تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طلحب]:

صفحة 187 - الجزء 2

  أَحْوَجُ مِنِّي إِلَيْهَا» أَي مَا بَيْنَ طَرَفَيْهَا. والطُّنُبُ: وَاحِدُ أَطْنَابِ الخَيْمَةِ فاسْتَعَارَه للطَّرَفِ والنَّاحِيَة. قَالَ شَيْخُنَا: وزَعَم بَعْضُ اللُّغَوِيِّين أَنَّه استُعْمِلَ مُفْرَداً فيكون كَعُنُق وجَمْعاً أَيضاً فَيَكُونُ كَكُتُبٍ.

  وقال ابن السَّرَّاج في مَوْضِعٍ من كِتَابِه: طُنُبٌ وأَطْنَابٌ كَعُنُقٍ وأَعْنَاقٍ، ولا يُجْمَعُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ.

  وقال في مَوضِع آخَر يُقَالُ: عُنُقٌ وأَعْنَاقٌ وطُنُبٌ وأَطْنَابٌ فِيمَن جَمَع الطُّنُب. فأَفْهَم خلَافاً في جَوَازِ الجَمْع وأَنَّه يُسْتَعْمَل بلَفْظٍ وَاحِدٍ للمُفْرَدِ والجَمْعِ، وعَلَيْهِ قَوْلُه:

  إِذَا أَرَادَ انْكِرَاساً فِيهِ عَنَّ له⁣(⁣١) ... دُونَ الأَرُومَةِ من أَطْنَابِهَا طُنُبُ

  فجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْن فاسْتَعْمَلَه مَجْمُوعاً ومُفْرَداً بِنِيَّةِ الجَمْع.

  والطُّنُب: سَيْرٌ يُوصَلُ بِوَتَرِ القَوْسِ العَرَبِيَّةِ ثُم يُدَار على كُظْرهَا بالضَّم، وهو مَحَزُّ القَوْس يَقَعُ فِيه حَلْقَةُ الوَتَر، كما يَأْتِي لَه كالإِطْنَابَة. وقيل: إِطْنَابَةُ القَوْسِ: سَيْرُهَا الذي في رِجْلِهَا يُشَدُّ من الوَتَرِ على فُرْضَتِهَا وقَد طَنَّبْتُها. وعَن الأَصْمَعيّ: الإِطْنَابَةُ: السَّيْرُ الَّذِي عَلَى رَأْسِ الوَتَر مِن الْقَوْسِ.

  وقوسُ مُطَنَّبَة. والإِطْنَابَةُ: سَيْرٌ يُشَدُّ في طَرَفِ الحِزَامِ لِيَكُونَ عَوْناً لسيرِه إِذَا قَلِقَ. قَال النَابِغة يصف خيلا:

  فهُنَّ مُسْتَبْطِنَاتٌ بَطْنَ ذِي أُرُلٍ ... يَرْكُضْن قد قَلِقَت عَقْدُ الأَطَانِيبِ

  والإِطْنَابَةُ: سَيْرُ الحِزَامِ المَعْقُود إِلى الإِبْزيم وجَمْعُه الأَطَانِيب. وقال سلَامة:

  حَتَّى استَغَثْن بأَهْلِ المِلْح ضَاحِيَةً ... يَرْكُضْن قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطَانِيبِ

  وقيل: عَقْدُ الأَطَانِيبِ: الأَلْبَابُ والحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَت.

  والطُّنُبُ: عصَبَةٌ في النَّحْرِ. في لسان العرب: الطُّنْبَانِ: عَصَبَتَان مَكْتَنِفَتَانِ ثَغْرَةَ⁣(⁣٢) النّحر تَمْتَدَّان إِذا تَلَفَّت الإِنْسَان. وطُنُبٌ: ع بين مَاوِيَّةَ وذَات العُشَر.

  وطَنُوبُ: قَرْيةٌ بِجَزِيرَة بَنِي نَصْر.

  والطُّنُبُ⁣(⁣٣): عِرْقُ الشّجَر جَمْعُه. أَطْنَاب، وَهِي عُرُوقٌ تَنْشَعِب⁣(⁣٤) من أُرُومَتِهَا.

  والطُّنُبُ⁣(⁣٣): عَصَبُ الجَسَدِ جَمْعُه أَطْنَاب. قَالَ ابْنُ سِيدَه: أَطْنَابُ الجَسَدِ: عَصَبُه التي تَتَّصِل بِها المَفَاصِلُ والعِظَامُ وتَشُدُّها.

  ومن المَجَازِ: أَطْنَابُ الشَّمْسِ: أَشِعَّتُهَا الَّتي تَمْتَدّ كأَنَّهَا القَصَب⁣(⁣٥)، وذَلكَ عنْدَ طُلُوعِهَا.

  والطَّنَبُ بفتحتين: اعْوِجَاجٌ في الرُّمْح. وطُولٌ في الرِّجْلَيْن في أَيٍّ مع اسْتِرْخَاءٍ وطُولٌ في الظَّهْرِ.

  وفرسٌ في ظَهْره طَنَب أَي طُولٌ وهو عَيْبٌ في الذُّكُورِ دُونَ الإِناث كَما عُرِف في الفِراسَة والنعتُ أَطْنَبُ للمذكر.

  وهي طَنْبَاءُ. يقال: فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كان طويل القَرَى. قال النَّابِغَةُ:

  لقد لَحِقْتُ بِأُوْلَى الخَيْلِ تَحْمِلُنِي ... كَبْدَائذ لا شَنَجٌ فِيهَا ولا طَنَبُ

  وطَنَّبَه أَي الخِبَاءَ تَطْنِيباً إِذَا مَدّه بأَطْنَابِهِ وشَدَّه، وخِبَاءٌ مُطَنَّبٌ، ورِوَاقٌ مُطَنَّب، أَي مَشْدُودٌ بالأَطْنَاب وفي الحَدِيثِ: «ما أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي مُطَنَّب بِبَيْت محمد ، إِنِّي أَحْتَسِبُ خُطَاي»⁣(⁣٦) وطَنَّبَ الذِّئْبُ: عَوَى. وطَنَّبَ بالمَكان: أَقَامَ بِهِ.

  والإِطْنَابَةُ: المِظَلَّةُ بالكَسْرِ. وامرأَةٌ مِنْ بَنِي كِنَانَة بْنِ القَيْسِ بْنِ جَسْرِ بن قُضَاعَة وعَمْرٌو ابْنُها شَاعِر مَشْهُورٌ، واسْمُ أَبِيهِ زَيْدُ مَنَاةَ.

  وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ: اشتدَّت في غُبَار⁣(⁣٧) وأَطْنَبَتِ الإِبِلُ: اتَّبَعَ


(١) صدره في الأصل: «إذا أراد انكراشاً فيه عدّله» وما أثبتناه عن الأساس والمصباح.

(٢) في نسخة من اللسان: «ثغرتي النحر».

(٣) كذا بالأصل والصحاح، وضبط اللسان: بسكون النون.

(٤) اللسان: تتشعب.

(٥) اللسان: القُضُب.

(٦) فسره في اللسان بقوله: يعني ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته لأني أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد. ومثله في النهاية كما أشار إليها بهامش المطبوعة المصرية.

(٧) ومعنى هذا أن ترتفع الغبرة حتى تصير كالأطنابة وهي المظلة. وقد تقدم هذا المعنى.