تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صهب]:

صفحة 158 - الجزء 2

  لَوْنَه صُهْبَةٌ، وهي كالشُّقْرَة، قَالَه الخَطَّابِيّ. والمَعْرُوفُ أَن الصُّهْبَةَ مُخْتَصَّةٌ بالشَّعَرِ، وَهِيَ حُمْرَةٌ يَعْلُوهَا سَوَادٌ.

  وفي التَّهْذِيبِ: الأَصْهَبُ⁣(⁣١) والصُّهْبَةُ: لَوْنُ حُمْرَة في شَعَر الرَأْسِ واللِّحْيَةِ إِذَا كَانَ في الظَّاهِرِ حُمْرَةٌ وفي الباطن اسْوِدَادٌ. وعَنِ الأَصْمَعِيّ: الأَصْهَبُ قرِيبٌ من الأَصْبَح.

  والصَّهَبُ والصُّهْبَةُ أَن تَعْلُوَ⁣(⁣٢) الشعرَ حُمْرَةٌ وأُصُولُه سُودٌ، فإِذا دُهِنَ خُيِّلَ إِلَيْكَ أَنَّه أَسْوَدُ، وقيل: هو أَن يَحْمَرَّ الشَّعَرُ كُلُّه.

  صَهِبَ صَهَباً، واصْهَابَّ، وَهُوَ أَصْهَب، كَذَا فِي المِصْبَاح ولِسَانِ الْعَرَب.

  ومن المَجَازِ: الأَعْدَاءُ صُهْبُ السِّبَالِ وسُودُ الأَكْبَادِ وإِنْ لَمْ يكونُوا كَذَلِكَ أَي صُهْبَ السِّبَالِ، فكذَلِك يُقَال لهم. قال:

  جَاءُوا يَجُرُّونَ الحَدِيدَ جَرَّا ... صُهْبَ السِّبَال يَبْتَغُونَ الشَّرَّا

  وإِنَّمَا يُرِيدُون أَنَّ عَدَاوَتَهم لَنَا كَعَدَاوَةِ الرُّومِ، والرُّومُ صُهْبُ السِّبَال والشَّعَرِ⁣(⁣٣)، وإِلا فَهُم عَرَبٌ، وأَلْوَانُهم الأُدْمَةُ والسُّمْرَةُ والسَّوَادُ. وقال ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّات:

  فظِلَالُ السُّيُوفِ شَيَّبْن رَأْسِي ... واعْتِنَاقِي في القَوْم صُهْبَ السِّبَالِ

  ويقال: أَصْلُه لِلرُّومِ؛ لأَنَّ الصُّهُوبَةَ فِيهِم وَهُمْ أَعْدَاءٌ لَنَا، كَذَا في لسان العرب، ونَقَلَه الجوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ.

  والصَّهْبَاءُ: الناقَة الصُّهَابِيَّةُ. وفي الحَدِيثِ: «كَانَ يَرْمِي الجِمَارَ على ناقَةٍ [له]⁣(⁣٤) صَهْبَاء».

  والصَّهْبَاءُ: الخَمْر، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلَوْنِهَا أَو المَعْصُورَةُ من عِنَبٍ أَبْيَض وقال أَبُو حَنِيفَة: الصَّهْبَاءُ: اسْمٌ لَهَا كالْعَلَم، وقد جَاءَ بِغيْرِ أَلِفٍ ولَام؛ لأَنَّهَا في الأَصْل صِفَةٌ قال الأَعْشَى:

  وصَهْبَاءَ طَافَ يَهُودِيُّها ... وأَبْرَزَهَا وعَلَيْهَا خَتَمْ

  والصَّهْبَاءُ: ع قرب خَيْبَر على مَرْحَلَةٍ أَو مَرْحَلَتينِ، قَالَه شَيْخُنَا. قُلْتُ: وقد جاء ذكره في الحَدِيثِ، وهو عَلَى رَوْحَةٍ مِنْ خَيْبَر.

  والصُّهَابِيّ كغُرَابِيّ: الوَافِرُ الَّذِي لم يَنْقُص. والصُّهَابِيُّ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا دِيوَانَ لَهُ.

  والصُّهَابِيُّ: النَّعَمُ الَّذِي لم تُؤْخَذْ صَدَقَتُه بَلْ هي مُوَفَّرَةٌ.

  والصُّهَابيّ: الشَّدِيدُ. ومنه من المجاز قولُهُم: مَوْتٌ صُهَابِيٌّ أَي شَدِيدٌ كالمَوْتِ الأَحْمَرِ. قال الجَعْدِيُّ:

  فجِئنَا إِلَى المَوْتِ الصُّهَابِيِّ بَعْدَ مَا ... تَجَرَّدَ عُرْيَانٌ مِن الشَّرِّ أَحْدَبُ

  وفي لسان العرب: وقول هِمْيانَ: يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهَابِجَا أَراد الصُّهَابِيَّ، فخفَّفَ وأَبْدَلَ.

  وقول العَجَّاج:

  بشَعْشَعَانِيٍّ صُهَابِيٍّ هَدِلْ

  إِنما عَنَى بِه المِشْفَرَ وَحْدَه، وَصَفَه بِمَا تُوصَفُ بِهِ الجُمْلَةُ.

  والصَّيْهَبُ كَصَيْقَل: شِدَّةُ الحَرِّ عن ابن الأَعْرَابِيّ وحده، ولم يَحْكِه غيرُه إِلا وَصْفا.

  والصَّيْهَب: اليومُ الحَارُّ. يوم⁣(⁣٥) صَهْد وصَيْهَدٌ: شَدِيدُ الحَرِّ.

  والصَّيْهَبُ: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ.

  والصَّيْهَبُ: الصَّخْرَةُ الصُّلْبَةُ. قال شَمِر: ويُقَالُ: الصَّيْهَبُ: المَوْضِعُ الشَّدِيدِ جَمْعُه صَيَاهِبُ. قال كُثَيِّر:

  تُوَاهِقُ⁣(⁣٦) واحْتَثَّ الحُدَاةُ بِطَاءَهَا ... عَلَى لَاحِبٍ⁣(⁣٧) يَعْلُو الصَّيَاهِبَ مَهْيَعِ


(١) في اللسان: الصَّهَبُ.

(٢) اللسان: يعلو.

(٣) اللسان: الشعور.

(٤) زيادة عن النهاية.

(٥) اللسان: ويوم صيهبٌ.

(٦) بالأصل «نواهق» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله نواهق المواهقة هو الابل أعناقها في السير، يقال: تواهقت الركاب أي تساير، وهذه الناقة تواهق هذه كأنها تسايرها في السير». وما أثبت عن التكملة.

(٧) في التهذيب: على رَحَبٍ.