تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حوقل]:

صفحة 180 - الجزء 14

  الفَسِيلَ فهي لا نَرْهَبها عليها، وإِن انْصَبَّ الليلُ من ورائِها وأَقْبَلَ.

  وأَحَالَ في ظَهْرِ دابَّتِه وثَبَ واسْتَوَى رَاكِباً كحالَ⁣(⁣١) حُؤُولاً.

  وأَحَالَتِ الدَّارُ: تَغَيَّرتْ وأَتَى عليها أَحْوالٌ جَمْعُ حَوْلٌ بمعْنَى السَّنَةِ كأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها، وكذلِكَ أَعامَتْ وأَشْهَرَتْ كذا في المُحْكَمِ والمُفْرَدَاتِ. وفي العُبَابِ أَحالَتِ الدَّارُ وأَحْوَلَتْ أَي أَتى عليها حَوْلٌ، وكذلِكَ الطَّعام وغَيْره فهو مُحِيلٌ، قالَ الكُمَيْتُ:

  أَلَم تُلْممْ على الطَّلَل المُحِيل ... بفَيْدَ وما بُكَاؤُك بالطُّلول؟⁣(⁣٢)

  ويقالُ أَيْضاً أَحْوَلَ فهو مُحْولٌ، قالَ الكُمَيْتُ أَيْضاً:

  أَأَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ ... وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِل؟⁣(⁣٣)

  وقالَ امرُؤُ القَيْسِ:

  من القاصِرَات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ ... من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها الْأَثَّرا⁣(⁣٤)

  وأَحْوَلَ الصبِيُّ فهو مُحْوِلٌ أَتَى عليه حَوْلٌ من مَوْلِدِه، قال امرُؤُ القَيْسِ:

  فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائِمَ مُحْوِلِ⁣(⁣٥)

  وقيلَ: مُحْوِل صغيرٌ من غيرِ أَن يُحَدَّ بحَوْلٍ.

  والحَوْليُّ: ما أَتَى عليه حَوْلٌ من ذي حافِرٍ وغيرِه، يقالُ: حملٌ حَوْليٌ، ونَبْتٌ حَوْليُّ كقَولِهم فيه نبْتَ عامِيُّ، ونصُّ العُبَابِ: وكلُّ ذي حافِرٍ أَوْ فَي سَنَة حَوْليُّ، وهي بهاءٍ ج حَوْليَّاتٌ.

  والمُسْتَحالَةُ والمُسْتَحيلَةُ من القِسِيِّ المُعْوَجَّةُ في قابِها أَو سِيَتها، وَقد حالَتْ حَوْلاً وحَالَ وَتَرُ القَوْسِ زَالَ عندَ الرَّمي، وحالَتِ القَوْسُ وَتَرَها.

  وفي العُبَابِ: اسْتَحالَتِ القَوْسُ انْقَلَبَتْ عن حَالِها التي غُمِزَت عليها وَحَصَلَ في قابِها اعْوِجاجٌ مِثْل حالَتْ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

  وحالَتْ كحَوْل القَوْس طُلَّتْ فعُطِّلَتْ ... ثَلاثاً فأَعْيا عَجْسُها وظُهَارُها⁣(⁣٦)

  يقولُ: تَغَيَّرت هذه المرْأَةُ كالقَوْسِ التي أَصَابَها الطَّلُّ فندِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتَر ثَلاثَ سِنِين فَزاغَ عَجْسُها واعْوَجَّ.

  والمُسْتَحالَةُ من الأَرْضِ التي تُرِكَتْ حَوْلاً أَو أَحْوالاً، كذا في النسخِ، وفي بعضِها: أَوْ حَوْلَينِ، ونصّ المُحْكَم: وأَحْوالاً، وفي حدِيثِ مجاهِدٍ: «أَنَّه كانَ لا يَرَى بأْساً أَن يتَوَرَّكَ الرجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأَرْضِ المُسْتَحيلَةِ في الصَّلاةِ».

  قالَ الصَّاغَانيُّ: هي التي ليْسَتْ بمُسْتَوية لأنَّها اسْتَحالَتْ عن الإِسْتِواءِ إِلى العِوَجِ وكلُّ ما تَحَوَّلَ أَو تَغَيَّر، من الإِسْتِواءِ إِلى العِوَجِ فقد حالَ، واسْتَحالَ، وفي نسْخَةٍ: كلُّ ما تَحَرَّكَ أَو تَغَيَّر، وفي العُبَابِ: كلُّ شيءٍ تَحَوَّلَ وتَحَرَّك فقد حالَ، ونصّ المُحْكَمِ: كلُّ شيءٍ تَغَيَّر إِلى العِوَجِ فقد حالَ واسْتَحالَ.

  وقالَ الرَّاغِبُ أَصْلُ الحَوْلِ تَغَيَّر الشيءِ وانْفِصَاله عن غيرِه، وباعْتِبارِ التَّغيُّرِ قيلَ، حالَ الشيءُ يَحُولُ حَوْلاً وحُؤُولاً، واسْتَحَالَ تَهَيَّأَ لأَنْ يحولَ وبلِسَانِ⁣(⁣٧) الانْفِصَالِ قيلَ: حالَ بَيْنِي وبَيْنك كذا.

  والحَوْلُ والحَيْلُ والحِوَلُ كعِنَبٍ والحَوْلَةُ والحِيلَةُ بالكسرِ والحَويلُ كأَميرٍ والمَحالَةُ والمَحالُ والإِحْتيالُ والتَّحَوُّلُ والتَّحَيُّلُ إِحْدَى عَشَرَة لُغَةٍ أَوْرَدَها ابنُ سِيْدَه في المْحكَمِ ما عَدا الرَّابعَة والسَّابِعَة، وفاتَتْه المحيلة عن الصَّاغَانيّ، وكذا الحُولةُ بالضم عن الكِسَائي، كلُّ ذلِكَ الحِذْقُ وجَوْدَةُ النَّظَرِ والقُدْرَةُ على دِقَّةِ التَّصَرُّفِ.

  وفي المِصْبَاحِ: الحِيْلَةُ: الحِذْقُ في تَدْبيرِ الأُمُورِ وهو تَقَلُّبُ⁣(⁣٨) الفكْرِ حتى يَهْتَدِي إِلى المَقْصُودِ.


(١) عن القاموس، ومثله في اللسان، وبالأصل «كخال» بالخاء المعجمة.

(٢) اللسان وصدره في الصحاح.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٩٦ واللسان.

(٥) من معلقته وصدره في ديوانه ص ٣٥.

فمثلك حبلى قد طرقتُ ومرضعٍ

والعجز في التهذيب واللسان.

(٦) ديوان الهذليين ٢/ ٢٩ برواية: «وعطلّت ... فزاغ عجسها» واللسان والصحاح.

(٧) في المفردات: وباعتبار الانفصال.

(٨) المصباح: تقليبُ الفكر.