تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نيفق]:

صفحة 471 - الجزء 13

  هزَزتُكُمُ لو أَنَّ فيكم مَهَزَّةً ... وذكَّرْتُ ذَا التَّأْنِيثِ فاستَنْوَقَ الجَمَلْ

  والمَعْنَى صارَ الجَملُ ناقةً في ذُلِّها، أُخْرِجَ على الأَصلِ. وقالَ ابنُ سِيَده: لا يُستَعْمل إِلَّا مَزِيداً. قال ثَعْلب: ولا يُقالُ: استَناقَ الجَمَلُ، إِنَّما ذلِك لأَنَّ هذه الأَفْعال المَزِيدة - أَعنِي افْتَعل واستفْعَل - إِنما تَعْتَلُّ باعْتِلال أَفعالِها الثُّلاثِيّة البَسِيطة التي لا زيادةَ فيها، كاسْتَقام، إِنما اعتلَّ لاعْتِلال قامَ، واستَقال إِنَّما اعتَلَّ لاعْتِلالِ قالَ، وإِلَّا فَقَد كانَ حُكْمُه أَن يَصِحَّ؛ لأَنَّ فاءَ الفِعْلِ ساكِنة. يُضْرَب هذا المَثَلُ للرَّجلِ يَكُونُ في حَدِيثِ أَو صِفَة شَيْءٍ، ثم يَخْلِطُه بغَيْره ويَنْتَقِلُ إِلَيْه كما في الصِّحاح.

  ونِيقِيَةُ، بالكَسْر، أَو أَنِيقِيةُ، أَو أَنِيقِياءُ: بَلْدَة من أَعْمالِ اصْطَنْبول دارِ مُلْكِ الرُّوم، عمّرها الله تعالَى بسُلْطانِها مُلِك الزَّمان، المَلِك المُعَظَّمِ أَبي الفَتْح مُصْطفَى بنِ أَحْمَد خان، خَلَّد الله ملكَه، وأَيَّد سَلْطَنَته، وأَعانَهُ على جِهادِ الكَفَرَةِ اللِّئامِ، إِلى يَوْمِ القيام.

  ونَيُوق⁣(⁣١) كَصَبُور: جَبَل ضخم أَحمَر مَنْيع لِبنِي كِلاب.

  قال الصّاغانِيُّ: ولَيْس مُصَحَّف يَنُوف⁣(⁣٢) بالفاءِ الذي تقدّم ذكره، وفي بَعْض النُّسَخ: يَنُوق بالقَافِ، وهو غَلَط.

  وتَنُوق: مَوْضِع بعُمانَ هكَذا في النُّسَخ، وكأَنَّه نَسِيَ قاعدتَه، حيثُ لم يَذكُر الإِشارةَ إِلى الموضعِ بالعَيْنِ، ثم إِنَّ الذي في مَعاجِم الأَنْسابِ أَن المَوضِع الذي بِعُمان تَنُوف «بالفاءِ» وقد سَبَقَ ذِكْرُه في مَوضِعه.

  وآنَقَنِي أَيناقاً، ونِيقاً بالكَسْرِ: أَعْجَبَنِي، هكذا في سائِر النّسخ، وصَوابُه أَن يُذْكَرَ في «أ ن ق» وقد مَرَّت للمُصنِّفِ هذه العِبارة بعَيْنِها هُناكَ، فتأَمَّل ذلك.

  ونِيقُ العُقابِ، بالكَسْر: ع، بينَ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن.

  والنِّيِقُ، بالكَسْر أَيضاً: ع آخر.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه: انْتاقَ الرَّجُلُ، كتَنَوَّقَ عن ابنِ سِيدَه.

  والمُنَوَّق من العُذُوقِ: المُنَقَّى، عن الأَصْمَعِيِّ.

  والنّاقُ: الحَزُّ الذي في مُؤخّر حافر الفَرَسِ، والجمع نُيوقٌ، نقله الزَّمَخْشَريُّ⁣(⁣٣).

  وفي المَثَلِ: «خَرْقاءُ ذَاتُ نِيقَة» يُضرَب للجاهِلِ بالأَمْرِ، وهو مع جَهْلِه يَدَّعِي المَعْرِفَة، ويتَأَنَّقُ في الإِرادَةِ، قالَهُ أَبو عُبَيدٍ.

  وقد سَمَّوا ناقَة.

  وبَنُو النّاقَة: بُطَيْنٌ في طَرابُلُسِ الغَرْبِ.

  وأَنْفُ النَّاقةِ: لَقَبُ جَعْفَر بنِ قُرَيْعٍ التَّمِيميّ وقد ذُكِر في «أ ن ف».

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [نيفق]: نَيْفَق القَمِيص: المَوْضع المُتَّسِع منه، كنيْبَقِه وقد ذُكِر في «ن ف ق».

  وصرَّح غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّةِ أَنّها فارسيَّة، فإِذن حُرُوفُها أَصلِيّة من نفس الكَلِمة، فالصَّوابُ أَن يُذْكَر هنا، وهكَذا فَعَلَه صاحبُ اللِّسان أَيضاً.

  [نهق]: النَّهْقُ بالفَتْح: طائِر طَوِيلُ الرِّجلَيْنِ والمِنْقار والرَّقَبةِ، أَغْبَرُ، وهي النَّهْقَةُ.

  والنَّهْقُ: نَباتٌ كالجِرْجِيرِ. قالَ الجوهريُّ: أَو بالتَّحْرِيكِ هو الجِرْجِيرُ البَرّيّ. قال الأَزهريُّ: هكذا سَماعِي من العَربِ، وقد رأَيتُه في رياض الصَّمّان، وكنا نَأْكلُه مع التَّمْرِ، وفي مَذاقِه حَمْزَةٌ وحَرارة، ويُسَمَّى الأَيْهُقان، وأَكثر ما يَنْبُت في قِربانِ الرّياض.

  ونَهَقَ الحِمارُ، كضَرَب، وسَمِعَ وقالَ ابنُ سيدَه: وأَرَى ثَعْلباً قد حَكَى نَهِقَ، أَي: بالكَسْرِ، قال: ولَستُ منه على ثِقَة، وفاتَه، نَهَقَ، كنَصَر، فقد نَقَلَه ابنُ سِيدَه عن اللِّحْيانيِّ، والصّاغانيُّ عن الفَارابِيّ، وأَبو حَيّان في البَحْر، والجَلالُ في الهَمْع، وابنُ القَطّاع، وفيه قُصورٌ من المُصَنِّفِ غَرِيبٌ


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: ويَنوقُ.

(٢) كذا بالأصل وفي القاموس: «ينوق» بالقاف، وعلى هامشه عن نسخة أخرى: تنوق.

(٣) كذا بالأصل والعبارة بعينها في اللسان «نيق»، أما عبارة الأساس فنصها: وأضيق من الناق وهو الحز بين صرة الابهام وألية الخنصر ونحوه في باطن المرفق وأصل العصعص وفي مؤخر حافر الفرس.