تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خفثل]:

صفحة 204 - الجزء 14

  [خفثل]: رجُلٌ خَفْثَلٌ وخُفاثِلٌ كجَعْفَرٍ وعُلابِطٍ والثاءُ مُثَلَّثَةٌ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١): أي ضَعيفُ العَقْلِ والبَدَنِ.

  [خفجل]: الخُفاجِلُ: كعُلابِطٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ الصَّاغَانِيُّ: هو الفَدْمُ.

  قالَ: والخَفَنْجَلُ: كسَمَنْدَلٍ الثَّقيلُ الوَخْمُ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ:

  خَفَنْجَل يَغْزِل بالدَّرَّارةِ⁣(⁣٢)

  وقالَ غيرُه: هو من فيه سَمَاجَةٌ وفَحَجٌ، كما في العُبَابِ.

  [خفشل]: كالخَفَنْشَلِ كسَمَنْدَلٍ بالشينِ المُعْجَمَةِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو الثَّقيلُ الوَخِمُ⁣(⁣٣).

  [خلل]: الخَلُّ ما حَمُضَ من عَصيرِ العِنَبِ وغَيْرِه.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وهو عَرَبيُّ صَحيحٌ، ومنه الحدِيثُ: «نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ»، والطَّائِفَةُ منه خَلَّةٌ.

  قالَ أَبُو زِيادٍ: جَاؤُنا بِخَلَّة لهم، فلا أَدْرِي أَعَنَى الطائِفَةَ من الخَلِّ أَمْ هي لغَةٌ كخَمْرٍ وخَمْرَةٍ.

  وأَجْوَدُهُ خَلُّ الخَمْرِ مُرَكَّبٌ من جَوْهَرَيْنِ لَطِيْفَيْن حارٍّ وبارِدٍ؛ والبارِدُ أَغْلَبُ، والذي فيه حرافة أَسْخَن وإن لم تكنْ فبَارِدٌ رَطْبٌ، والطّبْخُ يُنْقِصُ من بُرُودَتِهِ⁣(⁣٤) نافِعٌ للمَعِدَةِ الحارَّةِ الرَّطبَةِ، مُنَق للشَّهْوَةِ، مُعِيْنٌ على الهَضْمِ، كلُّ ذلِكَ لدفْعِهِ المَعِدَةَ، وإذا تَمَضْمَضَ به نَفَعَ اللِّثَّةِ وشَدَّها، ويَنْفَعُ من سَعْي القُروحِ الخَبيثةِ، والجَرَبِ، والحِكَّةِ والقوباءِ بوضعِ صوفٍ مبْلولٍ منه عَلَيها؛ ويَنْفَعُ من نَهْشِ الهَوامِّ صبّاً عَلَيها؛ ويَنْفَعُ من أَكْلِ الأَفْيونِ والشوكرانِ يُشْربُ مُسَخَّناً؛ ويَنْفَعُ من حَرْقِ النَّارِ أَسْرع من كلِّ شيءٍ ومن أَوْجاعِ الأَسْنانِ مَضْمَضَةً به. وبُخارُ حارِّه نافِعٌ للاسْتِسْقاءِ، ولكنَّ الإِدْمانَ منه رُبَّما أَدَّى إلى الاسْتِسْقاءِ. ويَنْفَعُ أَيْضاً بخارُ حارِّه من عُسْرِ السَّمْعِ ويحدُّه ويُفْتَحُ سدد المصْفَاةِ بقُوَّةٍ، ويُحَلِّلُ الدَّوِيّ والطَّنين والمُتَّخَذ مِن العِنَبِ البَرِّي بملحٍ يَنْفَعُ من عَضَّةِ الكَلْبِ، وإذا طُلِي مَعَ الكرنبِ على النقْرسِ نَفَعَ قالَهُ الرَّئيسُ.

  والخَلُّ أَيْضاً الطَّريقُ يَنْفُذُ في الرَّمْلِ أَيًّا كانَ. يقالُ: حَيَّةُ خَلٍّ كما يقالُ افْعَى طَرِيمةٍ⁣(⁣٥)، فإذا كانَ الطَّريقُ في جَبَلٍ فهو نقبٌ، أو النَّافِذُ بَيْن رمْلَتَيْنِ، أَو النافِذُ في الرَّمْلِ المُتَراكِم، أَو الرِّمالُ المُتَرَاكمةِ سُمِّي به لأَنَّه يَتَخَلَّلُ أي يَنْفُذُ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ ج أَخُلُّ بضمِ الخاءِ وخِلالٌ بالكسرِ.

  ومن المجازِ: الخَلُّ: الرجُلُ النَّحيفُ المُخْتَلُّ الجِسْمِ؛ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو الخفيفُ الجِسْمِ، قالَ تأَبَّطَ شَرّاً⁣(⁣٦):

  فاسْقِنِيها يا سَوادَ بنَ عَمْرٍو ... إنَّ جِسْمِي بعد خالِي لخَلُّ⁣(⁣٧)

  كالخَليلِ وهو الفقيرُ المُخْتَلُّ الحالِ، قالَ زُهَيْرُ يمدَحُ هرم بن سنان:

  وإنْ أَتَاه خَلِيلٌ يومَ مَسْأَلةٍ ... يقولُ: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ⁣(⁣٨)

  والخَلُّ: الثَّوبُ البالي فيه طَرَائِق.

  والخَلُّ: عَرْقٌ في العُنُقِ وفي الظَّهْرِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ؛ زَادَ غَيْرُه: مُتَّصِلٌ بالرَّأْسِ، وأَنْشَدَ لجَنْدَلٍ الطهَوِيِّ:

  تَمَّتْ إلى صُلْبٍ شَدِيدِ الخَلِّ ... وعُنُقٍ أَتْلَعَ مُتْمَهِلِّ⁣(⁣٩)

  وقالَ آخَرُ:

  نابِي المِلَاطَيْنِ شَدِيدُ الخَلِّ


(١) الجمهرة ٣/ ٣١٧.

(٢) اللسان والجمهرة ٣/ ٣٧٠ والتكملة.

(٣) ليست في الجمهرة، ونقل العبارة في التكملة عن ابن دريد، ولم يعزها في اللسان لأحد.

(٤) بالأصل «بردوته» تطبيع.

(٥) في اللسان: «صريمة».

(٦) كذا بالأصل وفي اللسان: وأنشد هذا البيت المنسوب إلى الشنفرى ابن أخت تأبط شرًّا. وفي شرح الحماسة للتبريزي ٢/ ١٦٠ وقال تأبط شرًّا وذكر أنه لخلف الأحمر وهو الصحيح.

(٧) اللسان والمقاييس ٢/ ١٥٦ وشرح الحماسة للتبريزي ٢/ ١٦٣ وعجزه في الصحاح.

(٨) ديوانه ط بيروت ص ٩١ واللسان والمقاييس ٢/ ١٥٦ والصحاح والتهذيب.

(٩) اللسان والجمهرة ١/ ٦٩ والتكملة والأول في الصحاح والتهذيب.