تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نفق]:

صفحة 465 - الجزء 13

  ونَافِقانُ: ة بمَرْوَ.

  والنَّفَق، مُحَرَّكةً: سَرَبٌ في الأَرْضِ مُشتَقٌّ إِلى موضعٍ آخر. وفي الصّحاح والتَّهذِيب: له مَخْلَصٌ إِلى مَكان آخر.

  ومنه قَولُه تعالى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ}⁣(⁣١).

  وانْتَفَق الرجلُ: دَخَله. وفي المَثَل: ضَلَّ دُرَيْضٌ نَفَقَه أَي: جُحْرَه، كما في الصِّحاح. يُضرَبُ لمَنْ يَعْيا بأَمْرِه، ويَعُدُّ حُجَّة لخَصْمه، فيَنْسَى عند الحاجةِ، وقد ذُكِر في «د ر ص».

  والنَّفَقَة بهاءٍ: ما تُنْفِقُه من الدَّراهم ونَحوِها على نَفْسِكَ وعلى العِيالِ.

  والنافِقَةُ: نافِجَةُ المِسْكِ.

  وجَبَلٌ.

  والنافِقاءُ، والنُّفَقَة، كهُمَزة: إِحدَى جِحَرةِ اليَرْبُوع، يكتُمُها ويُظهِر غَيْرَها وهو موضعُ يُرقِّقُه، فإِذا أُتِي من قِبَلِ* القَاصِعَاء ضَرَبَ النّافِقاءَ برَأْسِه، فانْتَفَق أَي: خَرَج، والجمعُ النَّوافِقُ، كما في الصِّحاح. وقال أَبو عُبَيدٍ: وله جُحْر آخرُ يقال له: القاصِعَاءُ، فهو يَدخُلُ في النّافِقاءِ، ويَخْرجُ من القَاصِعاء، أَو يَدْخُلُ في القَاصِعاءِ ويَخرُج من النّافِقاءِ. وقال ابنُ الأَعرابيِّ: قُصَعَةُ اليَرْبوع: أَن يَحْفِرَ حُفَيْرةً، ثم يَسُدَّ بابَها بتُرابِها - ويُسَمَّى ذلِك التّراب الدَّامَّاء - ثم يُحفَرُ حَفْراً آخر يُقال له: النّافِقاء، والنُّفَقَة، والنَّفَق، فلا يُنْفِذُها، ولكنه يَحفرُها حتى تَرِقَّ، فإِذا أُخِذ عليه بقاصِعائِه عَدَا إِلى النَّافِقاءِ، فضَرَبَها برأْسه ومَرَقَ منها.

  وتُرابُ النُّفَقَة يُقال له: الرّاهِطَاء.

  وقالَ ابنُ بَرّي: جِحَرَةُ اليَرْبوعِ سَبْعَة: القاصِعاءُ، والنَّافِقَاءُ، والدّامّاءُ، والرّاهِطَاءُ، والعَانِقاءُ، والحاثِياءُ، واللُّغَّيْزَى⁣(⁣٢).

  وقال أَبو زَيْد: النّافِقاءُ، والنُّفَقاءُ، والنُّفَقَة، والرَّاهِطاءُ⁣(⁣٣)، والرُّهَطَة، والقُصَعَاءِ والقُصَعَة. ونَفَقَ اليَرْبُوعُ كَنَصَر، وسَمِع، ونَفَّقَ تَنْفِيقاً، وانْتَفَقَ: خَرَج من نافِقائِه.

  ونَيْفَقُ السَّراوِيلِ، بالفَتْح: المَوضِعُ المُتَّسِعُ منه. قال الجوهريُّ: والعامَّةُ تقول: نِيفَق، بكَسْر النُّون. وقالَ غَيرُه.

  وكذلك نَيْفَقُ القَمِيص، وهو فارسيٌّ مُعرَّب.

  قُلتُ: فإِذَنْ يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ في تَرْكِيب مُستَقِل.

  وأَنْفَقَ لازم مُتَعَدّ، يُقال: أَنفقَ: إِذا افْتَقَر وذَهَب ماله.

  وأَنفَقَ مَالَه: أَنْفَدَهُ وأَفْناه، وقَولُه تعالَى: {إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ}⁣(⁣٤) أَي: خَشْية الفَناءِ والنَّفاد وقال قَتادَةُ: أَي خَشْيةَ إِنفاقِه، والكَلامُ عليه كالكَلامِ على أَمْلَق، وقد تَقدَّم.

  كاسْتَنْفَقَه أَي أَنْفَقَه وأَذْهَبه. ومنه حدِيثُ خالِد بنِ زَيْدٍ الجُهَنيّ ¥: «فإِن جاءَ أَحدٌ يُخْبِرُكَ بها وإِلَّا فاسْتَنْفِقْها» نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ والصّاغانِيّ.

  وأَنْفَق القَومُ: نَفَقَت سُوقُهم أَي: راجَتْ.

  ومن المَجازِ: أَنفَقَت الإِبِلُ: إِذا انْتَشَرَت. وفي النَّوادر: انتَثَرت بالثّاءِ أَوبارُها سِمَناً أَي: عن سِمَن.

  ونَفَّق السِّلعةَ تَنْفِيقاً: رَوَّجَها ورَغَّب فيها. ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس ®: «لا يُنفِّقْ بَعضُكم بَعْضاً» أَي: لا يَقْصِد أَن يُرَوّج سِلْعَتَه على جِهة النَّجْش، فإِنه بزِيادَتِه فيها يُرغِّبُ السامِعَ، فيكون قَولُه سبَبَاً لابْتِياعِها، ومُنفِّقاً لها، وكذا الحَدِيث: «المُنفِّقُ سِلْعَتَه بالحَلِفِ الكاذبِ» كأَنْفَقَها يُنفِقُها إِنفاقاً.

  والمُنْتَفِقُ: أَبو قَبِيلة، وهو المُنْتَفِقُ بنُ عامِر بن عُقَيل بن كَعْبِ بنِ رَبِيعةَ بن عَامِرِ بن صَعْصَعَةَ.

  ومالِكُ بنُ المُنْتَفِق الضَّبِّيُّ: أَحدُ بَنِي صُبَاحِ بنِ طَرِيف، قاتِلُ بِسْطامِ بنِ قَيْسِ بنِ مَسْعود الشَّيْبانِيّ.

  قُلتُ: والّذي في أَنْسابِ أَبِي عُبَيدٍ القاسِمِ بنِ سَلّام أَنَّ قاتِلَ بسْطام بن قَيْسٍ هو عاصِمُ⁣(⁣٥) بن خليفة بن مَعْقِل بن صُباح بن طَرِيف بنِ زَيْد بنِ عَمْرو بنِ عامِر بنِ


(١) سورة الأنعام الآية ٣٥.

(*) في القاموس: «مِنْ جِهَةِ» بدل: «مِنْ قِبَلِ».

(٢) في اللسان: واللُّغَزُ، وهي اللغيزي أيضاً.

(٣) في اللسان: والرُّهَطاء.

(٤) سورة الإِسراء الآية ١٠٠.

(٥) انظر جمهرة ابن حزم ص ٢٠٦ وعبارة القاموس كاللسان والصحاح.