تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد المهملة

صفحة 159 - الجزء 2

  قال شَمِر: وقال بَعْضُهُم: الصَّيْهَبُ الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ.

  قال القُطَامِيُّ:

  حَدَا في صَحَاري ذِي حِمَاسٍ وَعَرْعَرٍ⁣(⁣١) ... لِقَاحاً يُغَشِّيهَا رُءُوسَ الصَّيَاهِبِ

  والصَّيْهَبُ: الحجارَةُ.

  وفي التَّهْذِيبِ: جَمَلٌ صَيْهَبٌ. ونَاقَةٌ صَيْهَبَةٌ إِذا كَانَا شَدِيدَيْن، شُبِّهَا بالصَّيْهَبِ: الحِجَارَةِ.

  قال هِمْيَانُ:

  حَتَّى إِذَا ظَلْمَاؤُهَا تَكَشَّفَتْ ... عَنِّي وعَنْ صَيْهَبَةٍ قد شَدِفَتْ

  أَي عن نَاقَةٍ صُلْبَةٍ قد تَحَنَّتْ.

  وكُلُّ مَوْضِع من الجَبَل أَوقُفٍّ أَو حَزْن تَحْمَى عليه الشَّمْسُ حَتَّى يَنْشَوِيَ اللَّحْمُ عَلَيْه فَهو صَيْهَبٌ. قال:

  وَغْر تَجِيشُ قُدُورُه بِصَياهِبِ⁣(⁣٢)

  قال الأَزْهَرِيُّ، وقال اللَّيْثُ: هُوَ بالضَّادِ معجمة⁣(⁣٣) وصُهَابٌ كَغُرَاب: ع جعلوه اسماً للبُقْعَةِ. أَنْشَد الأَصْمَعِيّ:

  وأَبِي⁣(⁣٤) الَّذِي تَرَكَ المُلُوكَ وجَمْعَهُم ... بصُهَابَ هَامِدةً كأَمْسِ الدَّابِرِ

  أَو فحل في شقّ اليَمَن يُنْسَبُ إِلَيْه الجَمَلُ الصُّهَابِيّ. في التهذيب: وإِبِلٌ صُهَابِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْل اسْمُه صُهَابٌ.

  قَالَ: وإِذَا لم يُضِيفُوا الصُّهَابِيَّة فهي من أَوْلَادِ صُهَاب وناقة صَهْبَاءُ [و] صُهَابِيَّة. قال طرفة:

  صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ⁣(⁣٥) القَرَا ... بَعِيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ

  وفي لسان العَرَب في آخر المَادة ما نَصه: والمُصَهَّبُ أَي كَمُعظَّم: صَفِيفُ⁣(⁣٦) الشِّواء.

  والوَحْشُ المُخْتَلِطُ وهكذا هو في التَّكْمِلَةِ، وقَيّد الوَحْشَ مَجْرُوراً بالإِضَافَة، والمُخْتَلِط مَرْفُوعاً بالنَّعْتِ.

  وفي الأَسَاسِ: مِنَ المَجَازِ: والمُصَهَّبُ⁣(⁣٧): لَحْمٌ مُخْتَلِط بشَحْم.

  وأَصْهَبَ الفَحْلُ، هَكَذَا في النُّسَخ، وهو نَصُّ الزَّجَّاجِ.

  والَّذِي في المحكم ولِسَانِ العَرَبِ: وأَصْهَبَ الرَّجُلُ: وُلِدَ لَهُ الصُّهْبُ من الأَوْلَادِ.

  ويقال: أَصْهَبَ صَاهِبْ: دُعَاءٌ للضَّأْنِ عند⁣(⁣٨) الحَلْب، وهُو اسْمٌ لَهَا، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وفي نسخة دُعَاءٌ للفَحْلِ عِنْدَ الضِّرَابِ.

  وعَيْنُ الأَصْهَبِ: بَيْنَ البَصْرَةِ والبَحْرَين، قد تَقَدَّمَ مَا فِيهِ فَهُوَ كالمكَرَّرِ مَعَ مَا قَبْلَه، ولم يُنَبّه على ذَلك شَيْخُنَا على عَادَتِه في عَدِّ سَيِّآتِه.

  * ومما اسْتَدْرَكَه شَيْخُنا على المَؤَلِّف: صُهَيْبُ بنُ سِنَانٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَان التَّيْمِيّ صَحَابِيٌّ من وَلَد النَّمِر بْنِ قَاسِطٍ، سَبَتْه الرومُ لمَّا غزَتْ فَارِسَ، فقيل له الرُّومِيُّ، انتهى. قلت: وهُو الذِي قَال لَه أَبو بكرٍ الصِّدِّيق ¥: رَبحَ البَيْعُ يا صُهَيْب، فقَال له: وأَنتَ رَبح بيعُك يا أَبَا بَكر، وتلا قولَه: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ} ... الآية⁣(⁣٩) وقد ذكره ابنُ مَنْظُورٍ وغَيْرُه. وهُو في مُعْجَم ابْنِ فَهْد. وأَبُو بَكْر محمدُ بْن نَصْرِ بْنِ صُهَيْب، كَزُبَيْر، مَوْلَى المَهْدِيّ مُحَدِّثٌ، أَورده البنْدَارِيّ في الذَّيْل.

  والأَصْهَبُ بنُ يَزِيدَ بْنِ حَلَاوة الذُّعَافِر⁣(⁣١٠) من بني الصَّعْب بن سَعْدِ العَشِيرة، وهو الجَدُّ الأَعْلَى لعَبْدِ اللهِ بن إِدْرِيسَ المُحَدِّث⁣(⁣١١)، أَوْرَدَهُ الخَطِيبُ في تَارِيخه.


(١) قوله «ذي حماس وعرعر» موضعان كما في معجم البلدان.

(٢) في اللسان بالضاد.

(٣) قال أبو منصور معقباً: الذي أراد الليث إنما هو الصيهب بالصاد، وكذلك هو في البيت (اللسان مادة ضهب).

(٤) عن اللسان، وبالأصل «وابن».

(٥) عن اللسان، وبالأصل «موخدة».

(٦) عن اللسان، وفي القاموس «ضعيف» وفي الأصل: «غليظ» وفي التكملة «ضفين».

(٧) في الأساس: وأكلوا المصهَّب.

(٨) في القاموس: إلى بدل عند.

(٩) سورة البقرة الآية ٢٠٧.

(١٠) جمهرة ابن حزم والاشتقاق: الزعافر بالزاي.

(١١) روى عنه مالك وأحمد توفي سنة ١٩٢ تهذيب التهذيب.