تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع القاف

صفحة 470 - الجزء 13

  بِلِزْقِ الرَّاحَةِ، قال: وكذلك كُلُّ مَوْضِعٍ مثْلُه في بَطْنِ المِرْفَق وفي أَصْلِ العُصْعُصِ، ونقله الزمخشَرِيُّ أَيضاً هكذا، والجمع نُيوقٌ.

  وقال غَيرُه: النَّاقُ: بَثْرٌ أَو شِبْهُه يَخرُج باليَدِ، الواحِدَةُ ناقَةٌ.

  وقال ابنُ دُرَيد: النَّوَق، مُحَرَّكةً: بَياضٌ فيه حُمْرَةٌ يَسِيرَة شَبِيهَة بالنَّعَج⁣(⁣١).

  وتَنَيَّقَ في مَطْعَمِه ومَلْبَسِه وأُمورِه، أَي: تَجوَّدَ وبَالَغ وتأَنَّق فيه كتَنَوَّق. والاسْمُ النِّيقَة، بالكَسْر. قال الصّاغانيُّ والجَوهريّ: وبعضُهم يُنكِرُ تَنَوَّق.

  قال ابنُ فارِس: عِنْدَنا أَنَّ تَنَوَّقَ من قِياسِ التَّركِيبِ، وهم يُشَبِّهون الشَّيْءَ بما يَسْتَحْسِنُونه، فكأَن تَنَوَّقَ مَقِيسٌ على اسمِ النّاقَةِ، وهي عِنْدَهم من أَحْسنِ أَموالِهم، قالَ: ومن قالَ: إِن تَنَوَّق خَطَأٌ، فقد غَلِطَ. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُ النِّيقَة قولُ الرّاجِزِ:

  كأَنَّها من نِيقَةٍ وشارَهْ ... والحَلْي بينَ التِّبْنِ والحِجارَهْ

  مَدْفَع مَيْثاءَ إِلى قَرارَهْ ... لكِ الكَلامُ واسْمَعِي يا جارَهْ

  وأَنشدَ ابنُ سِيدَه شاهِداً على تَنوَّقَ قَولَ ذِي الرُّمَّة:

  كأَنَّ عليها سَحْقَ لِفقٍ تَنوَّقَتْ ... به حَضْرَمِيَّاتُ الأَكُفِّ الحَوائِكِ

  عدّاه بالباءِ، لأَنَّه في مَعْنَى تَرفَّقَتْ به، قالَ: وهي مَأْخُوذة من النِّيقَةِ.

  وقالَ غَيرُه:

  لَأُحْسِنُ رَمّ الوَصلِ مِنْ أُمّ جَعْفرٍ ... بحَدِّ القَوافِي والمُنَوَّقَةِ الجُرْدِ⁣(⁣٢)

  وقال جَمِيلٌ في النِّيقَة:

  إِذا ابْتُذِلَتْ لم يُزْرِها تَرْكُ زِينَةٍ ... وفِيها إِذا ازْدَانَت لِذِي نِيقَةٍ حَسْبُ

  وقالَ عليُّ بن حَمْزَة: تأَنَّقَ من الأَنَق، ولا يُقال: تأَنَّقْتُ في الشيءِ: إِذا أَحْكَمْتَه، وإِنما يقال: تَنَوَّقْت.

  ورجل نَيِّق، كَكَيِّس: ذو أَنِيقة، نقله الصاغاني عن الفَرَّاءِ.

  وانْتَاقَ مثل انْتَقَى عن أَبي عُبَيْدٍ، كما في الصّحاح، وهو مَقْلوبٌ، قال:

  مثلُ القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي

  يعني القِسِيّ، وكان الكِسائيّ يقولُ: هو من النِّيقَة.

  والنِّيقُ، بالكَسْر: أَرفَعُ مَوْضعٍ في الجَبَل، ج. نِياقٌ بالكَسْر وعليه اقتَصَر الجوهريُّ وأَنْياقٌ ونُيوقٌ. وقِيلَ: النِّيق: الطَّوِيل من الجِبالِ، وقِيل: حَرْفٌ من حُروفِ الجَبَل، وأَنشدَ الجَوهريُّ:

  شَغْواءُ تُوطِنُ بَيْن الشِّيقِ والنِّيقِ

  وأَنشدَ الصّاغانيُّ لأَبِي ذُؤَيْب:

  فيَمَّمَ وَقْبةً في رَأَسِ نِيقٍ ... دُوَيْنَ الشَّمْسِ ذاتَ جَنىً أَنِيقِ⁣(⁣٣)

  ويُقال: إِنه أَنشد المُسَيَّبُ بنِ عَلَسٍ بَيْنَ يَدَيْ عَمْروِ بنِ هِنْد المَلِك، في وَصْف جَمَل:

  وقد أَتلافَى الهَمَّ عِند احْتِضاره

  ورَواه ابنُ بَرّي:

  وإِني لأُمضِي الهَمَّ عند احْتِضاره

  وفي العُباب:

  فقد أَقْطَعُ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ ادِّراكُه ... بِناجٍ عَلَيْه الصَّيْعَرِيَّةُ مِكْدَمِ⁣(⁣٤)

  وطرفَةُ بنُ العَبْدِ حاضِرٌ، وهو غُلامٌ فقال: استَنْوَقَ الجَمَلُ، وذلِك لأَنَّ الصَّيْعَرِيَّةَ من سِماتِ النُّوقِ دُونَ الفُحولِ فغَضِبَ المُسَيَّبُ وقالَ: مَنْ هذا الغُلام؟ فقالُوا: طَرَفةُ بنُ العَبْد، فقال: لَيَقْتُلَنَّه لِسانُهُ، فكانَ كما تَفَرَّسَ فيه⁣(⁣٥). قال ابنُ بَرّي: وأَنشدَ الفَرَّاءُ:


(١) الجمهرة ٣/ ١٦٧ والنعج: الابيضاض الخالص.

(٢) نسبه في اللسان لابن هرم الكلابي.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٨٨ برواية: وكانت وقبةً.

(٤) ويروى البيت للمتلمس، انظر مقدمة ديوان طرفة ط بيروت.

(٥) انظر في مقتله مقدمة ديوانه ط بيروت.