تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عسبق]:

صفحة 333 - الجزء 13

  والعَزِقُ كَكَتِفٍ: العَسِرُ الخُلُق كالمُتَعَزِّق. يُقال: رجُلٌ عَزِقٌ ومُتَعَزِّقٌ. فيه شِدَّةٌ وبُخْل وعَسَرٌ في خُلُقِه، قاله اللَّيثُ. ويُقال: هو عَزِق زَنِقٌ زَعِقٌ نَزِقٌ.

  وقال ابنُ فارِس: العَيْن والزَّاي والقَافُ لَيْسَ فيهِ كَلام أَصْلٌ، وذكرَ العَزِقَ، والمُتَعَزِّق، وبَيْتاً أَنشدَه ابنُ دُرَيْدٍ، ثم قال: وكُلُّ هذا في الضَّعْفِ قَرِيبٌ بَعضُه من بَعْض. قالَ: وأَعجَبُ منه اللُّغَةُ اليَمانِيَّةُ التي يُدَلِّسُها أَبو بكرٍ الدُّرَيْدِيّ، قال: ولا نَقُول تَمَنّياً إِلَّا جَمِيلاً، ¤ أَجمعين.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رجلٌ عَزْوَقٌ، كجَرْولٍ: بَخِيل مُتَعَسِّرٌ.

  والعَزْوَقَة: التَّقَبُّض.

  وأَرضٌ مَعْزُوقَةٌ: شُقَّتْ لِلزِّراعة.

  وعَزَقَها عَزْقاً: حَفَرها حتَّى خَرَج المَاءُ منها.

  وأَعْزَقَ: عَمِل بالمِعْزَقة. وفي الحَدِيث: «لا تَعْزِقُوا» أَي: لا تَقْطَعُوا.

  وعزَّقتُ القَومَ تَعْزيقاً: إِذا هَزَمْتَهم وقَتَلْتَهم.

  والعَزْق: كنايةٌ عن الأَكل، مولدة.

  [عسبق]: العِسْبِقُ، كزِبْرِج أَهمله الجَوْهَري. وقال ابنُ دُرَيدٍ: شَجَرٌ مُرُّ الطَّعْمِ. وقالَ غيرُه: [طوله]⁣(⁣١) مِثلُ قِعْدَةِ الرَّجُلِ تُداوَى به الجِرَاحَاتُ ولم يَذْكُره الدِّينَوَرِيّ أَيضاً.

  [عسق]: عَسِق به، كَفرِح عَسَقاً: لَصِق به ولَزِمَه.

  ويقال: أُولِع به، كما في الصِّحاح.

  ويُقال: عَسِقَ عليه⁣(⁣٢) جُعَلُ فُلانٍ: إِذا أَلَحَّ عليه فِيمَا يَطْلُبه به، وفي اللِّسانِ: فيما يُطالِبُه كتَعسَّقَ بِهِ في الكُلِّ.

  قال رُؤْبةُ:

  إِلْفاً وحُبّاً طَالَما تَعسَّقَا

  وعَسِقت النَّاقةُ على الفَحْلِ ونصُّ الخليلِ فيما نقلَه الجوهريُّ «بالفَحْل»: إِذا أَرَبَّتْ عليه، وكذلِكَ الحِمارُ بالأَتان. قالَ رُؤْبَةُ:

  فعَفَّ عن أَسْرارِها بَعْدَ العَسَقْ

  ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ

  والعَسَق محركة: الالْتِواءُ وعُسْر الخُلُق وضِيقُه. يُقالُ: في خُلُقِهِ عَسَقٌ: أَي الْتِواءٌ، هذا إِذا وُصِف بسُوءِ الخُلُق وضِيقِ المُعامَلَة.

  والعَسَقُ: الظُّلْمَة مثل الغَسَق عن ثَعْلبٍ، وأَنْشَدَ:

  إِنا لَنَسْمو للعَدُوِّ حَنَقاً ... بالخيل أَكْداساً تُثِير عَسَقَا

  كَنَى بالعَسَق عن ظُلْمةِ الغُبارِ.

  والعَسَق: العُرجُون الرَّدِيء قالَه اللَّيثُ، وهي لُغةُ بَنِي أَسَد.

  وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: العُسُق بضَمَّتَيْن: عَراجِينُ النَّخّلِ.

  قالَ: والعُسُق: المُتَشَدِّدُون على غُرَمَائِهم في التَّقَاضِي.

  قال: والعُسُق: اللَّقَّاحُونَ.

  وقالَ أَبو حَنِيفة العَسِيقَة⁣(⁣٣)، كسَفِينة: شَرابٌ رَدِيءٌ كَثِيرُ المَاءِ.

  وفي المُحْكَم: فأَمَّا قَولُ سُحَيْم:

  فلو كُنتُ وَرْداً لَوْنُهُ لعَسِقْنَنِي ... ولكنَّ رَبِّي شانَنِي بسَوادِيَا⁣(⁣٤)

  فليسَ بشَيْءٍ، إِنَّما قَلَب الشينَ سِيناً لسَوادِه، وضعْفِ عبارَتِه عن الشِّينِ، ولَيْس ذلِك بلُغَة، إِنَّما هو كاللَّثغ.

  قال صاحِبُ اللّسانِ: هذا قَولُ ابن سِيدَه، والعَجَب منه كَونُه لم يَعْتَذِر عن سائِر كَلِماتِه بالشِّين، وعن شانَنِي في البَيْتِ نَفْسِه، أَو يَجْعَلْها من عَسِقَ به، أَي: لَزِمَه. قالَ: ومن المُمْكِن أَن يَكُونَ | تَركَ الاعْتِذارَ عن كَلِماتِه بالشِّينِ عن لَفْظَةِ شانَنِي في البَيْتِ؛ لأَنَّها لا مَعْنى لها، واعتَذَرَ عن لَفْظَة عَسِقْتَنِي لإِلْمامِها بِمَعْنى لَزِق ولَزِم.

  فأَرادَ أَن يُعْلِمَ أَنه لم يَقْصِدْ هذا المَعْنَى، وإِنَّما هو قَصَدَ العِشْقَ لا غَيْر، وإِنما عُجْمَتُه وسَوادُه أَنْطَقَاه بالسِّين في مَوْضِعِ الشِّين، والله أَعْلَم.


(١) زيادة عن التكملة.

(٢) في التهذيب واللسان «بي».

(٣) في اللسان: العَسَقُ.

(٤) ديوانه ص ٢٦ برواية «لعشقنني» والمثبت كرواية اللسان.