تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وأق]:

صفحة 472 - الجزء 13

  نَهِيقاً كأَمِير ونُهاقاً بالضّمِّ: صَوَّتَ. وقال اللّيثُ: هو النَّهِيقُ، فإِذا كَرَّره واشتَدَّ يُقال: أَخذَه النُّهاقُ.

  وقالَ الأَصمَعِيُّ: النّاهِقان: عَظْمانِ شاخِصَانِ من ذِي الحَافِرِ في مَجْرَى الدَّمْع. قال يَعْقوب: ويُقال لَهُما: النَّواهِقُ أَيضاً. قال النابِغَةُ الجَعْدِيُّ ¥:

  بِعارِي النَّواهِق صَلْتِ الجَبِي ... نِ يَسْتَنُّ كالتَّيسِ ذي الحُلَّبِ

  أَو النّاهِق: مَخْرَج النُّهاق من حَلْقِه. كما في الصِّحاح.

  وج: النَّواهِق. قال في التَّهْذِيبِ: النَّواهِق من الخَيْلِ والحُمُر: حَيثُ يَخرُجُ النُّهاقُ من حَلْقِه. وأَنْشَدَ للنَّمِر بنِ تَوْلَب:

  وأَخْرَج سَهْماً له أَهزَعا ... فشَكَّ نواهِقَه والفَمَا⁣(⁣١)

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  النَّهْق، والتَّنْهاق «بفَتْحِهما»: صَوتُ الحِمار. قال حَنْظَلَةُ بن الشَّرْقي:

  بضَرْبٍ يُزِيل الهامَ عن مُسْتَقَرِّه ... وطَعْنٍ كتَشْحاجِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ⁣(⁣٢)

  والنَّواهِقُ من الخَيْلِ: العِظامُ الناتِئَةُ في خُدودِها.

  وقالَ أَبو عُبَيدةَ في كِتاب الخيلِ: نَواهِقُ الدّابَّةِ: عُروقٌ اكتَنَفَت خَياشِيمَها.

  وذاتُ النَّهَقِ، محركةً: أَرْضٌ معروفةٌ، ومنه قولُ رُؤْبَةَ:

  شَذَّبَ أُولاهُنَّ من ذاتِ النَّهَقْ⁣(⁣٣) ... أَحْقَبُ كالمِحْلَجِ من طُولِ القَلَقْ

  وذو نُهَيْق، كزُبَيْر: مَوْضِع، قال:

  أَلا يالَهْف نَفْسِي بعدَ عَيْشٍ ... لنا بجَنُوبِ دَرّ فَذِي نُهَيْقِ

  وعِرْقُ ناهِق: مَوْضِع بالبَصْرة، وقد ذَكَرَه المُصنِف في «ع ر ق» وأَغفلَه هنا.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

فصل الواو مع القاف

  [وأق]: الوَأَقة: من طَيْر الماءِ، وهكذا أَوردَه صاحبُ اللسانِ، وحَكاه بَعضُهم في التَّخْفِيف. قال ابنُ سِيده: فلا أَدرِي أَهو تَخْفِيف قِياسِيّ، أَو بَدَليّ، أَو لُغَة، وعلى الأَوَّلين فهو من هذا الباب، وعلى الأَخير لا.

  [وبق]: وَبَق، كَوَعد، ووَجِل، ووَرِث ثلاث لغات، ذكرهُنَّ الجَوْهَرِي، وَبْقاً كوَعدٍ، ووُبوقاً بالضَّمّ، ووَبقاً كوَجَلٍ ومَوْبِقاً كمَوْعِدٍ: هَلَك كاسْتَوْبَق، نقلَه ابنُ سيده.

  والمَوْبِق كمَجْلِس: المَهْلِك وبه فَسَّر الفَرّاءُ قولَه تَعالى: {وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً}⁣(⁣٤) أَي: جَعَلْنا تَواصُلَهم في الدُّنيا مَهْلكاً لهُم في الآخِرَةِ. وحَكَى ابنُ بَرِّي عن السِّيرافيِّ مثلَ ذلِك، فبَيْنَهم على هذا مَفْعولٌ أَولُ لجَعَلْنا، لا ظَرْفٌ.

  وقال أَبو عُبَيدٍ: المَوْبِقُ: المَوْعِد، وبه فَسَّر الآية، واحتَجَّ بقَوْلِ الشّاعِر:

  وجادَ⁣(⁣٥) شَرَوْرَى والسِّتارَ فلم يَدَع ... تَعاراً له والوادِيَيْن بمَوْبِقِ

  أَي: بمَوْعد، فبَيْنَهم على هذا ظَرْف: وقال ابنُ عَرَفَةَ: المَوْبِقُ: المَحْبِس.

  وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: مَوْبِقاً أَي: حاجِزاً.

  وقِيلَ: المَوْبِقُ: وَاد في جَهَنَّم، نقله الزَّمَخْشَرِيُّ والصاغانِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: كُلُّ شَيْءٍ حَالَ، ونَصُّ ابنِ الأَعرابي: كلُّ حاجِز بَيْن شَيْئَيْن فهو مَوْبِقٌ.


(١) شعراء إسلاميون، في شعره ص ٣٨١ برواية «فأرسل» وانظر تخريجه فيه.

(٢) بالأصل «كتشحاج العياهم بالنهق» والتصويب عن اللسان «عفا» والعفا: الحجش، وقيل: ولد الحمار، والجمع: أعفاء وعفاء وعفوة.

(٣) في التكملة: «يشذب أخراهن ..» والأصل الديوان ص ١٠٥.

(٤) سورة الكهف الآية ٥٢.

(٥) البيت لخفاف بن ندبة، من قصيدة أصمعية ص ١٥ وبالأصل وحاد بالحاء المهملة تحريف والتصويب عن الأصمعيات والتهذيب. وشرورى والستار وتعار: مواضع، ويروى «يعار» وهو جبل لبني سليم، وتعار: جبل من أعمال المدينة.