تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع القاف

صفحة 447 - الجزء 13

  وقال اللَّيْثُ: إِذا كانَت إِحْدَى رُكْبَتَيه تُصِيبُ الأُخْرى، فهو المَشَقُ، وهذا قد حكاهُ أَبو عُبَيدٍ عن أَبِي زَيْد، فهو أَمشَق، ج: مُشْقٌ بالضَّمّ. وهي مَشْقاءُ بَيِّنَا المَشَقِ.

  والاسْم المُشْقَةُ بالضَّمّ نقله اللَّيثُ.

  والمِشْقُ، بالكَسْرِ، وعَلَيه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، ورَوَى غَيرُه الفَتْح فيه أيضاً: المَغْرَةُ، وهو صِبْغ أَحمَرُ. وقال اللَّيْثُ: هو طِينٌ أَحْمَر يُصْبَغُ به الثَّوب.

  والمُمَشَّقُ، كمُعَظَّم: المَصْبوغُ به. ومنه حَدِيثُ جابِرٍ ¥: «كنا نَلْبَسُ المُمَشَّقَ في الإِحرامِ».

  والمَشِيقُ، كأَمِير، من الثِيابِ اللَّبِيسُ نقله الجوهريّ.

  قال: والمَشِيقُ من الخَيْل: الضامِر كالمَمْشُوقِ.

  وقِيلَ: فَرَسٌ مَشِيقٌ، ومَمْشُوقٌ: فيه طُولٌ وقِلَّةُ لَحْم، وليسَ من رَهَقِ الهُزالِ، وقد يَكُونُ من الهُزال. قالَ حُمَيْد بنُ ثَوْر ¥ يصِف مطيَّ الحَجِيجِ:

  حُرِمْنَ القِرَى إِلَّا رَجِيعاً تَعَلَّلَتْ ... به عَرِصاتٌ لَحمُهُنَّ مَشِيقُ⁣(⁣١)

  الرَّجِيعُ: الجِرَّةُ.

  وجارِيَةٌ مَمْشُوقَةٌ: حَسَنَة القَوَام نَقَله الجَوْهَرِيُّ، زاد الأَزْهَريُّ: قَلِيلةُ اللَّحْمِ.

  وقَضِيبٌ مَمْشُوقٌ: طَوِيلٌ دَقِيقٌ.

  ومن المجاز: تَمَشَّق اللَّيلُ: إِذا وَلَّى.

  ومن المَجاز أَيضاً: تَمَشَّقَ جِلبابُ اللَّيل. وفي الأَساسِ: ثَوبُ اللَّيْلِ: إِذا ظَهَرَ. وفي العُباب: ظَهَرت تَباشِيرُ الصُّبْحِ. قالَ الراجزُ؛ وهو من نَوادِر أَبي عَمْروٍ:

  وقد أُقِيمُ النّاجِياتِ السُّنَّقَا⁣(⁣٢) ... لَيْلاً وسِجْفُ اللَّيْلِ قد تَمَشَّقَا

  ويقال: تَمشَّق الغُصنُ إِذا تقشَّر وتَحَسَّر. قالَ رُؤْبَةُ:

  مِنْ ذاتِ أَسلامٍ عِصِيّاً شِقَقَا ... من سَيْسَبانٍ أَوقَنَاً تَمَشَّقَا

  وتمَشَّق عَنْ فلانٍ ثَوبُه أَي: تَمَزَّقَ. ويقالُ: تَماشَقُوا اللَّحْمَ: أَي تَجَاذَبُوه فأَكَلُوه. قالَ الرَّاعِي:

  فلا يَزالُ لَهم في كُلِّ مَنْزِلَةٍ ... لَحْمٌ تماشَقُهُ الأَيْدِي رَعابِيلُ⁣(⁣٣)

  وقولُ الحُسَيْنِ بنِ مُطَير:

  تَفْرِي السِّباعُ سَلًى عنه تُماشِقُه ... كأَنَّه بُرْدُ عَصْبٍ فيه تَضْرِيجُ

  فسَّره ابنُ الأَعرابيِّ فقالَ: تُماشِقُه: تُمزِّقُه.

  والمُماشَقَة: المُجاذَبَةُ، وأَنشدَ الأَصْمَعِيُّ:

  قُولا لسَحْبانَ أَرى نَوارَا ... جالِعةً عن رأْسِها الخِمارَا

  تَدْعُو بثُكْلٍ أُمَّها وتَارَا ... تُماشِقُ البادِينَ والحُضَّارَا

  لم تَعْرِف الوَقْفَ ولا السِّوارَا

  وقِيلَ: المُماشَقَةُ هنا المُسابَّة والمُصاخَبَةُ والمُباذَاة.

  يُقالُ: هو يُماشِقُ النَّاسَ بلِسانِه، أَي: يُباذِيهِم، وهو مَجازٌ.

  والمِشْقَةُ، بالكَسْر هي: المُشاقَةُ لِمَا طارَ من الكَتّانِ عن المَشْقِ.

  والمِشْقَةُ: الثَّوبُ الخَلَق، أَو القِطْعَةُ من القُطْن، ج مِشَقٌ كعِنَبٍ.

  وقالَ الزَّجّاجُ: أَمْشَقَهُ إِمْشاقاً ضَرَبه بالسَّوْطِ مثل مَشَقه.

  والتَّركيبُ يدلُّ على سُرْعة وخِفَّةٍ، وقد شَذَّ عن هذا التَّرْكِيب المِشْقُ: المَغْرةُ، قالَه الصاغانِيُّ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  فرس مُمَشَّقٌ، كمُعَظَّم، ومُحَدِّث: مُمْتَدٌّ.

  وقد امتَشَقَ: امتَدَّ، وذَهَبَ ما انْقَشَر من لَحْمِه وعَصَبه.

  وقال ابنُ شُمَيلٍ: مَشْقُ الوَتَرِ: أَنْ يُقْشرَ حَتّى يَسْقُطَ كُلُّ سَقَطٍ منه⁣(⁣٤).


(١) بالأصل: «صرمن ... به غرصات» والتصويب عن الديوان.

(٢) في التهذيب: «الشنقا» والسَّنق: المتخم من كثرة ما أكل وشرب.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٩٥ برواية: «ولا يزال» وانظر تخريجه فيه.

(٤) نص عبارة ابن شميل في اللسان: الشرعة أقل الأوتار وأشدها مشقاً. والمشق: أن يلحم ويقشر حتى يسقط كلُّ سقط منه.