تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة مع اللام

صفحة 183 - الجزء 14

  والحائِلُ: المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ من كلِّ شيءٍ من حَالَ لَوْنُه إذا تَغَيَّر واسْوَدَّ عن أَبي نَصْرٍ، ومنه الحدِيثُ: نَهَى عن أَنْ يَسْتَنْجِي الرجُلُ بعَظمٍ حائِلٍ.

  والحائِلُ ع بجَبَلَيْ طَيِّءٍ عن ابنِ الكَلْبي قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

  يا دارَ ماويّةَ بالحائلِ ... فالفردِ فالجبتينِ من عاقل⁣(⁣١)

  وقالَ أَيْضاً:

  تَبِيتُ لَبُوني بالقُرَيَّةِ آمِناً ... وأَسْرَحُها غِبًّا بأَكْنافِ حائِلِ⁣(⁣٢)

  والحائِلُ أَيْضاً ع بنَجْدٍ.

  والحَوالَةُ تَحْويلُ نَهْرٍ إلى نَهْرٍ، كما في المُحْكَمِ، قالَ: والحالُ كِينَةُ الإِنْسانِ وما هو عليه من خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وقالَ الرَّاغِبُ: الحالُ ما يخْتصُّ به الإِنْسانُ وغَيْرُهُ من الأُمورِ المُتَغَيِّرةِ في نفْسِه وبَدَنِه وقنيته؛ وقالَ مَرَّة: الحالُ يُسْتَعْملُ في اللغَةِ للصِّفَةِ التي عليها المَوْصوف، وفي تعارفِ أَهْلِ المَنْطقِ لكيفيةِ سَريعة الزَّوالِ نَحْو حَرَارةٍ وبُرُودةٍ ورُطُوبةٍ ويُبُوسةٍ عارِضَةٍ كالحالَةِ؛ وفي العُبَابِ: الحالَةُ واحِدَةٌ حالُ الإِنْسانِ وأَحْواله.

  وقالَ اللَّيْثُ: الحالُ: الوَقْتُ الذي أَنْتَ فيه.

  وشَبَّه النَّحَويون الحالَ بالمَفْعُولِ وشَبَّهَها به من حيثُ أَنَّها فُضْلَةٌ مِثْله جاءَتْ بعْدَ مُضِي الجُمْلَةِ، ولها بالظَّرفِ شَبَهٌ خاصُّ من حيثُ أَنَّها مَفْعولٌ فيها ومَجِيئها لبيانِ هَيْئةِ الفاعِلِ أو المَفْعولِ.

  وقالَ ابنُ الكمالِ: الحالُ لغَةٌ: نِهَايَةُ المَاضِي وبدَايَةُ المُسْتَقْبَلِ، واصْطِلاحاً ما يبين هَيْئة الفاعِلِ أَو المَفْعولِ به لَفْظاً نَحْو: ضَرَبْت زيداً قائماً، أو معْنَى نَحْو: زَيْدٌ في الدَّارِ قائماً؛ يؤَنَّثُ ويُذَكَّرُ، والتأْنِيثُ أَكْثر ج أَحْوالٌ وأَحْوِلَةٌ هذه شاذَّةٌ.

  وتَحَوَّلَهُ بالمَوْعِظَةِ والوَصِيَّةِ: تَوَخَّى الحالَ التي يَنْشَطُ فيها لِقَبُولِها، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو وبه فَسَّر الحدِيث: «كان يَتَحَوَّلُنا بالموْعِظَةِ»، ورَوَاه بحاءٍ غَيْر مُعْجمةٍ، وقالَ: هو الصوابُ. وحالاتُ الدَّهْرِ وأَحْوالُهُ صُروفُهُ جَمْعُ حالَةٍ وحالٍ.

  والحالُ أَيْضاً: الطينُ الأَسْوَدُ من حال اذا تَغَيَّرَ، وفي حدِيثِ الكَوْثَرِ: «حالُه المِسْكُ. وأَيْضاً التُّرابُ اللَّيِّنُ الذي يقالُ له السَّهْلة. وأَيْضاً وَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ ويُنْفَضُ في ثَوْبٍ يقالُ: حالٌ من وَرَقٍ ونُفاضٌ من وَرَقٍ. وأَيْضاً الزَّوْجَةُ، قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: حالُ الرجُلِ امرَأَتُه، هُذَلِيَّةٌ وأَنْشَدَ:

  يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع ... تَرَكْتها مُدنِيَةَ القِنَاعِ⁣(⁣٣)

  وأَيْضاً اللَّبَنُ كما في المُحْكَمِ. وأَيْضاً الحَمْأَةُ هكذا خَصّه بعضُهم بها دونَ سائِرِ الطِّين الأَسْوَدِ، ومنه الحدِيثُ: «أَن جِبْريلَ أَخَذَ من حالِ البَحْرِ فأَدْخَلَه فَافِرْعَوْن.

  والحالُ: ما تَحْمِلُهُ على ظهرِكَ كما في العُبَابِ، زَادَ بنُ سِيْدَه: ما كانَ وقد تَحَوَّلَه إِذا حَمَلَه وتقدَّمَ. وأَيْضاً العَجَلَةُ التي يَدِبُّ عليها الصَّبِيُّ إِذا مَشَى وهي الدَّرَّاجَةُ قالَ عَبْدُ الرَّحْمن بن حَسَّان:

  ما زَالَ يَنْمِي جَدُّه صاعِداً ... مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ⁣(⁣٤)

  كما في العُبَابِ. وفي اقْتِطَافِ الأَزَاهِرِ تَجْعَل ذلِكَ للصَّبيِّ يَتَدَرَّبُ بها على المَشْي.

  وأَيْضاً مَوْضِعُ اللِّبْدِ من الفَرَسِ أَو طَريقَةُ المَتْنِ وهو وَسَطُ ظَهْرِه قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

  كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ... كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ⁣(⁣٥)

  وأَيْضاً الرَّمادُ الحارُّ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وأَيْضاً الكِساءُ الذي يُحْتَشُّ فيه كما في العُبَابِ. وأَيْضاً د: باليَمَنِ بدِيارِ الأَزْدِ كما في العُبَابِ زَادَ نَصْرُ: ثم لبارِقٍ وشكْر⁣(⁣٦) منهم قالَ أبُو المنْهَالِ عُيَيْنَةُ بنُ المْنَهالِ: «لمَّا جاءَ الإِسْلامُ سارَعَتْ إِليه شكْرٌ وأَبْطَأَتْ بارِقُ»، وهُم إِخْوتهم، واسمُ شكروالان.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٤٨ وفيه: «فالسهب فالمحبتين ...».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤٦ والتكملة ومعجم البلدان «حائل».

(٣) اللسان والتكملة، وبالأصل «مدينة القناع» ونبه الى ذلك بهامش المطبوعة المصرية».

(٤) اللسان والصحاح والتهذيب.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٥٣، من معلقته، وبالأصل «الصفراء» والصفواء: الحجر الصلب، وصدره في اللسان.

(٦) في معجم البلدان «الحال»: «يشكر» في كل مواضع الخبر.