تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد المهملة

صفحة 139 - الجزء 2

  الجمر⁣(⁣١) ذلك اليوم. قال الأَزْهَرِيُّ: وقَوْلُ أَبي زَيْدٍ أَحَبُّ إِلَيّ.

  ويقال: تَصَبْصَبَ أَي مَضَى وذَهَب. وتَصَبْصَبَ القَوْمُ إِذَا تَفَرَّقُوا. وقال الفَرَّاءُ: تَصَبْصَبَ مَا فِي سِقَائِكَ أَي قَلَّ.

  والصَّبْصَابُ بالفَتْح: الغَلِيظُ الشَّدِيدُ، كالصَّبْصَبِ كجَعْفَرٍ.

  والصُّبَاصِبِ كعُلَابِطٍ. يُقَالُ: بَعِيرٌ صَبْصَبٌ وصُباصِبٌ⁣(⁣٢).

  قال:

  أَعْيَسُ مَضْبُورُ القَرا صُبَاصِبُ

  والصَّبْصَابُ: ما بَقِيَ مِن الشَّيْءِ. وقال المرَّار:

  تَظَلُّ نِسَاءُ بَنِي عَامِرٍ ... تَتَبَّعُ صَبْصَابَه كُلَّ عَام

  أَو ما صُبَّ مِنْهُ، الضَّمِير رَاجِعٌ للشَّيْءِ والمُرَادُ بِهِ السِّقاءُ كَمَا هُوَ في المحكَمِ وغَيْرِه.

  وقَرَبٌ صَبْصَابٌ: شَدِيدٌ وخِمسٌ بالكَسْرِ صَبْصَابٌ مِثْل بَصْبَاص. وعن الأَصْمَعِيّ: خِمْسٌ صَبْصَابٌ وبَصْبَاصٌ وحَصْحَاص كُلُّ هَذَا: الشَّيْرُ الذي ليست فيه وَتِيرةٌ⁣(⁣٢) ولا فُتُور. وقد أَحَالَ المُؤَلِّفُ عَلَى الصَّادِ المُهْمَلَة ولا قُصُورَ في كَلَامه كَمَا تَرى كَمَا زَعَمه شَيْخُنا.

  ومِمَّا بَقِي عَلَى المُؤَلِّف مِنْ ضَرُورِيَّات المَادَّة.

  قَوْلُهم مِنَ الْمَجَاز: صُبَّ رِجْلا فُلَان في القَيْدِ، إِذَا قُيِّدَ.

  قال الفَرَزْدَقُ:

  ومَا صَبَّ رِجْلِي في حدِيدِ مُجَاشع ... مع القَدْرِ إِلَّا حَاجَةٌ لي أُرِيدُها

  ذكَرَه ابْنُ مَنْظُورِ والزَّمَخْشَرِيّ.

  ومن المَجَازِ أَيْضاً: صَبَّ ذُؤَالَةُ عَلَى غَنَم فُلَانٍ. إِذَا عَاثَ فيها. وصَبَّ اللهُ عَلَيْهم سَوْطَ عَذَاب⁣(⁣٣) إِذَا عَذّبهم. وكَذَا صَبّ اللهُ عَلَيْه صَاعِقَةً. ومن المَجَازِ أَيْضاً: ضَرَبَه مائَةً فَصَبّاً، مُنَوَّن، أَيْ فَدُونَ ذَلِكَ ومائَةً فَصَاعِداً أَي مَا فَوْقَ ذَلِك. وقِيلَ صَبّاً مثْل صَاعِداً. يُقَالُ: صُبَّ عَلَيْه البَلَاءُ مِنْ صَبِّ أَي مِنْ فَوْق، كَذَا في الأَسَاسِ.

  وفي لسان العرب عن ابن الأَعْرَابِيّ: ضَرَبه ضَرْباً صَبّاً وحَدْراً، إذا ضَرَبَه بحَدِّ السَّيْفِ.

  ومن المجاز أَيْضاً: صببت⁣(⁣٤) الحية على الملدوغ، إذا ارتفعت فانْصَبَّت عَلَيْه من فَوْق. وهو يصَبُّ إلى الخَيْر.

  وصَبَّ [عليه]⁣(⁣٥) دِرْعَه: لَبِسَها. وانْصَبَّ البَازِي عَلَى الصَّيْد.

  وتَحَسَّوْا⁣(⁣٦) صُبَابَاتِ الْكَرَى. كُلُّ ذَلِكَ في الأَسَاس، وبَعْضُه في لِسَانِ العَرَب.

  وفي التَّهْذِيبِ في حَدِيثِ الصَّلاة: «لم يَصُبَّ رَأْسَه» أَي يُمِلْهُ⁣(⁣٧) إِلَى أَسْفَل. وفي حَدِيث أُسَامَة: «فجعل يَرْفَعُ يَدَه إِلَى السَّمَاءِ ثم يَصُبُّها⁣(⁣٨) عَلَيَّ، أَعْرِف أَنَّه يَدْعُو لِي».

  وفِي لِسَانِ العَرَب عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: وقَد يَكُونُ الصَّبُّ جمع صَبُوبٍ أَوْ صَابٍّ⁣(⁣٩). قال الأَزْهَرِيّ، وقَالَ غَيْرُه: لا يَكُون صَبٌّ جَمْعاً لصَابّ أَو صَبُوب إِنَّمَا جَمْعُ صَابٍّ أَوْ صَبُوبٍ صُبُبٌ، كَمَا يُقَالُ: شَاةٌ عَزُوزٌ وعزُزٌ وَجَدُودٌ وجُدُدٌ.

  وفِيهِ أَيْضاً في حَدِيثِ بَرِيرَةَ [قالت لها عائشة ®]⁣(⁣١٠): «إنْ أَحَبَ أَهْلُك أَنْ أَصُبَّ لَهُم ثَمَنَك صَبَّةً وَاحِدَةً» أَي دَفْعَةً وَاحِدَةً من صَب السَاءَ يَصُبُّه صَبّاً إِذا أَفْرَغَه. وَمِنْهُ صِفَةُ عَلِيٍّ لأَبِي بَكْرٍ ® حِينَ مات: «كُنْتَ عَلَى الكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً».

  هو مَصْدَر بمَعْنَى الفَاعِل أَوِ المَفْعُول.

  وماءٌ صَبٌّ كَقَوْلك: مَاء سَكْبٌ، ومَاءٌ غَوْرٌ. قال دُكَيْنُ بْنُ رَجَاء:


(١) في اللسان: «الحر» وأشار إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٢) عن اللسان، وبالأصل: «وصبصاب».

(٣) في اللسان: «عذابِه».

(٤) كذا بالأصل، وفي اللسان: «وصبّت الحية عليه» وفي الأساس: «انصبت».

(٥) زيادة عن الأساس.

(٦) عن الأساس، وبالأصل «وتحسنوا».

(٧) كذا بالأصل والنهاية، وفي اللسان «يُميِّلْه».

(٨) عن النهاية، وفي الأصل «يصببها».

(٩) عبارة اللسان: «وقال هي جمع صبوب أو صاب» وأشار بهامشه إلى سقط ظاهر في العبارة، وأشار إلى عبارة الشارح عن اللسان.

(١٠) زيادة عن النهاية.