تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع القاف

صفحة 479 - الجزء 13

  ومن المجاز: الوَرَق: المَالُ من إِبلٍ ودَراهِم وغَيْرِها، قال العَجَّاج:

  إِيَّاكَ أَدعُو فتَقَبَّلْ مَلَقِي ... واغْفِر خَطَايَاي وثَمِّرْ وَرَقِي

  أَيَ: مالِي، نَقَله الجوهَرِيُّ.

  وقال ابنُ الأَعرابي: الوَرَق: المَالُ الناطِقُ كله.

  وقال الزّمخْشَرِيّ: ثَمَّر الله ورَقَه، أَي: ماشِيَتَه.

  والوَرَق من القوم: أَحْداثُهم عن ابنِ السِّكِّيت، وهو مَجازٌ، وأَنشَدَ لهُدْبَة بنِ الخَشْرَمِ يَصِفُ قوماً قَطَعُوا مَفازَةً.

  إِذا وَرَقُ الفِتْيان صارُوا كأَنَّهُم ... دَراهِمُ منها جائِزاتٌ وزائِفُ⁣(⁣١)

  أَو الضِّعاف من الفِتْيانِ عن اللَّيْثِ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الوَرَقُ: حُسْن القَوْم وجَمالُهم ونَصُّه في الجَمْهرة: وَرَقُ الفِتْيانِ: جَمالُهم وحُسْنُهم⁣(⁣٢)، وهو مَجازٌ.

  وقال اللَّيْثُ: الوَرَقُ: جَمالُ الدُّنْيا وبَهْجَتُها. ونَصُّ العَيْن: وَرَق الدُّنيا: نَعِيمُها وبَهْجَتُها، وأَنْشَدَ:

  فما وَرَقُ الدّنيا بِباقٍ لأَهْلِها

  ومن المَجاز: الوَرَقة بهاءٍ: الخَسِيسُ من الرّجال.

  والوَرَقة: الكَرِيمُ من الرِّجال عن ابنِ الأَعرابيِّ ضِدٌّ.

  ورجُلٌ وَرَقَة، وامرأَة وَرَقَةٌ⁣(⁣٣): خَسِيسان.

  وفي الأَسَاس: يقال: إِنّه وإِنَّها وَرَقَة: إِذا كانا ضَعِيفَين حَدِيثَيْن⁣(⁣٤).

  وَوَرَقَة: د، باليَمَن من نَواحِي ذَمَار.

  ووَرَقة بنُ نَوْفل بنِ* أَسَدِ بنِ عَبْد العُزَّى بنِ قُصَيّ وهو ابنُ عَمِّ أُمِّ المؤمنين، وجدَّةِ أَهل البَيْتِ خَدِيجَة بنتِ خُوَيْلِد بن أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى، ^. وقال ابنُ مَنْدَه: اختُلِف في إِسْلامِه، والأَظْهَرُ أَنّه مات قَبْل الرِّسالة، وبَعْد النُّبُوَّة.

  ووَرَقَةُ بنُ حَابِس التَّمِيمِيّ: صَحابِيُّ ¥، قَدِم نَيْسابُور، قاله الحَاكِم، قَدِم مع الأحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، ورَجُلانِ من الصَّحابة يُعرَفان بوَرَقَةَ، أَحدُهما: من بَنِي أَسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى، وقد رَوَى عن ابنِ عَبّاس، والثّانِي: له ذِكْرٌ في حَدِيثٍ ذَكَره أَبو مُوسى.

  وشَجَرَةٌ وَارِقة ووَرِيقَة وَوَرِقَة الأَخِيرةُ على النَّسَب؛ لأَنه لا فِعْلَ له: كَثِيرَةُ الوَرَق، وقد وَرَق الشَّجَرُ يَرِقُ كوَعَد يَعِد، وأَوْرَق إِيراقاً وَورَّق تَوْرِيقاً. قالَ الأَصمعيُّ: وأَوْرَقَ بالأَلِف: أَكْثَر، أَي: خَرَج ورَقُه. وقالَ أَبو حَنِيفَة: إِذا ظَهَر وَرَقُه تَامّاً.

  والوِراقُ كَكِتابٍ: وَقْتُ خُروجِه أَي: الوَقْتُ الذي يُورِقُ فيه الشجر.

  والوَرَقَة*: الشَّجَرةُ الخَضْراءُ الوَرَق الحَسَنَتُه، وقيل: الكَثِيرَةُ الأَوْراق.

  والرِّقةُ كعِدَة: أَولُ نَبات النَّصِيِّ والصِّلِّيان والطَّرِيفة رَطْباً. يُقال: رَعَيْنا رِقَة الطَّرِيفة.

  وقال ابنُ الأَعرابيِّ: يُقال للنَّصِيّ والصِّلِّيان إِذا نَبَتا: رِقةٌ ما داما رَطْبَيْنِ، وأَيضاً رِقَةُ الكَلإِ: إِذا خَرَج له وَرَق.

  وقال ابنُ سَمْعان: الرِّقة: الأَرضُ التي يُصِيبُها المَطَر في الصَّفَرِيّة أَو في القَيْظِ، فَتَنْبُتُ، فتكون خَضْراءَ، فيُقال: هي رِقةٌ خَضْراء.

  وَوَرْقان⁣(⁣٥): ع. قال جَمِيلٌ:

  يا خَلِيلَيَّ إِنَّ بَثْنَةَ بانَت ... يوم وَرْقانَ بالفُؤاد سَبِيّا

  ووَرِقان بكَسْر الرَّاءِ: جَبَل أَسْود من أَعظَم الجِبال بَيْن العَرْجِ والرُّوَيْثَة يدفَعُ سَيلَه في رِئْم⁣(⁣٦)، وهو أَول جَبَل


(*) كذا بالأصل وليست من القاموس.

(١) في التهذيب واللسان: وزُيِّفُ. وفي اللسان: ورواه يعقوب وزائف: وهو خطأ. وصوّب ابن بري «وزائفُ» لأن القصيدة مؤسسة وأولها:

أتنكر رسم الدار أم أنت عارف

(٢) الجمهرة ٣/ ٤٨٤ ونصها: يقال فلان ورق من الفتيان: إذا كان جميلاً حسن الهيئة.

(٣) في القاموس: ورجلٌ وَرَقٌ وامرأة وَرَقةٌ.

(٤) في الأساس: «.... وإنها لورقة ... حدثين».

(*) كذا بالأصل وبالقاموس: «الوارِقة».

(٥) قيده ياقوت نصاً بالفتح ثم الكسر ... ويروى بسكون الراء.

(٦) عن معجم البلدان وبالأصل «زيم».