تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ورق]:

صفحة 478 - الجزء 13

  مَجْنون. قال الأَزهَرِيّ: لا تَلْحَيا: لا تَذُمّا. والمُلْتاث: الأَحمَق. قال ابنُ بَرِّيّ: والشِّعْر لُثمامَة السَّدُوسِيّ.

  والوَرَّاقُ: الكِثيرُ الدَّراهم كما في الصَّحاح.

  وقال غَيرُه: رَجُل وَرّاقٌ: صاحِبُ وَرَق. وقَرَأَ عليٌّ ¥: «فابْعَثُوا بوَرّاقِكُم»⁣(⁣١) أَي بصَاحِب وَرَقِكم. قالَ الرّاجِزُ:

  يا رُبّ بَيْضاءَ من العِراقِ ... كأَنَّها في القُمُص الرِّقاقِ

  مُخَّةُ ساقٍ بينَ كَفَّيْ ناقِ ... أَعْجَلَها النّاقِي عن احْتِراقِ⁣(⁣٢)

  تأْكُلُ من كِيسِ امْرِئٍ وَرَّاقِ

  وقال ابنُ الأَعرابيّ: أَي كَثِيرُ الوَرَقِ والمَالِ.

  والوَرَّاقُ أَيضاً: مُوَرِّقُ الكُتُب كما في العُبابِ. وفي الصِّحاح: رجل وَرَّاق، وهو الَّذِي يُوَرِّقُ ويَكْتُب، وحِرْفَتُه الوِراقَةُ بالكَسْر.

  والوَرَاق كَسحَاب: خُضْرَةٌ الأَرْضِ من الحَشِيشِ. قالَ ابنُ الأَعرابيِّ: ولَيْس من الوَرَق أَي: من وَرَقِ الأَرض في شَيْءٍ. وقال أَبو حَنِيفةَ: هو أَن تَطَّرِدَ الخُضْرةُ لعَيْنِكَ، قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ يَصِف جَيْشاً بالكَثْرةِ كما في الصّحاح، ونَسَبَه الأَزْهَرِيُّ لأَوْسِ بنِ زُهَيْر:

  كأَنّ جِيادَهُنَّ برَعْنِ زُمٍّ ... جَرادٌ قد أَطاع له الوَراقُ⁣(⁣٣)

  ويُرْوَى: برَعْن قُفٍّ. قالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَن الوَرَاق من الوَرَق.

  وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ:

  قُلْ لِنُصَيْبٍ يَحْتَلِبْ نارَ جَعْفَرٍ ... إِذا شَكِرَتْ عند الوَراقِ جِلامُها⁣(⁣٤)

  ومُحَمَّد بنُ عَبْدِ الله بنِ حَمْدَوَيْهِ بن الحَكَم بن وَرْق، كوَعْد السّماحيُّ: مُحَدِّث، روى عن أَبِي حَكِيم الرّازِيّ، وطَبَقَتِه، مات سنَة تِسْع عَشْرة وثَلثمِائة.

  والوَرَق - مُحَرَّكة - من الكِتاب والشَّجَر: م معروف، واحِدَتُه بِهاءٍ. أَما وَرَق الكِتاب فأُدُمٌ رِقاقٌ. ومنه كأَنَّ وَجهَه وَرَقةُ مُصْحَفٍ، وهو مَجازٌ. وأَما وَرَق الشَّجَرِ فقالَ أَبو حَنِيفَةَ: هو كُلُّ ما تَبَسَّطَ تَبَسُّطاً وكان له عَيْر في وَسَطه تَنْتَشِرُ عنه حاشِيَتاه.

  ومن المجازِ: الوَرَق: ما اسْتَدارَ من الدَّمِ على الأَرْضِ. وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: مِقْدارِ الدِّرْهَم من الدَّم، أَو هو ما سَقَط من الجِراحَة عَلَقاً قِطَعاً. قال أَبو عُبَيَدَة: أَوَّله وَرَق، وهو مِثْل الرَّشّ، والبَصِيرة: مثل فِرْسِن البَعِير، والجَدِيَّةُ أَعظَم من ذلك، والإِسْباءَةُ في طُولِ الرُّمح، والجمع الأَسَابيّ. كذا في الصِّحاح.

  وقال عَمْروٌ⁣(⁣٥) في ناقَته، وكان قَدِمَ المَدِينةَ:

  طالَ الثَّواءُ عليه⁣(⁣٦) بالمَدِينةِ لا ... تَرْعَى وبِيعَ له البَيْضاءُ والوَرَقُ

  أَرادَ بالبَيْضاءِ الحَلِيَّ⁣(⁣٧)، وبالوَرَق: الخَبَط. وبِيع: اشْتُرِي.

  والوَرَق: الحَيُّ من كُلّ حَيَوان قال أَبو سَعِيد: رأَيتُه وَرَقا، أَي: حَيّاً، وكُلُّ حَيٍّ وَرَق، لأَنهم يَقُولون: يَمُوتُ كما يَمُوتُ الوَرَق، ويَيْبَس كما يَيْبَس الوَرَق، قال الطّائِيُّ:

  وهَزَّت رأْسَها عَجَباً وقالت: ... أَنا العُبْرِي أَإِيّانا تُرِيدُ؟

  وما يَدْرِي الوَدُودُ لعلَّ قَلْبِي ... ولو خُبِّرتَه وَرَقاً جَلِيدُ

  أَي: ولو خُبّرته حَيّاً فإِنه جَلِيد.


(١) كذا بالأصل والآية: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ}.

(٢) الثالث والرابع تقدماً في فوق باختلاف الرواية: والأشطار في التكملة منسوبة لجرير وزيد فيها:

قد وثقت إن مات بالنفاق ... فهو عليها هين الفراق

قال: ويروى بعد العراق:

نباسة للقمص الرقاق ... أبغض ثوبيها إليها الباقي

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٧٩ برواية:

كان جيادنا في رعن زُمٍّ

(٤) شكرت أي امتلأت ضروعها لبناً.

(٥) هو عمرو بن الأهتم، كما في التهذيب.

(٦) في التهذيب: عليها.

(٧) عن التهذيب وبالأصل «الحي».