تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عهق]:

صفحة 369 - الجزء 13

  وصاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ ... خَطْباءُ وَرْقاءُ السَّراةِ عَوْهَقُ⁣(⁣١)

  وقال آخرُ يصِف قَوْساً:

  إِنَّكَ لو شاهَدْتَنا بالأَبْرَقِ ... يوم نُصافِي كُلَّ عَضْبٍ مِخْفَقِ

  وكلَّ صَفْراءَ طَرُوحٍ عَوْهَقِ

  وزَعَم الخَلِيلُ أَنَّ العَوْهَقَ: اسم فَحْل كانَ في الزَّمَنِ الأَول تُنْسَبُ إِليه كرائِمُ النَّجائِبِ. وأَنشَدَ لرُؤْبَة في وَصْفِ ناقَة:

  جاذَبْتُ أَعلاه بعَنْسٍ دَمْشَقِ ... خَطَّارةٍ مثل الفَنِيقِ المُحْنَقِ

  قَرْواءَ فيها من بَناتِ العَوْهَق ... ضَرْبٌ وتصْفِيحٌ كصَفْحِ الرَّوْنَقِ⁣(⁣٢)

  والعَوْهَق: الثَّورُ الذي لَونُه إِلى السَّواد ما يكون، وبه فُسّر قَولُ مَعْروف بن عبدِ الرَّحمن الأَسدِيّ:

  يَتْبَعْنَ خَرْقاءَ كلَوْنِ العَوْهَقِ⁣(⁣٣) ... بهِنَّ جِنٌّ وبِها كالأَوْلَقِ

  لاحِقَةَ الرَّحْلِ عَتُود المَرْفِق

  قلت: ويُنْسَبُ أَيضاً إِلى سَالِمِ بن قَحْفانَ، وأَنْشَدَه شَمِرٌ، فقال: «بَيُون المَرْفِقِ». وقِيلَ: العَوْهَق في قولِه هذا هو الخَطَّافُ الجَبَلِيّ الأَسودِ.

  وقال ابنُ الأَعرابيّ: الغَفَقَةُ: العَواهِقِ؛ وهي الخَطاطِيفُ الجَبَلِيّة.

  ويقال: هو الغُرابُ الأَسْوَدُ.

  ويُقال: هو اللَّازْوَرْد الذي يُصْبَغُ به أَو صِبْغٌ يُشْبِهُه قاله ابنُ دُرَيد⁣(⁣٤) وابنُ خَالَوَيْهِ.

  ويُقال: لَونٌ كلَوْن السَّماءِ مُشَربٌ سَواداً قاله اللَّيث. ويقال: هو البَعِيرُ الأَسْوَدُ.

  والجَسِيمُ.

  وقيلَ لأَعرابِيّ من بَنِي سليم: ما العَوْهَقُ؟ فقالَ.

  الطّوِيلُ من الرُّبْذِ، وأَنْشَدَ:

  كأَنَّنِي ضَمَّنْتُ هِقْلا عَوْهَقَا ... أَقْتادَ رَحْلِي، أَو كُدُرًّا مُحنِقا

  وهذه الأَقوالُ كُلُّها نَقَلها الجَوْهَرِيُّ، ما عَدَا الذي نَقَلناه عن ابنِ دُرَيدٍ واللَّيْثِ.

  والعَوْهَق: خِيارُ النَّبْع ولُبابُه. وبه فُسِّرَ قَولُ الراجزِ المُتَقدِّمُ:

  وكُلَّ صَفْراءَ وطَروحٍ عَوْهَقِ

  قال: وكذا فَسَّرَه يَعْقُوبُ.

  وقالَ ابنُ فارسٍ: عَوْهَق: اسم رَوْضَة، وأَنشَدَ لابْنِ هَرْمةَ:

  فكأَنَّما طُرِقَتْ بِرَيَّا رَوْضةٍ ... من رَوْضِ عَوْهقَ طَلَّةٍ مِعْشابِ

  وقال اللَّيث: العَوْهَقَان: كَوْكَبَان إِلى جَنْبِ الفَرْقَدَيْن على نَسَقٍ، طَرِيقَا هُما⁣(⁣٥) مِمَّا يَلِي القُطْبَ، وأَنشد:

  بحَيْثُ بارَى الفَرْقَدان العَوْهَقا ... عند مَسَكِّ القُطْب حيث اسْتَوْسقَا

  وقيل: هما كَوْكَبان يَتقَدَّمان بَناتِ نَعْش.

  قال: والعَيْهَقُ: عَيْهَقَة النَّشَاط والاسْتِنَان، وأَنشَد:

  إِن لِرَيْعانِ الشَّبابِ عَيْهَقَا

  قال الأَزْهَرِيُّ: الذي سَمِعناه من الثّقاتِ الغَيْهَق⁣(⁣٦)، بالغَيْن المُعْجَمة، بمَعْنى النَّشاطِ، وأَنْشَدَ:

  كأَنَّ ما بِي من إِرانِي أَوْلَقُ ... وللشَّبابِ شِرَّةٌ وغَيْهَقُ⁣(⁣٧)

  قالَ: هذا هو المَحْفُوظُ الصَّحِيح. وأَما العَيْنُ المُهْمَلةُ


(١) فيما ينسب له مجموع أشعار العرب. قال الصاغاني في التكملة: وليس الرجز له.

(٢) من فائت ديوانه، وانظر الصحاح واللسان والتكملة والتهذيب.

(٣) في اللسان «يتبعن ورقاء» وفي رواية: يتبعن سوداء.

(٤) انظر الجمهرة ٣/ ١٣٥.

(٥) في اللسان والتكملة: «طريقهما» وفي التهذيب: «طريقتهما».

(٦) في التهذيب: «الغيهقة» وعن أبي عبيدة الغيهق.

(٧) الإران بالكسر: النشاط.