تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع القاف

صفحة 424 - الجزء 13

فصل الكاف مع القاف

  أَهملَه المصنّف، كالجوهريّ والصّاغانِيّ. قالَ اللّيثُ: أُهْمِلَت الكافُ والقافُ ووجُوههما مع سائر الحُروف. وقالَ أَبو عَبْد الرّحمن: تأْلِيفُ القَاف والكَاف مَعْقوم في بِناءِ العَرَبِية؛ لقُرْبِ مخرجَيْهِما، إِلَّا أَن تَجِيءَ كَلِمةٌ من كلامِ العَجَم مُعَرَّبَةً.

  قُلتُ: وقد جاءَت أَحرفٌ في ذلِك نذكُرها، فمِنْها:

  [كذنق]: الكُذَيْنِقُ، بالضمِّ. قالَ ابنُ بَرِّيّ: هو مُدُقُّ القَصَّارِين الذي يُدَقُّ عليه الثَّوْبُ، وأَنشدَ:

  قامَة القُصْعُلِ الضَّئيل وكَفٌّ ... خِنْصَراها كُذَيْنِقَا قَصَّارِ

  كذا في اللِّسانِ.

  [كربق]: ومِنها كُرْبَق، كجُنْدَب: الحانُوت فارسيٌّ مُعرَّب. وهكذا روى أَبو عُبَيد قولَ الشَّاعِرِ الذي أَنشده الجوهَرِيّ في القُرْبَق. وذَكَره الجَوهرِيّ هُناك استِطْراداً.

  ويُقال أَيضاً: كُرْبَج وقُرْبَق، وقد تقدم ذِكرُهما في مَوْضِعِهما.

  [كوسق]: ومنها: الكَوْسَق، كجَوْهر، وهو الكَوْسَجُ مُعرَّب كما في اللسان، وإِبدالُ الهاءِ قَافاً كَثِيرٌ في المُعرَّبات، مثل اليَرْمَق، والمُسْتُقِ، وغَيرِهما.

فصل اللام مع القاف

  [لبق]: رَجلٌ لَبِقٌ، ككَتِف، وأَمِيرٍ: حاذِقٌ رَفِيقٌ بما عَمِل.

  وقد لَبِق، كفَرِح، وكَرُم، لَبَقاً ولَباقَةً: إِذا حَذَقَ. قالَه ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنشد:

  وكانَ بتَصْرِيف القَناةِ لَبِيقَا

  وقالَ سِيبَوَيهٌ: بنَوْه على لَبِق لأَنه عِلْمٌ ونَفاذٌ، تُوُهِم أَنّهم جاءُوا به على فَهِم فَهامَةً فهو فَهِم.

  وقال أبو بَكْر: اللَّبِقُ: الحُلْو اللّيِّنُ الأَخْلاقِ. قالَ: وهذا قَولُ ابنِ الأَعرابيِّ.

  ولَبِقَ بِهِ الثَّوبُ أَي: لَاقَ به. وفي التَّهْذِيب: العَرَبُ تقولُ: هذا الأَمْرُ لا يَلِيقُ بكَ، ولا يَلْبَقُ بكَ، أَي: لا يُوافِقُكَ، ولا يَزْكُو بك فهو لَبِقٌ، ككَتِفٍ وأَمِير، والأُنثَى بِهاءٍ فِيهِما.

  أَو اللَّبِيقَةُ واللَّبِقَةُ هي الامْرأَة الحَسَنة الدَّلّ واللِّبْسَة اللَّبِيبة الصَّنَاع.

  وقال الفَرّاءُ: اللَّبِقَة التي يُشاكِلُها كلُّ لِباسٍ وطِيبٍ.

  وقال اللَّيْثُ: امرأَةٌ لَبِيقَةٌ: ظَرِيفَةٌ رَفِيقَة، ويَلِيق⁣(⁣١) بها كلُّ ثوب. أَو اللَّبَقُ مُحرَّكة: الظَّرْفُ، والفِعْل كالفِعْل.

  ولَبَقه لَبْقاً: ليَّنهُ، كلَبَّقَه تَلْبِيقاً. ومنه: ثَرِيدٌ مُلَبَّقٌ كمُعَظَّمٍ، أَي: مُلَيَّنٌ بالدَّسَمِ.

  وقيلَ: تَلْبِيقُ الثَّرِيدِ: إِذا أَكْثَر أُدْمَه. وقِيلَ: خَلَطه شَدِيداً، وقِيلَ: جَمَعَهُ بالمِغْرَفَة. وقال أَبو عُبَيدٍ: بالمِقْدَحَةِ.

  وأَنشدَ ابنُ الأعرابيّ:

  لا خَيرَ في أَكلِ الخُلاصَةِ وحْدَها ... إِذا لم يَكُنْ رَبُّ الخُلاصَةِ ذا تَمْرِ

  ولكنّها زَيْنٌ إِذا هِي لُبِّقَتْ ... بمَحْضٍ على حَلْواءَ في وَضَرِ القِدْر⁣(⁣٢)

  [لثق]: لَثِقَ يَومُنا، كفَرِح: رَكَدَتْ رِيحُه، وكَثُر نَداهُ قاله ابنُ دُرَيْدٍ. قال كعبُ بنُ زُهَيْرٍ ¥:

  باتَتْ له لَيلةٌ جَمٌّ هواضِبُها ... وباتَ يَنْفُضُ عنه الطَّلَّ واللَّثَقَا

  وقالَ الأَعشَى يَصِف ثَوْراً:

  قد باتَ في دف أَرطاة يَلُوذُ بها ... من الصَّقِيعِ وضاحِي مَتْنِه لَثِقُ

  وأَلْثَقَه: بَلَّله ونَدَّاه. قال سَلَمةُ بنُ الخُرْشُبِ الأَنْمارِيُّ:

  خُدارِيَّةٍ فَتْخاءَ أَلثَقَ رِيشَها ... سَحابةُ يومِ ذِي أَهاضِيبَ ماطِرِ


(١) التهذيب واللسان: ويلبق، بالباء الموحدة.

(٢) بالأصل «في مضر القدر» والمثبت عن اللسان ط دار المعارف.