تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذعل]:

صفحة 252 - الجزء 14

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: أَي سَلَحَ، وأَنْشَدَ لجميلِ بنِ مَرْثدٍ:

  وإِن حَطَأَتَ كَتِفَيْه ذَرْمَلا ... أَوخَرَّ يَكْبُو جَزَعاً وهَوْذَلا⁣(⁣١)

  وقالَ غيرُه: ذَرْمَلَ الرجُلُ: أَخْرَجَ خُبْزَتَهُ مُرَمَّدَةً ليُعَجِّلَها على الضَّيْفِ، كما في العُبَابِ.

  [ذعل]: الذَّعَلُ محرَّكةً والعَيْن مُهْمَلَة أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: هو الإِقْرارُ بعدَ الجُحُودِ.

  [ذفل]: الذَّفْلُ بالفاءِ بالكسرِ والفتحِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو القَطِرانُ الرَّقيقُ، واقْتَصَرَ على الكسرِ⁣(⁣٢) والفتحِ ذَكَرَه ابنُ سِيْدَه وزَادَ الذي قَبْل الخَضْخَاضُ، قالَ ابنُ مِقْبِلٍ:

  يَمْشِي به الظِّلْمَانُ كالأُدْمِ قارَفَتْ ... بزَيْتِ الرُّهَى الجَوْنِ والذِّفْلِ طالِيَا⁣(⁣٣)

  ويُرْوَى كالدُّهْمِ.

  [ذلل]: ذَلَّ يَذِلُّ ذُلًّا وذُلالَةً بضمِّهما، وذِلَّةً بالكَسرِ ومَذَلَّةً وذَلالَةً: هانَ فهو ذَليلُ وذُلَّانٌ بالضمِ، هذه عن ابنِ عَبَّادٍ ج ذِلالٌ، بالكسرِ، وأَذِلّاءُ ذَكَرَهما ابنُ سِيْدَه. وزَادَ الأَزْهَرِيُّ: أَذِلَّةٌ، وجَعَلَ ذُلَّاناً بالضمِ، جَمْعُ ذَلِيلٍ، وابنُ عَبَّادٍ جَعَلَه مُفْرداً، فتأَمَّلْ ذلِكَ. قالَ عَمْرُو بنُ قَمِيئة:

  وشاعر قومٍ أُولي بِغْضة ... قَمَعْتُ فصارُوا لِئاماً ذِلالا⁣(⁣٤)

  وقَوْلُه تعالَى: {لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}⁣(⁣٥) أَي لم يَتَّخِذْ وَليّاً يُعَاوِنُه ويُحَالِفُهُ لذلَّةٍ به وهو عادَةُ العَرَبِ، كانَتْ تُحالِفُ بعضُها بعضاً يَلْتَمِسونَ بذلِكَ العِزَّ والمَنَعَة فنَفَى ذلِكَ جلَّ ثناؤُه. وفي حدِيثِ ابنِ الزُّبَيْر: «الذُّلُّ أَبْقَى للأَهْلِ والمالِ»، تَأْويلُه أَنَّ الرجُلَ إِذا أَصَابَتْه خُطَّة ضَيْم ينالُه فيها ذُلٌّ فصَبَرَ عليها كانَ أَبْقَى له ولأَهْلِه ومالِه، فإِذا اضْطَرَبَ فيها طالِباً للعزِّ غَرَّر بنَفْسِه وأَهْلِه ومالِه، ورُبَّما كان ذلِكَ سبباً لهَلاكِه.

  وقَوْلُه تعالَى: {سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ}⁣(⁣٦)؛ قيلَ: الذِّلَّةُ ما أُمِرُوا به من قَتْل أَنْفسِهم، وقيلَ: هي أَخْذ الجزْيَةِ؛ قالَ الزَّجَّاج: الجزْيَةُ لم تَقَع في الذين عَبَدُوا العِجْل لأَنَّ الله تابَ عليهم بقَتْلِهم أَنْفُسِهم.

  وقَوْلُه تعالَى في صفَةِ المُؤْمِنِين. {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ}⁣(⁣٧)، قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: معْنَاهُ رُحَمَاء رَفِيقِين على المُؤْمِنِين، غِلاظٌ شِدَاد على الكَافِرِين، وقَوْلُ الشاعِرِ:

  ليَهْنِئْ تُرَاثي لامرئٍ غير ذِلَّةٍ ... صَنَابِرُ أَخْدانٌ لهُنَّ حَفِيفُ⁣(⁣٨)

  أَرَادَ: غيرَ ذَلِيلٍ، أَو غيرَ ذِي ذِلَّة. ورفَعَ صَنَابِر على البدلِ من تُرَاثٍ.

  وأَذَلَّهُ هو إذْلَالاً واسْتَذَلَّهُ مِثْلُ ذَلَّلَهُ سَوَاء، ومنه الحدِيثُ: «من فارَقَ الجماعَةَ واسْتَذَلَّ الإمَارَة لَقِي اللهُ ولا وَجْه له عنْدَه».

  واسْتَذَلَّهُ: رآهُ ذَلِيلاً، كما في المُحْكَمِ، أَو وَجَدَه كذلِكَ، كاسْتَحْمَدَه إذا وَجَدَه حَمِيداً.

  واسْتَذَلَّ البَعيرَ الصَّعْبَ نَزَعَ القُرادَ عنه ليَسْتَلِذَّ فَيَأْنَسُ به ويَذِلّ؛ وإيّاه عَنَى الحُطَيْئة بقَوْلِه:

  لَعَمْرُك ما قَراد بُنِي قُرَيْع ... إذا نُزِع القُرادُ بمُسْتطاعِ⁣(⁣٩)

  وأَذَلَّ الرجُلُ صَارَ أَصْحابُه أَذِلَّاءَ.

  وأَذَلَّ فلاناً: وجَدَه ذَليلاً.

  وقَوْلُهم: ذُلُّ ذَليلٌ أي مُذِلٌّ أو مُبالَغَةٌ، وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لكَعْبِ بنِ مالِكٍ:

  لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سآها ... وحَلَّ بدارِهم ذُلٌّ ذَلِيل⁣(⁣١٠)


(١) التكملة، والأول في اللسان وقبله:

لعواً متى رأيته تقهّلاً

(٢) الجمهرة ٢/ ٣١٥ ونص عبارتها: الذِفل، قالوا: القطران، وقال قوم: هو الدفل بالدال غير معجمة، ولا أدري ما صحته».

(٣) ديوانه والتكملة، وفي الديوان: بزيت الرهاء.

(٤) اللسان.

(٥) سورة الإسراء الآية ١١١.

(٦) سورة الأعراف الآية ١٥٢.

(٧) المائدة الآية ٥٤.

(٨) اللسان.

(٩) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٢ برواية: «بني رياحٍ» واللسان.

(١٠) اللسان.