوُ خَمسٍ أَو سِتٍّ. وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَر: «اشْتَريتُ صُبَّةً من غَنَم».
  والصُّبَّةُ: البَقِيَّةُ من المَاءِ واللَّبَن وغَيْرِهِما تَبْقَى في الإِنَاءِ والسِّقَاءِ وعن الفَرَّاءِ: الصُّبَّةُ، والشَّوْلُ، والغَرَضُ(٦): المَاءُ القَلِيلُ كالصُّبَابَة بالضَّمِّ أَي في المعنى الأَخير. قال الأَخطل في الصُّبَابَة:
  جَادَ القِلَالُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَة ... حَمْرَاءَ مِثْلِ شَخِيبَةِ الأَوْدَاجِ(٧)
  وفي حَدِيثِ عُتْبَة بْنِ غَزْوَان أَنَّه خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: «أَلَا إنَّ الدُّنْيَا قَد آذَنَت بصَرْم ووَلَّت حَذَّاءَ(٨) فلم يَبْقَ مِنْها إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ».
  حَذَّاءُ(٩) أَي مُسْرِعَة.
  وقال أَبُو عُبَيْد: الصُّبَابَةُ: البَقِيَّةُ اليَسِيرَةُ تَبْقَى في الإِنَاءِ مِنْ الشَّرَاب وإِذَا شَرِبَها الرَّجُلُ قال: تَصَابَبْتُ المَاءَ أَي شَرِبْتُ صَبَابَته أَي بَقِيَّتَه. وأَنْشَدَنَا شَيْخُنا العَلّامَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَر الحُسَيْنِيّ في كدف البِطَاح من قُرَى زَبِيد لأَبي القَاسِم الحَرِيرِيّ:
  تَبًّا لِطَالِب دُنْيا ... ثَنَى إِلَيْها انْصِبَابه
  ما يَسْتَفِيق غَرَاماً ... بِهَا وفَرْطَ صَبَابَه
(١) في اللسان: «انحدرتا» وفي النهاية: «انحدرت في المسعى».
(٢) قال ابن الأثير: الصبة الجماعة من الناس، وقيل هي شيء يشبه السفرة. قال: يريد كنت آكل مع الرفقة الذين صحبتهم، وفي السفرة التي كانوا يأكلون منها.
وقيل الصنة هي شبه السلة يوضع فيها الطعام.
(٣) عن اللسان، وبالأصل «الأسبق».
(٤) في المطبوعة الكويتية «الماء» تصحيف. وعبارة الأساس: ورأيت عندة صبة من الدراهم ... وهي القطعة».
(٥) زيادة عن النهاية.
(٦) بالأصل «بجماعة من الناس» وما أثبتناه عن النهاية.
(٧) في اللسان: «الغَرضُ» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله والغرض كذا بخطه ولعله البرض، ففي الصماح: ماء برض أي قليل» وأشار إلى ذلك بهامش اللسان أيضاً.
(٨) بالأصل «شخينة» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله شخينة كذا بخطه ولعل الصواب شخيبة (وهو ما أثبتناه) بالباء، ففي القاموس أن الشخب بالفتح الدم ..».
(٩) عن اللسان، وبالأصل «حذا».