تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقق]:

صفحة 467 - الجزء 13

  وطَعام نَفِقٌ، ككَتِف: نَقِيضُ نَزِلٍ، وهو الَّذِي لا رَيْع له.

  ونَفَق رُوحُه: خَرَج، وهو مجاز.

  وكذا امرأَةٌ نُفُقٌ، بضَمَّتَيْنِ: إِذا كانت تَنْفُق عند الأَزْواج، وتَحظَى عندهم.

  [نقق]: نَقَّ الضِّفْدِعُ يَنِقُّ نَقِيقاً: صَاحَ. وفي الصّحاح: صَوَّت. وفي العُباب: صاحَتْ. ومن خُرافَاتِ مُسَيْلِمَة الكَذَّاب: «يا ضِفْدَع، نِقِّي كم تُنقِّين، لا الشَّرابَ تَمْنَعِين، ولا المَاءَ تُكَدِّرِين». وقال العُلَيْكِمُ الكِنْدِيّ يَصِف امرأَة:

  تُسامِر الضِّفْدِعَ في نَقِيقِها

  وكذا العَقْربُ، والدَّجاجَةُ، والهِرُّ، والحَجَلَة، والرَّخَمَة، والظَّلِيمُ. قال جَرِيرٌ:

  كأَنَّ نَقِيقَ الحَبِّ في حَاوِيائِه ... فَحِيحُ الأَفاعِي أَو نَقِيقُ العَقاربِ⁣(⁣١)

  وأَنشدَ أَبو عَمْروٍ.

  أَطْعَمْتُ راعِيَّ من اليَهْيَرِّ ... فظَلّ يَبكِي حَجِيجاً الهِرِّ

  خَلْفَ اسْتِه مثلُ نَقِيقِ الهِرِّ

  والنَّقَّاقَة: الضِّفْدِعَة والنَّقَّاق: الضِّفْدِعُ، صِفَة غالِبَةٌ، تقول العرب: «أَرْوَى من النَّقَّاق».

  والنَّقْنَقَة: صَوتُها إِذا ضُوعِفَ كما في الصِّحاحِ، أَي: إِذا فَصَلَ بينَه بمَدٍّ وتَرْجِيعٍ. ويُقالَ: الدّجاجةُ تُنَقْنِقُ للبَيْض، ولا تَنِقُّ، لأَنها تُرجِّع في صَوْتِها.

  والنِّقْنِق، كزِبْرج: الظَّلِيم، أَو النافِرُ، أَو الخَفِيفُ. قالَ ذو الرُّمَّة يَصِف الظَّلِيمَ.

  يُخيِّلُ في المَرْعَى لَهُنَّ بنَفْسِه ... مُصَعْلَكُ أَعْلى قُلَّةِ الرَّأْسِ نِقْنِقُ

  وقال امرؤُ القَيْس:

  كأَنِّي ورَحْلِي والقنانَ ونُمرُقِي ... على يَرْفَئيٍّ ذِي زَوائدَ نِقْنِقِ⁣(⁣٢)

  وقالَ أَبو عمرو: نَقْنَق في صَوْته وهي بِهاءٍ.

  قال: ويقال: نَقْنَقَت عَيْنُه أَي: غارَت وأَنشد لحَبِيبٍ العَنْبرِيِّ:

  خُوصٍ ذَواتِ أَعيُنٍ نقانِقِ ... جُبْتُ بها مَجْهُولَة السَّمالِقِ

  وهكذا أَنشَده اللَّيثُ في العَيْنِ، ويَعْقُوبُ في الأَلْفاظِ، ومَرَّ له ذلك بعَيْنه في «ت ق ت ق».

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  ضِفْدِعٌ نَقُوقٌ، والجمعُ نُقُقٌ، كعُنُق. قال رُؤْبَة:

  إِذا دَنَا مِنْهنَّ أَنقاضُ النَّقُقْ

  ويُروَى أَيضاً: النُّقَق «بضَمّ ففَتْح» على من قال: جُدَدٌ في جُدُدٍ، ويُجْمع أَيضاً على نُقٍّ، أَنشد ثَعْلب:

  على هَنِين وهَنَاتٍ نُقِّ

  وكأَنَّ أَعناقَهم أَعناقُ النَّقانِق، أَي: طَويلَة.

  والنِّقْنِيقُ، بالكسرِ: الخَشَبةُ التي يكُونُ عليها المَصْلُوبُ.

  وأَنقَّ: إِذا صارَ ذا نَقِيق، أَو دَخَل في النَّقِيقِ. ومنه رِوايةُ بَعْضِ المُحَدِّثينَ في حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ. «ودايِسٍ ومُنِقّ» بكَسْرِ النّون. قال أَبو عُبَيدٍ: ولا أَعرِفُ المُنِقَّ. وقالَ غيرُه: إِن صَحَّت الرِّوايةُ فيكونُ من النَّقِيق الصَّوت، يُرِيد أَصواتَ المَواشِي والأَنْعام، تَصِفُه بكَثْرة أَمواله.

  والنَّقْنَقَةُ: الأَكلُ قَلِيلاً، عامِّيَّة مولَّدة.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  نَقْتَق، أَي: هَبَط، هكذا ضَبَطَه ابنُ الأَعرابيِّ بالنُونِ، وبينَ القافين تاء. وقالَ غيرُه: نَقْتَقَتْ عينُه: غارت، وأَنكره ابنُ الأَعرابيّ. وفي المُصَنَّفِ لأَبي عُبَيدٍ: تَقْتَقَت، بتاءَيْن.

  قالَ ابنُ سِيدَه: هو تَصْحِيفٌ، وقد مَرَّ البَحْثُ فيه في «تَقْتقَ» فراجِعْه.

  [نمرق]: النُّمْرُق والنُّمْرُقَة، مُثَلَّثة أَي: بتَثْلِيث النّون، الضمُّ هو المَشْهور، والكَسْرُ لُغَة حَكَاها يَعْقُوب، كما في الصِّحاح والعُبابِ. وقالَ الفَرّاءُ: وسَمِعْتُها من بَعْض كَلْبٍ، كما في اللِّسان. وأَما الفَتْحُ فلم أَرَه فيما تَيَسَّر عندِي من المَوادّ، إِلّا أَنْ تَكُون اللُّغَةُ الثالثةُ فَتْحَ الرّاءِ مع ضَمّ المِيم،


(١) ديوانه برواية «نقيق الأفاعي».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٣٤ برواية: والقرب ونمرقي. وبهامشه: اليرفئي والنقنق: الظلم النافر.