تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء المعجمة مع اللام

صفحة 221 - الجزء 14

  ومنهم من لا يَصْرفُه في المَعْرفةِ ولا في النّكِرةِ ويَجْعَلُه في الأَصْلِ صِفَةً من التَّخَيُّلِ، ويَحْتجُ بقولِ حَسَّانَ رَضِيَ الله تعالى عنه:

  ذَرِيني وعِلْمي بالأُمورِ وشِيمَتِي ... فما طائِرِي فيها عليكِ بأَخْيَلا⁣(⁣١)

  ج خِيلٌ بالكسرِ؛ وفي التَّهْذِيبِ: جَمْعُه الأَخائِلُ.

  وبَنُو الأَخْيَلِ بنِ مُعَاوِية: بَطْنٌ من بنِي عُقَيْلٍ بنِ كَعْبٍ رَهْطُ لَيْلَى الأَخْيَليَّة، وقد جَمَعَتْه على الأَخائِلِ فقالَتْ:

  نحن الأَخائِلُ ما يَزالُ غُلامُنا ... حتى يَدِبَّ على العَصا مَذْكُورا⁣(⁣٢)

  وتَخَيَّلَ الشيءُ له إِذا تَشَبَّه.

  وقالَ الرَّاغِبُ: التَّخَيُّلُ: تَصَوّرُ خَيالَ الشيءِ في النَّفْسِ.

  وأَبُو الأَخْيَلِ خالِدُ بنُ عَمْرٍو السُّلَفِيُّ، بضمٍ ففتحٍ، عن إِسْمعيل بنِ عيَّاشٍ، وإِسْحقُ بنُ أَخْيَلَ الحَلَبِيُّ عن مبَشِّرِ بنِ إِسْمعيل مُحدِّثانِ.

  والخَيَالُ والخَيالَةُ: ما تَشَبَّه لَكَ في اليَقَظَةِ والحُلْمِ من صورَةٍ.

  وفي التَّهْذِيبِ: الخَيالُ كلُّ شيءٍ تَرَاه كالظِّل، وكذا خَيالُ الإِنْسانِ في المِرْآةِ، وخَيالُه في النَّوْمِ صورَةُ تِمْثالِه، ورُبَّما مَرَّ بكَ الشيءُ شِبْه الظِّلِ فهو خَيالٌ، يقالُ: تَخَيَّلَ لي خَيالُ.

  وقالَ الرَّاغِبُ: أَصْلُ الخَيالِ القُوَّة⁣(⁣٣) المجرَّدةُ كالصُّورَةِ المُتَصوَّرَةِ في المَنَامِ وفي المِرْآةِ وفي القَلْبِ ثم اسْتُعْمِل في صورَةِ كلِّ أَمْرٍ مُتَصَوَّرٍ، وفي كلِّ دقيقٍ يَجْرِي مجْرَى الخَيالِ.

  قالَ: والخَيالُ قوَّةٌ تَحْفَظُ ما يدْرِكُه الحسُّ المُشْتَرَكُ من صورِ المَحْسُوسَاتِ بعْدَ غَيْبُوبةِ المَادَّةِ بحيْثُ يشاهِدُها الحسُّ المُشْتركُ كُلّما الْتَفَتَ إِليه، فهو خِزَانَةٌ للحسِّ المُشْتركِ، ومَحَلّه البَطْن الأَوَّل من الدِّماغِ ج أَخْيِلَةٌ. وأَيْضاً: شَخْصُ الرَّجُلِ وطَلْعَتُهُ، يقالُ: رَأَيْت خَيالَه وخَيَالَته، وقالَ الشاعِرُ وهو البُحْتريّ:

  فلَسْتُ بنازِلٍ إِلَّا أَلَمَّتْ ... برَحْلي أَو خَيالَتُها الكَذُوب⁣(⁣٤)

  وقيلَ: إِنَّما أَنَّثَ على إِرادَةِ المرْأَةِ.

  وخَيَّلَ للنَّاقَةِ وأَخْيَلَ لها: وَضَعَ لِوَلَدِها خَيالاً لِيَفْزَعَ منه الذِّئْبُ فلا يَقْرُبُه، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.

  وخَيَّلَ فلانٌ عَنِ القَوْمِ إِذا كَعَّ عَنْهُم ومِثْلُه غَيَّف وخَيَّف، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ وهو قَوْلُ عرامٍ.

  وقالَ غيرُه: خَيَّلَ الرَّجُلُ إِذا جَبُنَ عند القِتالِ.

  والخَيالُ: كِسَاءٌ أَسْودُ يُنْصَبُ على عُودٍ يُخَيَّلُ به للبَهائِمِ والطَّيْرِ فَتَظُنُّهُ إِنْساناً.

  وفي التَّهْذِيبِ: خَشَبةٌ تُوضَعُ فيلْقَى عَلَيها الثوبُ للغَنَمِ إِذا رَآها الذِّئْبُ ظَنَّه إِنساناً، قالَ الشاعِرُ:

  أَخٌ لا أَخَا لي غَيْره غَيْر أَنَّني ... كَرَاعِي الخَيالِ يَسْتَطِيف بلا فِكر⁣(⁣٥)

  وقيلَ: رَاعِي الخَيالِ: الرَّأْلُ ينْصِبُ له الصَّائِدُ خَيالاً فيَأْلَفُه فيأْخذُه الصَّائِدُ فيَتْبَعه الرَّأْلُ.

  وقيلَ: الخَيالُ ما نُصِبَ في أَرْضٍ ليُعْلَمَ أَنَّها حِمًى فلا تُقْرَبُ، والجَمْعُ أَخْيِلَةٌ، عن الكِسَائي، وخِيلان قالَ الرَّاجِزُ:

  تَخالُها طائرةً ولم تَطِرْ ... كأَنَّها خِيلانُ راعٍ مُحْتَظِر⁣(⁣٦)

  أَرَادَ بالخِيلانِ ما نَصَبَه الرَّاعِي عنْدَ حَظِيرةِ غَنَمِه.

  والخَيالُ: أَرْضٌ لِبَنِي تَغْلِبَ بنِ وائِلٍ.

  والخَيالُ: نَبْتٌ.

  والخَيْلُ: جماعةُ الأَفْراس لا واحِدَ له من لَفْظِه، وهو مُؤَنَّثٌ سماعيُّ يَعمُّ الذَّكَرَ والأُنْثَى، أَو واحِدُهُ خائِلٌ لأَنَّه يَخْتالُ في مِشْيَتِه، قالَهُ أَبُو عُبَيْدة؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ هذا


(١) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٦ برواية: «فما طائري يوماً» واللسان والصحاح.

(٢) اللسان والصحاح وفيهما: نحن الأخايل.

(٣) في المفردات: الصورة المجردة.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والصحاح. قال ابن بري: أنشده ابن قتيبة بلا فكر، بفتح الفاء.

(٦) اللسان والتهذيب.