تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع القاف

صفحة 384 - الجزء 13

  وغَلَّاقٌ كشَدَّادٍ: رَجُلٌ من بَنِي تَمِيم، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقال غيرُه: هو أَبو⁣(⁣١) حَيٍّ، وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابيّ:

  إِذا تَجَلَّيتَ غَلَّاقاً لتَعرِفَها ... لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقِها الكُتُبُ

  إِنّي وأَتْيَ ابْنِ غَلَّاقٍ ليَقْرِيَنِي ... كغابِطِ الكَلْب يَرْجُو الطِّرقَ في الذَّنَبِ⁣(⁣٢)

  وأَيضاً: شَاعِر، وهو غَلَّاقُ بنُ مَرْوانَ بنِ الحَكَمِ بنِ زِنْباعٍ، له أَشعارٌ جَيِّدة، أَورَدَه المَرزُبانيّ، ولكنه ضَبَطه بالعَيْن المُهْمَلة.

  وخالِدُ بنُ غَلَّاق: مُحَدِّثٌ وهو شيخٌ للجُرَيْرِيّ أَو هُوَ بالمُهْمَلَة، وقد أَشَرْنا إِليه، وذَكَره الحافظُ بالوجهينِ.

  وعَيْنُ غَلَاقِ، كقَطَامِ: ع نَقَله الصّاغانِيّ.

  وغَوْلَقَان: ة بمَرْوَ نَقَلَه الصاغانِي.

  والإِغْلاقُ: الإِكْراهُ قال ابن الأَعرابِيّ: أَغْلَقَ زيدٌ عَمْراً عَلى شَيْءٍ يَفْعَله: إِذا أَكْرَهَه عليه. وفي الحَدِيث: «لا طَلاقَ ولا عِتَاقَ في إِغْلاق» أَي: في إِكْراهٍ، لأَنَّ المُغْلَق مُكرَهٌ عليه في أَمْرِه ومُضَيَّقٌ عليه في تَصرُّفه، كأَنّه يُغْلَق عليه البابُ، ويُحبَس، ويُضيَّق عليه حتى يُطَلِّقَ.

  والإِغلاقُ: ضِدُّ الفَتْح. يُقالُ: فَتَحَ بابَه وأَغْلَقَه، وقد تَقَدَّم شاهِدُه والاسمُ الغَلْقُ بالفَتْحِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وتقدَّم شاهِدُه.

  والإِغلاقُ: إِدبارُ ظَهْرِ البَعِيرِ بالأَحْمالِ المُثْقَلَة. ومنه حديثُ جابِرٍ ¥: «شَفاعةُ رسولِ الله لِمَنْ أَوْثَقَ نفسَه، وأَغلَقَ ظَهْرَه». شَبَّه الذُّنُوبَ التي أَثْقَلَتْ ظَهرَ الإِنسانِ بثِقَلِ حِمْلِ البعيرِ.

  وقيل: الإِغْلاقُ: عملُ الجاهِلِيَّةِ، كانُوا إِذا بَلَغَتْ إِبلُ أَحدِهم مِائةً أَغْلَقُوا بَعِيراً؛ بأَن يَنْزِعُوا سنَاسِن فِقَرِه، ويَعْقِروا سنَامَه؛ لئلا يُرْكَب، ولا يُنتفَعَ بظَهْرِه، ويُسمَّى ذلك البَعِير المُعَنَّى، كما سيأْتي في «عنى».

  والمُغالَقَة: المُراهَنَة، وأَصلُها في المَيْسِرِ. ومنه الحَدِيثُ: «ورَجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَساً ليُغالِقَ عليها».

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  غَلَّقْتُ الأَبوابَ. قالَ سِيبَوَيْهٌ: شُدِّد للتَّكثيرِ. قال الأَصْبهانيُّ⁣(⁣٣): وذلك إِذا أَغْلَقْت أَبواباً كثيرة، أَو أَغْلقت باباً مِراراً، أَو أَحْكَمْتَ إِغلاقَ باب، وعلى هذا {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ}⁣(⁣٤) وغَلَّقَ البابَ.

  وانْغَلَق، واستَغْلَق: عَسُرَ فَتحُه.

  وجمع الغَلَق، مُحَركةً: الأَغْلاقُ. قالَ سِيبَوَيْهٌ: لم يُجاوِزُوا بهِ هذا البِناءَ، واسْتَعارَه الفرزدَقُ، فقال:

  فبِتْنَ بجانِبَيَّ مُصرَّعاتٍ ... وبِتُّ أَفُضُّ أَغْلاقَ الخِتامِ

  قال الفارِسيُّ: أَرادَ خِتامَ الأَغْلاقِ، فقَلَب.

  وفي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ: «ثُمَّ عَلَّقَ الأَغالِيقَ على وَدٍّ».

  هي المَفاتِيحُ، واحِدُها إِغْلِيقٌ.

  والغَلَاقُ، كسَحابٍ: المِغْلاقُ.

  وإِغْلاقُ القَاتِل: إِسْلامُه إِلى وَلِيِّ المَقتُولِ، فيَحْكُم في دَمِه ما شاءَ. يُقالُ: أُغْلِقَ فلانٌ بجَرِيرَتِه، وقال الفَرَزْدَقُ:

  أَسارَى حَدِيدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائِها⁣(⁣٥)

  والاسمُ منه الغَلاقُ، قالَ عَدِيُّ بن زَيْد:

  وتَقولُ العُداةُ: أَودَى عَدِيٌّ ... وبَنُوه قد أَيقَنوا بالغَلاقِ

  والمِغْلاق: لُغَةٌ في المِغْلَقِ لسَهْمِ القِداحِ.

  ورَجُل غَلِقٌ، ككَتِفٍ: سَيِّئُ الخُلُق. وقال أَبو بكر: كَثِيرُ الغَضَب. وقيل: الضَّيِّقُ الخُلُقِ، العَسِر الرِّضا. وقد أُغْلِقَ فُلانٌ: إِذا أُغْضِبَ، فغَلِق: غَضِب واحتَدَّ.

  وقالَ الليثُ: يُقال: احْتَدَّ فلان فغَلِق في حِدَّتِه، أَي: نَشِبَ، وهو مجاز.

  وغَلِقَ قَلبُه في يدِ فُلانَةَ كذلِك.

  ويُقال: حَلالٌ طِلْق، وحَرام غِلْق.


(١) في اللسان: وغلاق: قبيلة أو حيّ.

(٢) في البيت إقواء. ويروى: يبغى الطرق، ويروى: يبغى النقي.

(٣) انظر المفردات للراغب غلق.

(٤) سورة يوسف الآية ٢٣.

(٥) البيت في ديوانه وصدره:

إلينا فباتت لا تنام كأنها