تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وشك]:

صفحة 667 - الجزء 13

  فأَوْزَكَتْ لِطَعْنَه الدَّرَّاكِ ... عند الخِلاطِ أيَّما إِيزاكِ⁣(⁣١)

  [وشك]: وَشُكَ الأَمْرُ ككَرُمَ يوْشُكُ وَشْكاً سَرُعَ وفي الصِّحاحِ: وَشُكَ ذا خُروجاً بالضمِ يَوْشُكُ وَشْكاً أي سَرُعَ.

  وفي اللِّسَانِ: وَشُكَ وَشاكةً كوشّكَ تَوْشِيكاً. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الوَشْكُ: السُّرْعة؛ ويقالُ الوَشْك والوُشْك. ودَفَعَ الأَصْمَعِيُّ الوِشْك. وأوشَكَ أَسْرَعَ السَّيْرَ كَواشَكَ مُوَاشَكَةً ووِشَاكاً. يقالُ: إنَّه مُواشِكٌ أي مُسارِعٌ نَقَلَه ابنُ السِّكِّيت.

  ويُوشِكُ الأَمْرُ أن يكونَ كذا ويُوشِكُ أنْ لا يكونَ الأمْرُ وقد يأْتي مُسْتعملاً بَعْدها الاسم ومنه قَوْلُ حَسَّان:

  من خمرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها ... تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ⁣(⁣٢)

  والأَكْثر أَنْ يكونَ الذي بَعْدها أَن والفِعْل، وبذلك جاءَتِ الأَحادِيثُ. وقالَ جَرِيرٌ يَهْجُو العبَّاسَ بن يَزِيدَ الكِنْدِيَّ:

  اذا جهِل الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ ... ببعضِ الأمرِ أَوْشَك أَنْ يُصابا⁣(⁣٣)

  وأَنْشَدَ ثعْلَب:

  ولو سُئِلَ الناسُ الترابَ لأَوْشَكُوا ... إذا قُلْت⁣(⁣٤) هاتُوا أَنْ يَمَلُّوا ويَمْنَعُوا

  وكلُّ ذلك بكسرِ الشِّين من يُوشِك أي يَقْرُب ويَدْنُو ويُسْرِع ولا تُفْتَحُ شِينُه وبه جَزَمَ الحَرِيريّ في دُرَّتهِ* وتابَعَه الشَّهابُ في الشَّرْح. أو لُغَةٌ رَدِيئَةٌ⁣(⁣٥) عامِيَّةٌ كما في الصِّحَاحِ. قال غيرُه: ولا يقالُ أَوْشَكَ أَيْضاً وامرأَةٌ وَشِيكٌ سريعةٌ. والوَشِيكُ فرسُ الحازوقِ الخارِجِيِّ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ. وقَوْلُهم: وِشْكانَ ما يكونُ ذلك مُثَلَّثاً عن الكِسَائي، والنُّون مَفْتوحة في كلِّ وَجْهٍ أي سَرُعَ وكذلك سُرْعانَ ما يكونُ ذلك بالتَّثْلِيث، كلُّ ذلك اسمٌ للفِعْلِ كهَيْهات. وفي التَّهْذِيبِ: لَوُشْكان ما كان ذلك أي لَسُرْعان وأَنْشَدَ:

  أَتَقْتُلُهم طَوْراً وتَنْكِحُ فيهمُ؟ ... لَوُشْكانَ هذا والدِّماءُ تَصَبَّبُ⁣(⁣٦).

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:

  أَوَشْكانَ ما عَنَّيْتُمُ وشَمِتُّمُ ... بإِخوانِكم والعِزُّ لم يَتَجَمَّعِ⁣(⁣٧)

  وفي المَثَلِ: وُشْكانَ ذا إذابة⁣(⁣٨) وحقنا أي ما أَسْرَعَ ما أُذِيبَ هذا السَّمْن وحقن ونصب إذابة وحقنا على الحالِ وإنْ كانا مَصْدرين كما يقالُ سَرُعَ ذا مُذاباً ومَحْقوناً؛ ويجوزُ أَنْ يُحْمَلَ على التَّمْييز؛ كما يقالُ: حَسُنَ زَيْد وجهاً وتَصَبَّبَ عَرَقاً، يُضْرَب في سُرْعَةِ وقوعِ الأَمْرِ ولمَنْ يُخَبِّر بالشيْءِ قَبْل أَوَانِه. ووَشْكُ الفِراقِ ووَشْكانُه ويُضَمَّانِ أي سُرْعَتُه عن يَعْقوب، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ قال عَمْرُو بنُ كَلْثُوم:

  قِفي نسأَلكِ هلْ أحدثتِ وصلاً ... لِوَشْكِ البينِ أمْ خُنْتِ الأَمِينَا⁣(⁣٩)

  وناقةٌ مُواشِكَةٌ سريعةٌ وكذلك بَعِيرٌ مُواشِك قال ذُو الرِّمَّةِ:

  إذا ما رمينا رميةً في مفازةٍ ... عراقيبها بالشيظميّ المواشكِ

  وقد واشَكَ والاسمُ والوِشَاكُ ككِتابٍ. وقالَ ثَعْلب: يقالُ هذا بهذا اللَّفظِ، ولا يقالُ منه: واشَكَ، وإنَّما يقالُ أَوْشَكَتْ فهي مُواشِكَةٌ وقال أَبُو عُبَيْدة: فَرَسٌ ومُواشِكٌ، والأُنْثَى مُواشِكةٌ. والمُواشَكَة: سُرعة النَّجاءِ والخِفَّة؛ قال عَبْدُ اللهِ بنُ عَثْمَةَ⁣(⁣١٠) يَرْثي بِسْطَامَ بن قَيْس:

  حَقِيبةُ سَرْجِه بَدَنٌ ودِرْعٌ ... وتَحْمِلُه مُواشِكَةٌ دَؤُوكُ⁣(⁣١١)

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:


(*) ترجمته في سير اعلام النبلاء ١٩/ ٤٦٠ القاسم ... البصري الحرامي ذو البلاغتين. وصاحب: «دُرَّةُ الغَوَّاص في وهم الخواص».

(١) اللسان.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٧ واللسان.

(٣) اللسان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله إذا قلت الذي في اللسان قيل، وهو الظاهر المشهور».

(٥) في القاموس: «رَدِيّة» بدون همز.

(٦) اللسان والتهذيب.

(٧) اللسان.

(٨) في التهذيب واللسان: لو شكان ذا إهالة.

(٩) من معلقته، مختار الشعر الجاهلي، ٢/ ٣٦٢ وبالأصل «لامينا».

(١٠) اللسان والأصل، وفي التهذيب «عنمة» بالنون.

(١١) «دؤوك» بالكاف بالأصل واللسان وفي التهذيب: دؤول باللام.