تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع القاف

صفحة 331 - الجزء 13

  وعارِقٌ: لَقَبُ قَيْسِ بن جِرْوَةَ الأَجَئيّ⁣(⁣١) الطَّائِيّ، لُقِّبَ بذلك لقَوْله:

  فإِنْ لم نُغَيِّر بَعْضَ ما قد صَنَعْتُمُ ... لأَنتَحِيَنَّ العَظْمَ ذُو أَنَا عارِقُهْ

  ويُرْوَى: «فإِن لم تُغَيِّر بَعْضَ» ويُروَى: «لأنتحِيَنْ لِلْعَظْمِ» وذُو بِمَعْنى الّذي في لُغَتِهم.

  والأَعراق: ع. نقله صاحِبُ اللّسان وغيرُه، وقد أَهمَلَه ياقُوت في مُعْجَمِه.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَعْرَقْتُ الفرسَ وعَرَّقْتُه: أَجْرَيْتُه لِيَعْرَق، وفرسٌ ومُعْرَق: إِذا كانَ مُضَمَّراً يُقالُ: عَرِّقْ فَرَسَكَ تَعْرِيقاً، أَي: أَجْرِه حَتَّى يَعْرَق ويَضْمُرَ، ويَذْهبَ رَهَلُ لَحْمِه.

  ومَعارِقُ الرَّمْلِ: آباطُه على التَّشْبِيه بمَعارِقِ الحَيَوان.

  والعَربُ تَقولُ: إِنَّ فُلاناً لمُعْرَقٌ له في الكَرَم، وقد عَرَّق فيهِ أَعمامُه وأَخوالُه، كأَعْرَقَ. وإِنّه لَمَعْرُوقٌ له في الكَرَم على تَوَهُّم حَذْفِ الزائِد.

  والعَرِيقُ من الخَيْلِ: الذي له عِرْقٌ في الكَرَم. وغُلامٌ عَرِيقٌ: نَحِيفُ الجِسْم، خَفِيفُ الرُّوح.

  والعُرُق، بضَمَّتَيْنِ: أَهلُ السَّلامةِ في الدِّين، عن ابنِ الأَعرابي.

  وعَرَّقَ الشَّجرُ وتَعرَّقَ: امتدَّت عُروقُه في الأَرض، كما في المُحْكَمِ والعُباب. وكذلك اعْتَرق.

  واستَعْرق: إِذا ضَرَب بعُرُوقه في الأَرضِ، كما في الأَساس.

  وعُروقُ الأَرْضِ: شَحْمَتُها، وأَيضاً مَناتِحُ ثَراها.

  وقولُ امرئ القَيْسِ:

  إِلى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُروقِي⁣(⁣٢)

  قِيل: يَعنِي بعِرْقِ الثَّرَى إِسماعيلَ بنَ إِبراهيم @.

  ويُقال فيه: عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلُوحَةٍ، أَي: شَيْء يَسِير.

  واستَعْرَقَت إِبِلُكُم: أَتَت العِرْق، وهي السَّبَخَة تُنْبِتُ الشَّجرَ، قاله أَبو حَنِيفة.

  وقال أَبو زَيْدٍ: استَعْرَقَت الإِبِلُ: إِذا رَعَت قُربَ البَحْرِ.

  وكُلُّ ما اتَّصَل بالبَحْرِ من مَرْعًى فهو عِراقٌ.

  وعَمِل رجلٌ عَمَلاً، فقالَ له بَعضُ أَصْحابِه: عَرَّقْت فبَرَّقْت. فمعنَى بَرَّقْت لَوَّحْت بشيءٍ لا مِصْداقَ له، ومعنَى عَرَّقْت: قَلَّلْت.

  وفي النَّوادِر: تركت الحَقَّ مُعْرِقاً وصَادِحاً وسانِحاً، أَي: لائِحاً بَيِّناً.

  ويُقال: ما هو عِنْدِي بعِرْق مَضِنَّة، أَي: ما له قَدْر، والمَعْروفُ عِلْق مَضَنَّةٍ، إِنما يُسْتَعْمل في الجَحْدِ وَحدَه. قال ابنُ الأَعرابِيّ: هما بِمَعْنًى واحد. يُقال ذلِك لِكُلِّ ما أَحَبَّه.

  واعتَرقَ العَظْمَ، مثل تَعَرَّقَه: أَكل مَا عَليه.

  وتَعَرَّقَتْه الخُطُوبُ: أَخذَت منه، وأَنْشد سِيبَوَيْهُ:

  إِذا بَعضُ السِّنينَ تَعَرَّقتْنَا ... كَفَى الأَيْتامَ فَقْدَ أَبِي اليَتِيمِ

  أَنَّثَ لأَنَّ بَعْضَ السّنِين سِنُون، كما قالُوا: ذَهَبَتْ بعَضُ أَصابِعِه.

  والعَرْقَة، بالفَتْحِ: الفِدْرَةُ من اللَّحْمِ.

  والمِعْرَقُ، كمِنْبَرٍ: حَدِيدةٌ يُبْرَى بِها العُراقُ من العِظامِ.

  يُقالُ: عَرَقْتُ مَا عَلَيْهِ من اللَّحْمِ بمِعْرَقٍ، أَي: بشَفْرة.

  وأَعْرَقَه عِرْقاً: أَعْطاه إِيّاه، ويُقال: ما أَعْرَقْتُه شَيْئاً، وما عَرَّقْتُه، أَي: ما أَعْطَيْتُه. وأَنْشَد ثَعْلَبٌ: أَيَّام أَعرقَ بِي عامُ المَعاصِيمِ

  فَسَّره فقالَ مَعْناه: ذَهَبَ بلَحْمِي. قال⁣(⁣٣): وقال: «عَامُ المعاصِيمِ» ضَرُورَةً.

  وقال أَبو عَمْرو: العِراقُ كَكِتابٍ: تَقارُب الخَرْزِ، يُضرَبُ مَثَلاً للأَمْرِ، يُقال: لأَمْره عِراقٌ: إِذا اسْتَوى.


(١) بالأصل «الأجاتي» وما أثبتاه الصواب، فالشاعر عارق الطائي ينسب إلى أجأ، أحد جبلي طيئ، والنسبة إليه أجئيّ بوزن أجَعِيّ، قاله ياقوت في المعجم.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٧٢ وعجزه فيه:

وهذا الموتُ يسلبني شبابي

وبهامشه: عرق الثرى: آدم لأنه أصل البشر.

(٣) القائل ابن سيده كما يفهم من عبارة اللسان.