تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وزك]:

صفحة 666 - الجزء 13

  في سائرِ النسخِ والصَّوابُ كوَعَدَ كما في اللِّسَانِ والصِّحاحِ. وُروكاً اضْطَجَعَ كأنه وَضَعَ وَرِكَهُ على الأَرْضِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقَوْلُهم: هذه نَعْلٌ مَوْرِكَةٌ كمَوْعِدَةٍ ومِثْلُ مَوْعِدٍ أَيْضاً عن أَبي عُبَيْدٍ نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ، وزَادَ غيرُه مَوْروكَةٌ إذا كانت مِنَ الوَرِكِ أي مِنْ نَعْلِ الخُفِّ كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ. وقالَ بعضُهم: إذا كانت من حِيالِ الوَرِكِ. وقالَ أبو عَمْرٍو: المِيرَكَةُ كمِيجَنَةٍ تَكونُ بين يَدَي الكُورِ⁣(⁣١) يَضَعُ الراكِبُ عليها رِجْلَهُ إذا أعْيا وهي المِوْرَكَة كمِكْنَسةٍ التي تقدَّمَتْ ولو ذَكَرَها هناك كان أَحْسَن والجَمْعُ المَوارِكُ قال:

  إِذا جَرَّدَ الأَكناف مَوْرُ المَوارِكِ⁣(⁣٢)

  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: والإِيرَاكُ من قولِهم: هو مُورِكٌ في هذه الإِبِلِ كمُحْسِنٍ أي ليسَ له منها شيءٌ وهو مجازٌ. ومن المجازِ: التَّوْرِيكُ في اليَمينِ قالَ إِبْراهيمُ النَّخَعِيُّ: هو نِيَّةٌ يَنْويها الحالِفُ غيرَ ما نواهُ مُسْتَحْلِفُهُ وبه فسَّر قَوْلَ الرَّجلِ يُسْتَحْلَف إن كانَ مظلوماً فَوَرَّكَ إِلى شيءِ جَزَى عنه التَّوْرِيكَ وإِنْ كان ظالماً لم يَجْز عنه التَّوْرِيك. والوَرِكَةُ كفَرِحَةٍ رَمْلَةٌ باليَمامَةِ غَرْبَيْها. وقال نَصْرٌ: مَوْضعٌ باليَمامَةِ عنْدَ العزِيْزِ⁣(⁣٣) ماءٌ لتَمِيْم. ووَرْكانُ مَحَلَّةٌ بأَصْفَهانَ⁣(⁣٤) منها عائِشَةُ بنْتُ الحَسَنِ بنِ إِبْراهيم العالِمَةُ الوَاعِظَةُ عن أَبي عَبْدِ اللهِ مُحمَّدِ⁣(⁣٥) بن إِسْحاق بن مَنْدَه، وعنها أُمُّ الرضَى ضَوْءُ بنْتُ مُحمَّدٍ⁣(⁣٥) بنِ عليّ الحبال ماتَت سَنَة ٤٩٥. والوَرْكاءُ الالْيانَةُ من النِّساءِ كالوَرْكانَةِ وهذه بالتَّحْرِيك كما قَيَّدَه الصَّاغَانيُّ، وسِياقُ المُصَنِّفِ يقْتضِي أنَّه بالفتحِ قالَ: والوَرْكَاءُ مَوْلِدُ إِبراهيمَ الخَليلِ . ومن المجازِ: القومُ عليَّ وَرْكٌ واحدٌ بالفتح وككَتِفٍ أي إِلْبٌ واحِدٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغَانيُّ.

  وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ إنَّ عندَه لَوَرْكَى خَبَرٍ كسَكْرَى ويُكْسَرُ أي أصْلَ خَبَرٍ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  تَوَرَّكَ على دابَّتِه إذا وَضَعَ عليها وَرْكَه فنَزَل بجزمِ الرَّاءِ ووَرَكَ وَرْكاً: اعْتَمَدَ على وَرِكِه. وتَوَرَّكَ الرَّجلُ الرَّجلَ: اعْتَقَلَه برِجْلِه فصَرَعَه. وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: ما أَحْسَنَ رِكَتَه ووُرْكَه، من التَّوَرُّكِ. والتَّوْرِيكُ على الدَّابَّةِ كالتَّوَرُّكِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: وَرَّكت الإِبل تَوْرِيكاً أي جاوَزَتْه، وقَوْلُ زُهَيْرٍ: ووَرَّكْنَ بالسُّوبان⁣(⁣٦) الخ يقالُ: وَرَّكتِ الإِبلُ مَوْضِعَ كذا إذا خَلَّفَتْه وَرَاءَ أَوْرَاكِها. ويقالُ وَرَّكْنَ أي عَدَلْنَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. ووَرَّكَ عليه السَّيفَ حَمَلَه قال ساعِدَةُ:

  فَوَرَّكَ لَيْنَاً لا يُثَمْثَمُ نَصْلُه ... إِذا صابَ أَوْساطَ العِظامِ صَميمُ⁣(⁣٧)

  أَرَادَ نَصْلُه صَميمٌ أي يُصَمِّمُ في العظمِ. ومَعْنَى وَرَّكَ لَيْناً أي أَمَالَه للضَّربِ حتى ضَرَبَ به يَعْنِي السَّيْفَ وهو مجازٌ. ووَرَّكَ في الوادِي إذا عَدَلَ فيه وذَهَبَ. وفي المَثَلِ كَورِكٍ على ضِلع، وقد جاءَ ذِكْرُه في الحدِيثِ ثم ذَكَرَ فِتْنَةً تكونُ فقال: «ثم يَصْطلحُ الناسُ على رجل كوَرِكٍ على ضِلعٍ» أي يَصْطَلحُون على أَمْرِ وَاهٍ لا نظامَ له ولا اسْتِقَامةً، لأَنَّ الوَرِكَ لا يستقيمُ على الضِّلع ولا يتركَّبُ عليه لاخْتِلافِ ما بينهما وبُعده. ومن المجازِ: الوَرِكُ من السَّفِينةِ مَوْضِعُ الاسْتِيام. يقالُ: قَعَدَ الملَّاحُ على وَرِكِ السَّفينةِ وهو موروك في هذه الإِبِلِ مِثْل مُوْرِك كمُحْسِنٍ عن أَبي عَمْرٍ ونَامَ مُتَوَرِّكاً مُتَّكِئاً على أحدِ وَرِكَيْه.

  وعُمَرُ بنُ حفص الوَرْكي محدِّثٌ مَنْسُوب إلى وَرْكِة⁣(⁣٨) وهي قَرْيَةٌ ببُخَارى.

  [وزك]: وزَكَتِ المرأةُ هكذا في سائرِ النسخِ والصَّوابُ أَوْزَكَتْ⁣(⁣٩)، وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقال الفرَّاءُ: أي أسْرَعَتْ وقد رَأَيْتها مُوزِكَةً أو مَشَتْ مِشْيَةً قَبيحةً كمِشْيَةِ القصارِ قالَ:

  يا ابنَ بَراءٍ هل لكُم إِليها ... إذا الفَتاةُ أَوْزَكَتْ لَدَيْها⁣(⁣١٠)؟

  وأوْزَكَتْ عندَ النِكاحِ أي لانَتْ وواتَتْ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو:


(١) في اللسان: الرحل.

(٢) اللسان والتهذيب وفيهما «إذا حرد الأكتاف».

(٣) في معجم البلدان «الغُزَيْز».

(٤) في القاموس: «بأصبهان» وهما واحد.

(٥) معجم البلدان «حمد».

(٦) تقدم البيت في المادة.

(٧) البيت في ديوان الهذليين ١/ ٢٣٠ في شعر ساعده بن جؤية. والأساس.

(٨) ضبطت بالفتح ثم السكون عن معجم البلدان.

(٩) كما في اللسان والتكملة.

(١٠) اللسان.