تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غلق]:

صفحة 382 - الجزء 13

  الغَلْفَق من النِّساءِ: الرَّطْبَةُ الهَنِ.

  والغَلْفَقِيقُ: الدَّاهِيَةُ: وقِيلَ: السَّرِيعُ، مَثَّل بهِ سِيبَوَيْهٌ، وفَسَّره السِّيرافِيُّ.

  ودَلْوٌ غَلْفَقٌ: كَبِيرةٌ.

  [غلق]: الغَلْقَةُ بالفَتْح، وهو الأَكْثَرُ، كذا سَمِعَهُ أَبو حَنِيفَةَ، عن البَكْرِيّ⁣(⁣١) ويُكْسَرُ كذا سَمِعَهُ عن أَعرابيٍّ من ربيعةَ.

  ويُقال: غَلْقَى كسَكْرَى عنْ غيرِ أَبي حَنِيفةَ: شُجَيْرة⁣(⁣٢) تُشْبِهُ العِظْلِم مُرَّةٌ جدّاً، لا يأَكُلُها شَيْءٌ، تُجَفَّف، ثم تُدَقُّ، وتُضْرَبُ بالماءِ، وتُنْقعُ فيها الجُلُودُ، فلا يَبْقَى عليها شَعْرَة ولا وَبَرَةٌ إِلَّا أَنْقَتْها مِنها، وذلك إِذا أَرادُوا طَرْح الجُلودِ في الدِّباغِ، بَقَرِيَّةً كانَتْ أَو غَنَمِيَّةً، أَو غيرَ ذلِكَ، وهي تُدَقُّ وتُحْمَلُ في البِلادِ لهذا الشَّأْن، تَكونُ بالحِجازِ وتِهامَةَ. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُعْطِن بِها أَهْلُ الطّائِف. وقال أَبو حَنِيفَةَ: وهي شجَرَةٌ لا تُطاقُ حِدَّةً، يَتَوَقَّعُ⁣(⁣٣) جانِيها على عَيْنَيْه من بُخارِها أَو مائِها غايَةٌ للدِّباغِ. وقالَ اللَّيْثُ: وهي سُمُّ يُغْلَثُ بوَرَقِها للذِّئابِ والكِلابِ فيَقْتُلها، ويُدْبَغُ بها أَيضاً. قال مُزرِّدٌ: هكَذا نَسبَه الأَزهرِيّ له، وقيل للمَرَّار:

  جَرِبْنَ فلا يُهْنَأْنَ إِلا بِغَلْقَةٍ ... عَطِينٍ وأَبوالِ النِّساءِ القَواعِدِ⁣(⁣٤)

  قال أَبو حَنِيفَةَ: والحَبَشَة تَسُمُّ بها السِّلاحَ، وذلِك أَنَّهُم يَطبُخُونَها ثم يَطْلُون بمائِها السِّلاح، فيَقْتُل مَن أَصابَه.

  وإِهابٌ مَغْلُوقٌ دُبِغَ به. وقال ابنُ السِّكِّيتِ: إِذا جَعَلْتَ فيه الغَلْقة حين يُعْطَنُ، كما في الصحاح.

  وغَلَقَ البَابَ يَغْلِقُه من حَدِّ ضَرَب غَلْقاً، نَقلَها ابنُ دُرَيد، وعَزاها إِلى أَبي زَيْدٍ: لُثْغَةٌ أَو لُغَيَّة رَدِيئَةٌ مَتْروكة في أَغْلَقَه فهو مُغْلَقٌ، أَو نادِرَة، وقد جاءَ ذلك في قَوْلِ الشّاعِرِ:

  لَعِرْضٌ من الأَعراضِ تُمْسِي حَمامُهُ ... وتُضْحِى على أَفْنانِه الغِيدِ تَهْتِفُ

  أَحَبُّ إِلى قَلبِي من الدِّيكِ رَنّةً ... وبابٍ إِذا ما مَالَ للغَلْقِ يَصرِفُ

  وهي لُغَة مَتْرُوكَة، كما قالَه الجَوْهَرِيُّ. قال أَبو الأَسْوَدِ الدُّؤَليُّ:

  ولا أَقولُ لِقدْرِ القَوْمِ قد غَلِيَتْ ... ولا أَقُولُ لبابِ الدّارِ مَغْلُوقُ

  لكن أَقولُ لِبابِي مُغْلَقٌ، وغَلَت ... قِدْرِي وقابَلَها دَنٌّ وإِبْرِيقُ

  وأَما غَلَّقَ⁣(⁣٥) البابَ فهي لُغَة فَصِيحة. ورُبَّما قالُوا: أَغْلَقْتُ الأَبوابَ، يُراد بها التَّكْثِير، نقله سِيبَوَيهٌ، قالَ: وهو عَرَبِيٌّ جَيّدٌ. وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ للفرَزْدَقِ:

  ما زلتُ أَفتَحُ أَبْواباً وأُغْلِقُها ... حَتّى أَتَيْتُ أَبَا عَمْروِ بنَ عَمَّارِ

  قال أَبو حاتِمٍ السِّجِسْتاني: يُرِيدُ أَبَا عَمْروِ بنَ العَلاءِ.

  وغَلَق في الأَرْضِ يَغلِق غَلْقاً، مثل: فَلَق يَفلِق فَلْقاً: أَمْعَنَ فيها، عن ابنِ عَبَّادٍ، وهو مجاز.

  ورَجُل غَلْق أَو جَمَل غَلْق، بالفَتْح فيهِما، أَي: كَبِيرٌ أَعجَفُ، وكذلك جَمَل غَلْقة: إِذا هُزِلَ وكبر. ونَصُّ النَّوادِر: شيخٌ غَلْق.

  أَو رجل غَلْق، أَي: أَحْمَرُ، وكذلك سِقاءٌ غَلْق، وأَدَمٌ غَلْق، نَقَلَه ابنُ عَبّاد.

  ويُقال: بابٌ غُلُق، بضَمَّتَيْنِ أَي: مُغْلَق، وهو فُعُلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ، مثل: قارُورةٌ فُتُحٌ، وبابٌ فُتُحٌ: واسِع ضَخْم، وجِذْع قُطُل.

  والغَلَقُ بالتَّحْرِيكِ: المِغْلاقُ، وهو ما يُغْلَقُ بهِ البَابُ وهو المِرْتاج أَيضاً: قال الراغِبُ: وقِيلَ: ما يُفْتَح بهِ، لكن إِذا عُبِّرَ بالإِغلاقِ يُقال: مِغْلَق، ومِغْلاق، وإِذا عُبِّر بالفتحِ، يُقال: مِفْتَحٌ ومِفْتاح. كالمُغْلُوقِ بالضم. نَقَله الجوهريُّ وضَبَطَه، وأَهْمَل المُصَنِّفُ ضَبْطَه، فاقْتَضَى اصْطِلاحُه فَتْحَ الميم، مع أَنَّ هذهِ من جُمْلَةِ النّوادِر التي تَقدَّم ذِكْرُها في «ع ل ق» فكان واجبَ الضَّبطِ، كما لا يَخْفَى.

  والمِغْلَقُ، كمِنْبَر: سَهْمٌ في المَيْسِرِ، أَو هو السَّهْم


(١) في اللسان عن ابن السكيت: عن البكري وغيره.

(٢) في اللسان: شجرة.

(٣) كذا بالأصل وهو خطأ وفي البنات لأبي حنيفة رقم ٤٠٢ يتوقّى.

(٤) البنات ونسبه للمرار، واللسان نسبه للمرار وفي التهذيب نسبه لمزرد.

(٥) ضبطت عن الصحاح بالتشديد، قال سيبويه شدد للكثرة.