تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لحق]:

صفحة 425 - الجزء 13

  فالْتَثَق به.

  وطائِرٌ لَثِق، ككَتِف أَي: مُبْتَلٌّ جَناحاه بالماءِ.

  ولَثَّقَه تَلْثِيقاً: أَفْسدَه.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  اللَّثَقُ، مُحرَّكَة: النَّدَى. وقِيلَ: البَلَلُ. ومنه حَدِيثُ الاسْتِسْقاءِ: «فلمّا رَأَى لَثَقَ الثَّيابِ على الناسِ ضَحِكَ حَتَّى بَدَت نَواجِذُه» ويُقالُ للمَاءِ والطّين يختَلِطان: لَثَقٌ أَيضاً، وأَيضاً اللَّزَجُ من الطِّين، وهو الزَّلَق، ومر للمصنف في «ب ش ق» حتى لَثِقَ المُسافِرُ، أَي: وَحِلَ، كذا ضَبَطَهُ الخَطَّابيُّ، وأَغفَلَه هنا.

  وشيءٌ لَثِقٌ: حُلْوٌ، يمانِية. حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْن.

  قالَ: ورواه الأَزْهَرِيُّ عن عَلِيِّ بنِ حَرْب، وأَنشَدَ:

  فبُغضُكُمْ عِنْدَنا مُرٌّ مَذاقَتُه ... وبُغضُنا عندكم يا قومَنا لَثِقُ

  [لحق]: لَحِقَ به كسَمِع ولَحِقه لَحْقاً ولَحاقاً بفَتْحِهِما.

  أَدْرَكه. ومنه الحَديثُ: «أَسرعُكُنَّ لَحاقاً بي أَطْوَلُكنَّ يداً» وكذلك اللُّحوقُ بالضمِّ كأَلْحَقَه إِلحاقاً وهذا لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

  يُقال: أَلحقَه به غَيرُه، وأَلحَقَه: أَدْرَكَه. قال ابن بَرِّي: شاهِدُ اللّازم قَولُ أَبي دُواد:

  فأَلحَقَه وَهْوَ سَاطٍ بها ... كما تُلْحِقُ القَوسُ سَهْمَ الغَرَبْ

  وفى دُعاءِ القُنوتِ⁣(⁣١): إِنّ عَذابَكَ بالكُفَّار مُلْحِق بكَسْر الحاءِ أَي: لاحِقٌ، والفَتْحُ أَحسَنُ، أَو هو الصَّواب كما قاله الجوهرِيّ⁣(⁣٢) والصاغانيّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْد: مُلحَق ومُلحِق جَمِيعاً. وقال الليثُ: بالكَسْرِ أَحبُّ إِلينا، قال: ويُقال: إِنَّها من القُرآن لم يَجدُوا عليها إِلّا شاهِداً واحداً فوضِعَتْ في القُنُوتِ. قالَ: وهذه اللُّغَة موافقةٌ لقولِ الله تَعالَى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ}⁣(⁣٣). وقالَ ابنُ الأَثير: الرِوايةُ بكَسْرِ الحاءِ، أَي: مَنْ نَزَل به عَذابُك أَلحَقَه بالكُفَّار، وقِيلَ: هو بمعنَى لاحِق، لغةٌ في لَحِقٍ، يُقال: لَحِقْته وأَلحَقَتْه بمعنى، كتَبِعْتُه وأَتْبَعْته، ويُرْوى بفَتْحِ الحاءِ على المَفْعُول أَي: إِنَّ عَذابَكَ مُلْحَقٌ بالكُفَّارِ ويُصابُون به.

  ولَحِقَ، كسَمِعَ لُحوقاً بالضَّمِّ، أَي: ضَمُر، نقله الجوهريُّ. زادَ الزمخشريُّ: ولَصِقَ بَطنُه وهو مَجازٌ.

  وقال الأَزهرِيُّ: فرسٌ لا حِقُ الأَيْطَلِ، من خَيْلٍ لُحْقِ الأَياطِل: إِذا ضُمِّرَتْ. وفي قَصِيدة كَعْبٍ ¥:

  تَخدِي على يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ ... ذوابِلٌ وقعُهُنَّ الأَرضَ تحلِيلُ

  وأَنشد الصاغانيُّ لرُؤْبة:

  لواحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

  ولاحِق: اسم أَفْراس كانت لمُعاوِية بنِ أَبِي سُفْيان ¥ كما في الصحاح.

  ولاحِق الأَكْبر لغَنِيّ بنِ أَعْصُر. ولاحِق: فَرس للحازُوقِ الخارِجِيّ. قالت أُخْتُه تَرثِيه:

  ومن يَغْنمِ العامَ الوشيلَ ولاحِقاً ... وقَتْل حِزاق لم يَزل عاليَ الذِّكْرِ⁣(⁣٤)

  ولاحِق: فرس لِعُيَيْنة⁣(⁣٥) بنِ الحَارِث بنِ شِهاب.

  وقال أَبو النّدى: لاحِقٌ الأَصغَرُ لِبَنِي أَسَد. قال النّابِغَة الذُّبيانيّ:

  فيهم بناتُ العَسْجَدِيِّ ولاحِقٍ ... وُرْقاً مراكِلُها من المِضمارِ⁣(⁣٦)

  وقال ابنُ الكَلبِيّ - في أَنساب الخيل - ما نَصّه: ولاحِق الأَصْغَرُ: من بَناتِ اللَّاحق الأَكْبَرِ، ولها يَقُولُ الكُمَيْت:

  نجائِبُ من آلِ الوَجِيه ولاحقٍ ... تُذَكِّرنا أَحْقادَنا حين تَصْهَلُ


(١) في التهذيب: في دعاء الوِتر.

(٢) الذي في الصحاح: والفتح أيضاً صواب.

(٣) سورة الإسراء الآية ١.

(٤) البيت في شعر الخوارج ص ٨٩ من أبيات قالتها أخت الحازوق الحنفي الخارجي، قيل لابنته. مطلعها:

أعينّي جودا بالدموع على الصدر ... على الفارس المقتول في الجبل الوعر

وفي الديوان برواية: ومن يعتم العام الوشيك ولاحقاً.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: ولعُتَيْبَة.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٦٢ وبهامشه: العسجدي ولاحق: فرسان كانا في الجاهلية.