تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وثق]:

صفحة 474 - الجزء 13

  إِلى غَيْرِ مَوْثُوقٍ من الأَرضِ تذهَبُ

  فإِنّه أَرادَ إِلى غَيْر مَوثُوق بِه، فحَذَف حَرْفَ الجرّ، فارتَفَع الضَّمِيرُ، فاستَتَر في اسْمِ المَفْعول.

  وَكَلأٌ مُوثِق: كَثِير مَوْثُوق به أَن يكفِيَ أَهلَه عامَهم، وماءٌ مُوثِقٌ كذلك، قال الأَخْطلُ:

  أَو قارِبٌ بالعَرَا هاجَت مراتِعُه ... وخانَه مُوثِقُ الغُدْرانِ والثَّمَرُ

  والوَثِيقَة في الأَمرِ: إِحكامُه والأَخْذُ بالثِّقَة، والجمعُ الوَثائِقُ. وفي حَدِيث الدُّعاءِ: «واخلَع وثائِقَ أَفْئِدَتِهم» جمع وَثاق، أَو وَثِيقَة.

  والوَثِيقُ: العَهْدُ المُحْكَم، قال:

  عَطاءً وصَفْقاً لا يُغِبُّ كأَنَّما ... عليكَ بإِتْلافِ التِّلادِ وَثِيقُ

  والمُواثَقَة: المُعَاهَدَةُ، ومنه قَوْلُه تَعالى: {وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ}⁣(⁣١).

  وتواثَقُوا عليه، أَي: تَحالَفُوا وتَعاهَدُوا.

  ورجل مُوَثَّق: مَشْدُودٌ في الوَثاقِ.

  وأَوثَقَه بالله ليَفْعَلَنَّ كذا، وَوَاثَقه.

  وتَوَثَّقَ من الأَمرِ: أَخذ فيه بالوَثاقَة.

  وأَخَذَ الأَمرَ بالأَوْثَق، أَي: الأَشَدّ الأَحْكَم.

  والمُوثِق من الشَّجَرِ: الذي يُعَوِّلُ الناسُ عليه إِذا انْقَطَعَ الكَلَأُ والشَّجَرُ.

  وناقةٌ وَثِيقَةٌ، وجملٌ وَثِيقٌ.

  والواثِقُ بالله: من الخُلفاءِ، مَعْروفٌ.

  والوُثْقَى: تَأْنِيثُ الأَوْثِق: قال الله تعالى: {بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى}⁣(⁣٢) [ودق]: الوَدْق: المَطَر كله شَدِيدُه وهَيّنه. ومنه قولُه تَعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ}⁣(⁣٣) قال زَيْدُ الخَيْلِ:

  ضَرَبْنَ بغَمْرةٍ فخَرَجْن منها ... خُروجَ الوَدْقِ من خَلَلِ السَّحابِ⁣(⁣٤)

  وقد وَدَق يَدِق وَدْقاً كَوَعَد يَعِد وَعْدا: قَطَر، قالَ عَامِرُ بنُ جُوَيْنٍ الطّائِيُّ:

  فلا مُزنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبقالَها

  هكذا أَنْشَدَه سِيبَوَيهٌ. قال سِيبَوَيهٌ: وفي شِعْره: ولا رَوْضَ، فلا يُحْتاجُ فيه إِلى تَأْوِيل.

  ووَدَق إِليه وُدُوقاً بالضّمِّ ووَدْقاً بالفَتْحِ، أَي: دَنَا.

  ويُقال وَدَقَ الصَّيدُ: إِذا دَنَا مِنْه وأَمكَنَه.

  ووَدَق به وَدْقاً: استَأَنَس به.

  ووَدَقَ بَطنُه: إِذا اتَّسَعَ وَدنَا من السِّمَنِ.

  و* قِيلَ: وَدَق بَطنُه: إِذا استَطْلَق.

  وودَقَت السَّماءُ: أَمْطَرَت كأَوْدَقَت: جاءَت بِوَدْقٍ، وهذه عن ابنِ دُرَيْد⁣(⁣٥).

  ووَدَقَ السَّيفُ وَدْقاً: حَدَّ، فهو وادِقٌ. قال أَبو قَيْسِ بنِ الأَسلَتِ:

  أَحفِزُها عني بِذِي رَوْنَقٍ ... مُهَنَّدٍ كالمِلْحِ قَطَّاعِ

  صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه ... ومُجْنَإِ أَسمَر قَرَّاعِ⁣(⁣٦)

  وقيل: سَيْف وَادِق، أَي: ماضِي الضَّرِيبة. قال ابنُ سِيدَه: وحكاه أَبو عُبَيد في باب الرِّماح. وقد غَلِطَ، إِنّما هو سَيْفٌ وادِقٌ.

  ووَدَقَتْ سُرَّتُه تَدِق وَدْقاً: سَالَت واستَرْخَت وشَخَصَت، أَو خَرَجَت حتى يَصِير كأَنَّه أَبْجَر⁣(⁣٧). قال ابنُ دُرَيدٍ: ويُقال: إِبلٌ وَادِقَةُ البُطُون والسُّرَر: إِذا اندَلَقَت لكَثْرةِ شَحْمِها، ودَنَت من الأَرْضِ. قالَ:


(١) سورة المائدة الاية ٧.

(٢) سورة البقرة الآية ٢٥٦.

(٣) سورة النور الآية ٤٣.

(٤) شعراء إسلاميون، شعره ص ١٥٦.

(*) في القاموس: «أو» بدل: «و».

(٥) الجمهرة ٢/ ٢٩٥ وفيها: ودقت السماء وأودقت.

(٦) البيتان من قصيدة مفضلية ص ٢٨٤.

(٧) في الجمهرة ٢/ ٢٩٥ حتى يصير كالأبجر.